آخر الأخبار
وجع عدن وابنائها
قلوبنا معلقة بارضنا الحبية عدن، مدينة الروح والقلب والفكر والعمر كله , منذ ان ولدناَ فيها ، وخرجنا للحياة وتكونت مداركنا , ثقافتنا وتربيتنا عدنية مدنية , اجسادنا جزء من ترابها الطاهر ، ومن رمال سواحلها الذهبية , عدن العشق والروح فيها لا نتركها إلَا للضروريات والمهمات , وللأسف بعد ستون عاما من تحررها من الاستعمار البريطاني , لم نجد فيها مستشفى ثقة للعلاج , لا يوجد فيها غير مستشفى الملكة البريطانية , الذي ساء حاله بتغير اسمة لمستشفى الجمهورية , يعاني الاهمال والانهيار كالجمهورية نفسها , ومستشفى الصداقة السوفيتي , انهار بانهيار الاتحاد السوفيتي , ومستشفى عدن المدعوم سعوديا , انهار بتوقف الدعم , ولازال مغلق دون ان نعرف الاسباب , وكم مستوصف صغير يقام الاهمال والفساد , ويعتمد على كوادر عدن المهملة والمحرومة من حقوقها وتأهيلها , واذا مرضت في عدن عليك ان تصارع المرض , ولا تسلم روحك لهذا الاهمال والتدهور , ويضاف اليه اليوم الفساد المستشري , فساد تحول لمستشفيات خاصة ومستوصفات , لمسئولين يتلقون الدعم ويذهب لاستثماراتهم اكثر من ان يذهب لإصلاح حال تلك المنظومة المتهالكة من الصحة في عدن , وزادها هلاكا المناكفات السياسية القذرة , بقذرة العقول والعقلية التي تعتقد انها اولى بالسلطة والحكم , وتصارع من اجل حكم الناس بقانون القوة , لا قوة القانون , ونرجسية القادة .
تلك النرجسية هي من تعيق تطور عدن ,تعيق نهضة ميناؤها لينافس بقوة , ويستعيد دوره الاساسي في المنطقة , يحيطون به شوية اطفال يتحكمون بحركة التجارة , ويمتصون ايراداته لكروشهم المثخنة , ويستخدمونه لأغراض مؤسفة , تخدم خصومه التاريخين , وما اكثر ناهبي ايرادات عدن من ضرائب وجمارك وغيرها , تحولت عدن لمنطقة تهريب لكل الممنوعات والمحظورات , امتداد لتاريخ عفاش القذر وبصورة اللعن , هذه هي القوى الرثة التي مصالحها فوق مصالح عدن , وبسهولة تحولوا لأُجراء في خدمة المنافسين التجاريين لعدن , بل موظفين تحت خدمة الطامعين بعدن ,على ان تبقى عدن تعيش واقع الانهيار والتفكك بشعارات رنانة , وها هي في موت سريري بفضل تلك النرجسية والعبث و الأُجراء .
الم عدن يسري في اجسادنا , ويشغل تفكيرنا , وحالها هو حالنا , تركناها لبرهة للبحث عن علاج في الهند , وعلقنا بسبب وباء كورونا كوفيد 19 , وكل العالم يهتم برعاياه العالقين , الا اليمن , واهتمامها يقتصر على مناطق , وكل منطقة تلقى اهتمام من محافظها لرجال اعمالها للجمعيات الانسانية التي تقدم الدعم بشرط المولد واصدار البطاقة الشخصية , ورعايا عدن , لا دولة , ولا محافظ , ولا امر واقع مسيطر عليها , ولا رجال اعمال , حالنا كحال مدينتنا , يبسطون على اراضيها , وينهبون ممتلكات الناس فيها , حتى معالمها التاريخية وارثها الانساني لم يسلم من عبثهم , ويقتلون من يصرخ الما و وجع على مدينته وكرامته , ويتركوننا نموت جوعا وحاجة ونهان في الخارج .
اليوم عدن منكوبة , بحكم الاعصار والامطار الغزيرة , ونحن نتابع بقلق , اولادنا واهلنا , بيوتنا وممتلكاتنا اصدقائنا احبائنا , في عدن , ولم نرى أي من هولا يساعد الناس في عدن , لا شرعية , ولا انتقالي , ولا تحالف , وكيف لهم سيساعدون عدن وهم يتمنون لها الهلاك , وهم من سنوات يعاقبونها بالخدمات والحقوق والسلم الاجتماعي , لم نرى غير ابنائها وهم يساعدون بعضهم بعض , الشباب الذي هب لتحرير عدن , هم اليوم في فرق الانقاذ ومواجهة الكارثة , هذي هي عدن التي لا تهزم بسهولة بفضل بسالة ابنائها وشجاعتهم , تتصدى للطوفان , كما تصدت للغزاة , وهي تستعد اليوم لطردهم , رغم وجعها , ستكون عدن بخير وامان بفضل رجالا صادقون محبون لعدن , يعيشون الشقاء وبؤس الحياة , في بيوت متواضعة ومتهالكة , ومتراصة بحب وتعايش , ولم يفكر مجرد تفكير أي منهم البسط على اراضي مدينتهم , ولا العبث بالحياة فيها الا في ما نذر ممن اصابته العدوى القروية , وهم قلة , قوتهم يستمدونها من قوة البغي والعبث القائم , اليوم تثور عدن ضد هذا العبث وستنجو بفضل ابنائها الشرفاء ورجالها الاوفياء ونسائها الافاضل , هذه عدن , تصبر تحتمل , لكنها تثور لتنفض من على كاهلها العفن , واليوم لناظره قريب .