آخر الأخبار
مدينة تعز بين تعافي العملة وجشع التجار!
في الفترة الأخيرة تعافت العملة المحلية وعادت للريال المحلي قيمته أمام العملات الأجنبية، وهذا الأمر أسعد الناس كثيرًا وخصوصًا الناس المتعبين في محافظة تعز وفي هذه المدينة المحاصرة لعامها السابع بالتحديد.
وعندما تعافى الريال اليمني مقابل العملات المحلية شعر الناس بالفرح الشديد إزاء ذلك؛ لأن معنى هذا أن الأسعار ستنخفض ويعود للأسواق روحها وهنا ترى الناس فرحين يتابعون انخفاض سعر العملات الأجنبية بكل شغف، يتبادلون الأحاديث وكأن الحرب قد انتهت وعاد للأرض السلم والسلام، فالحرب الاقتصادية بالنسبة للمواطنين أكبر بكثير من حرب السلاح فالمتضرون من الغلاء أكثر بكثير من المتضررين من الحرب.
اليوم تجد الناس تخبر بعضها أن الخير قادم لا محالة وأنه وداع للجوع بعد الآن ووداع للعناء والتعب.
فرحة كبرى يعيشها الناس في مدينة تعز المجروحة " ويافرحة ما تمت" كما يقال فالتجار وجشعهم الكبير لم يكملوا فرحة هذا المواطن الذي تقلى الكثير من العذاب وقتما انهارت العملة المحلية، فقد بقى الكثير منهم مصرين على بقاء أسعار المواد الغذائية مرتفعة متعللين بذلك أنهم أخذوا البضاعة بسعر مرتفع على الرغم من نزول الحملات للأسواق تحذرهم من ذلك.
وما بين تجار الجملة وتجار التجزئة يعيش المواطن داخل هذه المدينة في تخبط كبير، فتجار الجملة يقولون: إن السبب في بقاء الأسعار مرتفعة هم تجار التجزئة، وتجار التجزئة يحملون المسؤلية في ذلك تجار الجملة فهم يبتاعون منهم _حسب قولهم_ بأسعار مرتفعة.
وهنا يبقى المواطن في هذه المدينة يعيش حالة من الضيق والقلق يتساءل لماذا وقتما كانت العملة تنهار، كنا نذهب لشراء بضاعة ما وأول ما نسأل عن سعرها لا يجيب التاجر إلا بعد أن يفتح النت في هاتفه المحمول ليتابع سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية ويقيس على ذلك، وبعدها يبيع لنا حسب ارتفاع سعر العملة الأجنبية.
اليوم وبعد تعافي العملة تجد المواطن يخبرهم أن العملة المحلية قد استعادت عافيتها وهم في تناسٍ كأنهم لا يعلمون يشيئًا عن ذلك وكأنهم لا يتابعون، وبعدها يقولون للناس أن تجار الجملة هم السبب في جعلهم يبيعون بأسعار مرتفعة.
اليوم نجد الكثير من التجار قاموا بإغلاق محلاتهم خشية الخسارة ولم يغلقوها أثناء انهيار العملة فأي خسارة أكبر من خسارة المواطن لحياته بسبب الجوع.
التجار هم سبب في الوجع الذي يعيشه المواطن إلى جانب بعض المسؤلين؛ فلم يرفقوا لحال المواطن الذي تكبد كل الخسائر والويلات من بداية الحرب وانهيار العملة العملة زاد الطين بلة وهو موجوع حتى يومه هذا الذي استبشر به خيرًا وتفاءل وأحس بذاته أنه سيعيش بخير لأن العملة قد تعافت.
المقال خاص بموقع المهرية نت