آخر الأخبار
في ذكرى ثورة الشباب
اليمن اليوم تحتفل بالذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة، هذه الثورة التي مثلت تحولًا فريداً في تاريخ كفاح الشعب اليمني بثوراته المتكررة لنيل الحرية والكرامة.
ثورة الحادي عشر من فبراير بنهجها السلمي الثوري وحركتها الجماهيرية العفوية، هذه الثورة التي فرضتها المعاناة والرغبة الجامحة من الشعب الأبي في الخلاص من الفساد، الثورة التي أشعلها شبابٌ آمنوا بعدالة القضية وضحوا لأجل ذلك بالكثير.
هنا في وسط مدينة تعز الجميلة، انتفض الشعب في الحادي عشر من فبراير، وفي ذلك التأريخ بالتحديد، فاح نسيم الحرية في أجواء هذه المدينة التي طالما قدسها أصحابها وما زالوا، فاح نسيم الحرية معلنًا أن هناك الكثير من الأحرار من سيذودون عن وطنهم ولن يقبلوا الطغاة مهما طال جبروتهم ومهما كثرت قواهم وألاعيبهم.
لم يكن في خيال الكثير- قبل ذلك- أن يخرج هذا الجمع الغفير من الناس المطالبين بالحرية والكرامة، المطالبين بالمساواة، النابذين للظلم والظالمين لكن الأحرار- في هذه المدينة وغيرها- أثبتوا للعالم أنهم أكثر من أن يتم عدهم، وأنهم أكبر من أن يتم إسكاتهم وأن الحق لا يهزم طال الزمن أو قصر.
ولقد انتفض الملايين من الثوار في كل المحافظات اليمنية بما في ذلك محافظة تعز، وأعلنوها ثورة ضد الفساد بكل أنواعه، فحققت هذه الثورة المجيدة هدفها بالإطاحة بالنظام الفاسد.
ومدينة تعز ما تزال تعيش أجواء ثورة الحادي عشر من فبراير إلى الآن- بعد أكثر من عشر سنوات- ما تزال تحتضن ثورتها لكأنها حدثت يوم أمس، والأحرار مازالوا يعملون جاهدين لتكون مدينتهم في سلام، فأنت إذا مررت بشوارع مدينة تعز الحبيبة، تشتم رائحة الحرية التي تملأ الأجواء، تراها أمامك في وجوه الشباب وحركة المارة، ترى الحرية التي خرج الشعب لأجلها قبل أكثر من عشر سنوات، عندما ملأت شوارع هذه المدينة بالثوار الأحرار، الذين خرجوا يطالبون بالمساواة والعدالة، الذين خرجوا ضد المحسوبية، أولئك الأحرار ما زالوا حتى اللحظة متمسكين بثورتهم تلك حتى تحقق كل أهدافها التي رسمها الثوار وضحى الأبطال بأرواحهم لأجها.
ساحة الحرية تلك التي ضمت ثوار فبراير في زمن الثورة ما تزال إلى الآن تضمهم وتظهرهم للعالم يبدون آراءهم تجاه كل حدث جديد، يتوافد إليها الجمع الغفير من عشاقها للصلاة فيها في كل جمعةٍ، وفي كل جمعةٍ تعيش ساحة الحرية أجواءَ ثورة الحادي عشر من فبراير، وترتسم تلك اللوحة الشبابية الجميلة بصور الأحرار الذين يهتفون لا للظلم وألف لا للظالمين.
ولشارع جمال مع ثورة الحادي عشر من فبراير حكاية جميلة وعلاقة حميمة لا أجمل منها، هذا الشارع عاش أجواء ثورة الحادي عشر من فبراير واستمع لهتاف الأحرار فيه وما زال إلى اليوم يعيش الأجواء نفسها، إنه مغرم جدًا بهؤلاء الأحرار فقد أصبحوا له الأحباء والأصدقاء.
هاهي هي مدينة تعز مع أحرارها تحتفي اليوم بالذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي عشر من فبراير، تحفل هذه المدينة اليوم رغم الوجع والحصار، رغم الجراح الغائرة فيها إلا أنها تهتف اليوم بفرح شديد في ذكرى ثورتها المجيدة آملة بغدٍ أجمل بإذن الله.
المقال خاص بموقع المهرية نت