آخر الأخبار

مشروع توزيع الأضاحي في سقطرى

الخميس, 29 يوليو, 2021

قدم الهلال الأحمر الإماراتي حوالي (2000) أضحية للأسر المحتاجة في سقطرى. جاء المشروع في وقت يتطلع فيه المساكين والضعفة إلى من يجود عليهم ولو بشيء يسير في ظل ارتفاع العملة وغلاء الأسعار وتأخر الرواتب. حمل المشروع لافتة بعنوان" مشروع الأضاحي الجمهورية اليمنية أرخبيل سقطرى الهلال الأحمر الاماراتي البرنامج الاغاثي".  


والحقيقة أن المشروع كان هدفه زيادة دخل الأسر السقطرية بشكل عام حيث كان من المقرر أن تقسم قيمة المواشي على المناطق والقرى بالتساوي حتى يستطيع الجميع الحصول على شيء من المال جراء بيعهم لمواشيهم لكن بعض مندوبي الإمارات المحليين جعل المشروع حكرا على قبيلته والموالين له لكي يوفر لنفسه نصيب من قيمة كل ماشية ولذلك تفاوتت الأسعار بين مندوب وآخر فمنهم من اشترى الماشية أو المعزة الواحدة بـ(75000)  ومنهم من اشترى بخمسين ألف ومنهم بأربعين وغير ذلك. ظهرت في مشروع الأضاحي الكثير من الخلافات والنزعات بين المندوبين على الرغم من أن الطرف الإماراتي لم يقصر معهم فقد منح كل واحد منهم بحسب العدد الذي طلبه ووفر أجرة النقل والذبح والتوزيع وغيره.  


في السابق كان القائم على مشروع توزيع الأضاحي جمعية الإصلاح الخيرية وكان لديها خطة تبعث عمالها إلى إحدى المراكز وتنتقي أحسن الخراف والماعز ويتم ذبحها وتقسم الأضحية الواحدة على أسرتين أو أسرة بحسب العدد وفق كشف معد مسبقا للأسر المحتاجة. وقد تهجم بعض المندوبين المحليين للإمارات على هذه الطريقة وقال لابد من مخالفة طريقة جمعية الإصلاح في التوزيع فصرح أنه يتم صرف شاه حية لكل أسرة لكن جاءت التوجيهات أنه لابد من الذبح والتوزيع وفق الطريقة السابقة ومن هذا يتضح أن مشروع الأضاحي ليس حكرا على الهلال الأحمر الإماراتي بل هو أضاحي ضحى بها أشخاص في دولة الإمارات وهذا ليس غريبا فكثير من مشاريع الإماراتيين تحمل في جوفها مشاريع أخرى فهم أحسن من يضرب عصافير بحجر واحد.


حصلت الكثير من المشاهد الاستفزازية في مشروع الأضاحي المقدم من الهلال لأحمر هذا العام جعلت الكثير من الناس يعزف عن استلام أي لحوم توزع في أيام التشريق فقد ذكر أن كثيرا من المواشي ماتت قبل الوصول إلى المسلخ كونها جمعت في مكان ضيق لا يستوعب عددها ولكون كثير من المواشي هزيلة جدا بالإضافة إلى أن العاملين القائمين على هذه الأضاحي من الهنود لا يجيدون التعامل معها. يؤكد البعض أنه رأى ما يفوق (700) غنمه مرمية ماتت قبل الذبح ويذكر الشيخ مسعود أن ما قام به هؤلاء تجاه البهائم أمر مشين يستوجب الدعاء والصلاة والاستغفار قبل ما تحل علينا النقمة.   كما دعا الشيخ أحمد نوح في إحدى الجروبات برسالة صوتية بعثها إلى المشايخ ورجال الدين والعقال بضرورة جمع عدد موازي للمواشي التي نفقت جراء سوء المعاملة وذبحها والدعاء إلى الله والتضرع بها حتى لا يحل العذاب وتحل النقمة ذاكرا أنه لم تشهد سقطرى مثل هذا التصرف المشين تجاه الحيوانات أبدا. 


وقد مررت على المسلخ وكان معي بعض الركاب فأذهلتنا الرائحة النفاذة التي تنبعث من المكان رائحة شديد النتن تأنف منها الحيوانات فضلا عن البشر كثير من السقاطرة تحسروا أنهم باعوا مواشيهم على المندوبين الإماراتيين حيث أن من عاداتهم الرأفة بالمواشي وقد كانوا يوصون من يشتري منهم بالرفق بها وتعليفهم والبعض يفضل أنه يذبحها بيده حتى يريحها ولو بغير لأن لها مكانة في قلبه ولولا أن مضطر لما باعها.   حسرة عظيمة وخسارة كبيرة مبلغ ضخم يفوق 200 مليون ريالا أنفقت على مشروع الأضاحي وليت أن الناس استفادوا منه فأغلب اللحوم رميت في القمامة وأكثر هذه المواشي ماتت دون أن يفيد منها أحد.

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من محمود السقطري