آخر الأخبار

لا أوجع من الجوع والغلاء إلا صمت المسؤولين

الخميس, 09 ديسمبر, 2021

انهيار غير مسبوق للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، تسارع كبير في السقوط  والرجوع للوراء لعملتنا المحلية مقابل العملات الأجنبية، فإلى أي هاوية ستصلين أيتها العملة المغضوب عليها من قبل الجميع؟!، متى تستقرين وتكونين مصدر فرح لا حزن وبلاء لهذا الشعب الذي تكالب عليه الكبير والصغير، الصديق والعدو معًا. 

  إن انهيار العملة بهذا الشكل غير السبوق هو قتل للشعب، ذبحٌ للمواطن الجائع بدم بارد، بل إن تجويع الشعب وتعذيبه ماديًا لهو أكبر وأبشع بكثير من قتله  بالرصاص أو رميه بالحجاره. 

  اليوم وصل المواطن إلى حالة يتمنى فيها أن يحصل على 5 كيلو من الدقيق لا نقول يتمنى أن يحصل على كيس من الدقيق؛  لأن هذا الشيء قد أصبح بعيد المنال عليه وعلى أسرته إذ إن سعر الكيس الدقيق قد فاق الخمسين ألف ريال وما الذي يمتلكه المواطن في جيبه حتى يواجه كل هذا الغلاء المعيشي القاتل؟!، وإذا ما تمكن بعد عناء من شراء خمسة كيلو من الدقيق يعود لبيته فرحًا مسرورًا  ظانًا في ذاته أنه قد فاز فوزًا عظيمًا ويتفاجأ أنه لم يحصل على شيء وأنه بحاجة إلى جانب ذلك إلى قليل من الزيت وقليل أمور البيت الأخرى التي لا يستغني عنها المطبخ المنزلي  بما في ذلك الغاز  وعن صعوبة الحصول على الغاز المنزلي حدث ولا حرج، فكثيرة هي الأسر التي باتت تطهو على الأوراق والقراطيس لتحضر وجبة تسد بها جوع أطفالها وتسكت بكاءهم المرير. 

  الأزمة المعيشية التي وصل لها المواطن اليوم مُرةٌ بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، موجعةٌ بكل المقاييس.  إنها الجريمة بحد ذاتها، إنها القاصمة للظهور والموجعةُ للقلوب والفاتحةُ للمصائب العظام، إنه الجوع الذي لا يرحم فلا أسوأ من الجوع الذي وصل له هذا الشعب البريء،  إلا صمت المشاهدين من المسؤلين في الحكومة النائمة، وصمت المجتمع الدولي الذي يدعي العمل لأجل الإنسانية، ويتحدث عنها قولًا باللسان لا عملًا يظهر للعيان تستفيد منه الشعوب التي تعاني مرارة الحرب والجوع والبطالة.  إلى متى يا ترى ستستمر اللا مبالاه من قبل المسؤولين الذين بيدهم إصلاح هذا الوضع المرير؟! وكم مرة سيخرج الشعب منتفضًا غاضبًا ويقابل بالصمت المخذل وكأن خروجه للشارع لا يعني  شيئًا، بل كأن خروجه للشارع نزهة يتحدث عنها من باب الترفيه وكلما خرح يشكو انهيار الاقتصاد لا يزداد إلا سوءًا  وعودةً للوراء. 

  اليوم عجزت الحكومة الشرعية برئيسها الذي صرح قائلًا: أنه لا دخل له بالسياسة وأن مهمته هي إصلاح الاقتصاد الذي انهار ووصل للهاوية في عهده، ترى مانوع الإصلاح الاقتصادي الذي كان ينشده معين عبد الملك؟، وما الذي سيبرر به للشعب بعد هذا الفشل الذريع في إصلاح الوضع الاقتصادي؟

  اليوم الشارع اليمني يشهد غضبًا كبيرًا من الوضع الذي يعيشه، لقد مل من سياسة التجويع وسياسة الحرمان  التي تمارس ضده، الشعب اليوم يعيش حربين كل واحدة أمر من الأخرى، حرب في الجبهات في قتال المليشات الحوثية يقودها الجيش الوطني الذي يجاهد دون أن يتقاضى مرتبه للشهر العاشر على التوالي، وحرب أخرى هي حرب الاقتصاد ولعل  الأخيرة هي الأكثر مرارة؛ لأن من يواجهها هو الشعب بأكمله فالموت جوعـا أمر بكثير من الموت قتلًا.

  المقال خاص بموقع المهرية نت    

المزيد من إفتخار عبده