آخر الأخبار

عن اهتمام اليمنيين بحرب أوكرانيا!

السبت, 26 فبراير, 2022

يهتم اليمنيون بشكل كبير ولافت بأخبار الحرب في أوكرانيا، على الرغم من الظروف  الصعبة التي يعيشونها، هذه الظروف السياسية والمعيشية للمواطنين اليمنيين التى لو عاشها غيرهم لترك كل شيء خلفه ولم يعد يأبه بشيءٍ غير حاله والعمل لاستعادة عافيته. 

  وعلى الرغم من أن اليمنيين يعيشون حربًا هي الأشد وجعًا  وقساوة   تجدهم  يتابعون أخبار الحرب في أوكرانيا  وكأنهم متناسين أوجاعهم التي يمرون بها، متناسين الموت الذي يلاحقهم بكل مكان، الموت الذي يهبط لهم من السماء من قبل طيران التحالف الذي حصد الكثير من  أرواح الأبرياء العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم انتموا لهذا الوطن الذي أصبح- اليوم- الانتماء له ضربًا من الموت والضياع، ضرب من مخاطرة جسيمة اسمها مواطنة، أو يأتيهم هذا الموت اللئيم من باطن الأرض إثر انفجار الألغام التي زرعتها وتزرعها مليشيا الحوثي لمزيد من حصاد أرواح المدنيين العزل ولمزيد من الفقد والحرمان، أو يأتيهم  من القذائف التي تطلقها هذه المليشيات عشوئيًا على الأبرياء، القذائف التي تنام المدن على أصوتها  وتصحو لتسمع بكاء الثكالى ونحيب اليتامى، وتشهد الجنائز التي تقام للشهداء والعناء الذي يعانيه الفاقدون بعد فقدهم شهداءهم. 

  اليوم اندلعت الحرب في أوكرانيا وأبناء اليمن يتابعون أخبارها بتوتر كبير، يتابعونها  عسى أن يأتيهم خبر بأنها لن تستمر طويلًا  وأن الإنسان هناك لن يكونوا عرضةً للقصف والقتل  والاختطاف كما يعيش اليمنيون اليوم حياة التشرد والشتات، حياة الفقد والحرمان. 

  الملاحظ أن الاهتمام بأخبار الحرب في أوكرانيا من قبل اليمنيين لا يأتي من طبقة واحدة وهي طبقة المثقفين كما جرت  العادة على ذلك بأن المثقفين وحدهم من يهتمون بأخبار الحروب ونحوها، بل  إنك تجد أن عامة الشعب يسأل باهتمام عن هذه الحرب ومآلاتها  وكيف ستكون نتائجها على بني الإنسان هناك،  ولسان حالهم يقول: هل حُكم على الإنسان أن يعيش الحرب بكل بقعة من هذه الأرض؟!  ثم ألم يشبع تجار الحروب حتى الآن؟! ألم يكتفوا بالأرواح التي زهقت؟، أم أن تجار الحروب يستمتعون كثيرًا برؤية الموتى وسماع نحيب الثكالى وصراخ الأطفال الموشكين على الهلاك إثر الجوع والنزوح والضياع الكبير؟!. 

  إن اهتمام اليمنيين بأخبار الحرب في أوكرانيا هو اهتمام ببني الإنسان ووجعه ومعاناته، هو شعور بما يحدث لهم وما سيحدث هناك، هو شعور بالوجع ذاته الذي يشعر به من يقصف منزله أو من ينزح خوفًا من الاشتباكات القريبة، إنه شعور بالوجع الذي يشعر به من يفقد أباه ويرى أخاه جريحًا ويسمع عن فقد آخرين؛  لأن اليمنيين قد ذاقوا وبال الحرب وجرعتهم هي الأخرى الكثير من الويلات والأتعاب حتى أنه لم يعد فيهم متسع لمزيد  من الأوجاع التي لا يقووا عليها إطلاقّا؛ لذا تراهم  يحلمون بأن تنتهي الحرب من الوجود وأن يعم  السلام أرجاء الأرض وأن يعيش الإنسان بسلام كما ينبغي له أن يعيش.

    المقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده