آخر الأخبار

ذهب ضياء الحق وسيبقى أثره خالدًا

الخميس, 28 أكتوبر, 2021

ضياء الحق الأهدل يغادرنا دون رجعة، هذا الرجل الجسور المغوار الذي بذل حياته لتعز وبذل وقته كله لأبناء تعز  فكان سندًا للضغيف وعونًا للمحتاج ونصرًا المظلوم واليد الحانية للمريض. 
  ها قد استشهد ضياء الحق، هذا الرجل الذي لا يختلف عليه شخصان، الرجل الذي لا يختلف على نقائه وحبه  وإنسانيته شخصان، فقد كان رجلًا مسالمًا وهادئًا يعجبك قوله وتستحسن تصرفه وتجذبك أخلاقه الراقية وحسن تعامله مع الآخرين، رجل قل أن تجد مثله في هذا الزمن، واسع الصدر عالي الهمة صاحب مبادئ وقيم عظيمة. 
  هذا الرجل الذي عرفته تعز  في خطبته  لأول جمعة لثورة الحادي عشر من فبراير ومنذ ذلك  الحين وحتى اللحظة التي استشهد فيها وهو يعمل جاهدًا لأجل هذه المدينة وأهلها لأجل أن لا يرى محتاجًا ولا وموجوعًا، لأجل أن تبقى تعز كاسمها عزة وحرية وكرامة. اااااه كم حاول هذا الضياء أن يلملم شتات هذه المدينة أن يضمد جراحها أن ينعش فيها قلبها الذي تلقى الكثير من الطعنات، كم عمل لأجل أن يستقيم الإنسان داخلها ويكون صالحًا  يعمل بما يرضي الله ورسوله، كان معلمًا فذًا بل مدرسة  بكل معانيها وتفاصيلها، هو أب  حنون  وملجأ لكل طالب علم غادر الريف خائفا يترقب ليلقى هذا الضياء أمامه يرشده إلى الطريق السوي ويريه كيف يخطو خطواته الأولى نحو النجاح، وكم من نجاح حققه الشباب بفضل مساعدته لهم وتشجيعه وعونه. 

  كم من فرحة أدخلها ضياء الحق لقلوب الناس لعل أبرزها الفرحة التي تدخل قلوب الأسرى وقلوب أهاليهم عند خروجهم فقد كان المنقذ لهم من ظلم وجبروت وطغيان الحوثيين، كان اليد الحانية التي تنتشلهم من تحت سياط الحوثيين اليد التي تنتشلهم من بين العذاب إلى بر الأمان من فم الموت إلى أحضان الأهل والأحباب. ااااه أيها الضياء الحق أنرثيك أم نرثي حال البلاد بعد رحيلك؟ هل نعزي أهلك أم نعزي أنفسنا بهذا المصاب الجلل الذي أفقدنا رغبتنا بهذه الحياة، نودعك أم نستقبل الأوجاع برحيلك؟ نبكي عليك أم نفرح لأجلك، لأنك نلت ما كنت تتمناه وهو أن يكون آخر مشوار لك، أن تلقى الإله شهيدًا، هل نقول أنك مت أم عشت من جديد وحياتك هذه التي وصلت لها هي الحياة الخالدة الخالية من الأتعاب. 

  كيف لسلاح الغدر  الخيانة أن يطفئ هذا النور الذي كانت تعز تنعم به طوال هذه السنوات،   كيف لإنسان أن يقتل الإنسانية ويقضي عليها دون رحمة؟ 
  الآن فقط حق لك أن تستريح، الآن قد آن الأوان  لترتاح بعد ما قضيت عمرك وأنت تجاهد حتى أن أعمالك التي عملتها غدت أكبر وأكثر من عمرك الذي مضى بكثير، لم تسمح لنفسك يومًا أن تستريح لأنك كنت تستشعر مسؤليتك تجاه محافظتك والناس من حولك فالآن نم قرير العين فأنت قد عشت مجاهدًا ومت شهيدًا، نسأل الله أن يتقبلك مع الشهداء والصديقين والصالحين وأن يلهم  تعز بعدك الصبر والسلوان وإنا لله وإن إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

  المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده