آخر الأخبار
خيانة الساحل تفتح صفحة أخرى لمعاناة المواطنين
عشرات الكيلو مترات تقدم للحوثيين على طبق من ذهب في محافظة الحديدة بكل سرعة وسهولة وهذا ما لم يكن يخطر على بال وما لم يتوقع حدوثه.
أن يتم الانسحاب بهذه السرعة من قبل القوات المشتركة ودون سابق إنذار فهذا هو الجرم بعينه وهذه هي الخيانة الحقيقة للأرض والعرض، سواء كان انسحاب لإعادة تموضع كما زعمت القوات المشتركة أو هو انسحاب لغير ذلك فالضحية بكل الأحوال هو المواطن البريء الذي نزح يبحث عن مأوى يبعده عن ظلم وجبروت الحوثيين فيلتقفه المجهول إلى أجل غير مسمى لتفتح صحفة جديدة من صفحات الوجع والمعاناة والنزوح والتهجير، وهذا ما لا يرضاه أصحاب العقول والضمائر الحية والناس الوطنيون، هذا ما لا يتقبله الأحرار.
المحزن المضحك في الأمر أن القوات المشتركة زعمت أن انسحابها هو تطبيق لاتفاق السويد وهل اتفاق السويد ينص على انسحاب الطرف الموالي للشرعية فقط وترك المجال الحوثيين يعبثون بالمكان كيفما يحلوا لهم؟، اي هراء وأي عذر هذا؟!، ما حدث لا يرضاه أي يمني حر أبي يعرف معنى الكرامة ومعنى الحرية يعرف قيمة الإنسان والدفاع من أجله.
إن ما حدث في الحديدة يظهر لنا أن الانسحاب كان باتفاق مع الحوثيين، وكأنهم أخبروهم بقولهم نحن سننسحب وأنتم تقدموا يظهر هذا جليًا من خلال أن الحوثي سيطر بكل ثقة دون أن يكلف نفسه حتى أن يحضر فرق نزع الألغام بمعنى أن القوات المشتركة قد قدمت المنطقة للحوثين جاهزة هدية لهم وأن هذا مخططٌ له ومدروس من قبل، لكنا لا ندري ما المقابل الذي سيحصل عليه طارق من الحوثيين وما الذي تسعى له الإمارات من وراء ذلك والأيام كفيلة بكشف الحقائق وإظهار الخونة للعيان.
حتى وإن كانوا يزعمون أن ذلك تطبيقًا لاتفاق السويد فالمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال إنهم لم يتلقوا بلاغًا مسبقًا بالانسحابات من المناطق المحيطة بجنوب مدينة الحديدة، وكذلك الحكومة الشرعية لم تكن تعلم بذلك من قبل وهذا ما يوضح أكثر أن القضية هي بيعة وخيانة كبيرة للأرض والإنسان اليمني.
الآن الحوثي يعبث بالإنسان البريء داخل المناطق التي سيطر عليها فهو يقوم بأسر الكثير من المواطنين ويقتحم المنازل ويعتقل الأبرياء ليكون المواطن هو الضحية وهو الذي يتلقى كل العناء ويذوق مرارة هذه الخيانة فأي عار هذا الذي سيوشم على جبين طارق بفعلته هذه التي لا تغتفر والتي لا يرضاها الأحرار داخل اليمن أو خارجه.
إن ما حدث في الساحل هو أكبر من أن يسمى بالجريمة أو الخيانة، إنها الهمجية بعينها، والانفلات بكل تفاصيله، إنه الانصياع وراء قوى إماراتية دون النظر لأمر الوطن والمواطن وهذا هو الخسران المبين أقصد بهذا خسران القوات المشتركة للمبادئ والقيم خسرانهم للمواطنة الحقيقية والغيرة الوطنية وحب الوطن.
المقال خاص بموقع المهرية نت