آخر الأخبار
الإرهاب وما خفي كان أعظم
مقولة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش( الإرهاب في الأساس هو إنكار لحقوق الإنسان وتدمير لها، والحرب ضد الإرهاب لن تنجح أبدا بإدامة نفس هذا الإنكار والتدمير . يجب أن نحارب الإرهاب بلا هوادة لحماية حقوق الإنسان. وفي نفس الوقت عندما نحمي حقوق الإنسان، فإننا نعالج الأسباب الجذرية للإرهاب).
وبالتالي من المعيب أن نجد من يدعون أنهم يحاربون الإرهاب , وهم متشبعون بفكر وثقافة التعنيف وترهيب من حولهم من الناس , مثل هؤلاء لا يوجد في حساباتهم أي معنى لحقوق الإنسان , هم غارقون في انتهاكات لا حدود لها , بل في جرائم يندى لها الجبين .
الإرهاب يا قوم .. بذرة زرعت في أرض خصبة، بثقافة الكراهية والغلو والإقصاء ومعاداة الآخر المختلف، ترتوي بماء العصبية والأنانية والتمايز العرقي والطائفي والمناطقي، في مجتمع اتخذ من العنف وسيلة لحسم أموره.
كراهية تبحث عن مبرراتها في قمامات الماضي، من قهر وبؤس واضطهاد، بالسعي للانتقام من الحاضر ليعيق المستقبل، فتجد في الفكر المتطرف الأحمق ضالتها، إرهاب لا يحتكم لنطاق جغرافي، ولا لمدرسة دينية محددة، ولا عقيدة، هو وباء وجد أرضاً خصبة وهواء فاسداً واستفحل.
في آخر إحصائية وُجِد أن الإرهابيين هم خليط بشري من مائة دولة، جُنّد منها أكثر من خمسة وأربعين ألف مقاتل، ينحدرون من اتجاهات فكرية متعددة لهدف واحد، يجمعهم فكر متطرف وغلو وتفسير خاطئ للأفكار النبيلة والسامية التي تحملها عقائدنا.
باعترافات "هلري كلنتن" نحن من جندنا الإسلاميين لمحاربة خصمنا الاشتراكيين، متخذين من الشيوعية والإلحاد مبرراً، وغيرة الإسلاميين على دينهم كوسيلة.. واليوم نحن من نقتلهم بطائراتنا، لنتخلص من إرهابهم، في سيناريو خبيث سمي بمحاربة الإرهاب، وفي طياته حرب ضد الإسلام دين السماحة والعدل والحرية والمساواة للأمة البشرية، دين متجدد للماضي والحاضر والمستقبل، يراد له أن يبقى أسير الماضي، دين حرّم قتل الإنسان دون وجه حق (النظام والقانون والشرع) وحفظ كرامة الإنسان وحياته وعرضه وماله، دين كهذا لا يمكن أن يدعو لقتل الأبرياء، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، (ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).. صدق الله العظيم.
ما أجمل آيات الله ومعانيها النبيلة، التي تعزز الحرية ورفض العنف كوسيلة للإخضاع ، بما يعني أن قوة الإسلام في قيمة وحججه والموعظة الحسنة, التي لم نستوعبها بعد , واتخذنا خطاب مشبع كراهية وأحقاد , اخطاب إرهابي .
هو ذلك الغرب الذي حوّل العالم رقعة شطرنج وجد أحجارها من بيننا، من المتطرفين والمتعصبين , و الجهلة و المتخلفين ، مما جعل من الجهاد مجرد قتل وتفجير واستشهاد، وغفل عن جهاد العمل وبناء الجيل المتسلح بالعلم والمعرفة في البناء والتطور والازدهار للمنافسة الاقتصادية والعمرانية والصناعية في مواكبة لتطورات ونهضة العصر.
جرائم التفجيرات والاغتيالات , هي وسائل لقوى وجدت نفسها تدير المشهد السياسي والعسكري , وهي تغلي كراهية وأحقادا , فوجدت فرصتها للانتقام من كل ما لا يروق لمزاجها السياسي والفكري , فوجدوا أنفسهم متورطين , ومرعوبين من القادم عندما تستقر أمور الحياة , ويعود الناس للنظم والقوانين , وتفتح ملفات تلك الجرائم والاغتيالات , ويجدون أنفسهم في قفص الاتهام , حينها لم تعد تشفع لهم كل الشماعات التي علقوا عليها جرائمهم , ولن يصدقهم أحد حتى المشحونين بغباء اشاعاتهم واكاذيبهم عن إرهاب أطراف سياسية دون أخرى , التي أصبحت اليوم محل سخرية وسخط كل من يرددها كالببغاء , بينا للعدل وسائله في كشف الحقائق والزور والبهتان .
كل جريمة تفجير أو محاولة اغتيال , تعيد للذاكرة الجمعية , سلسلة من جرائم , كانت قد تكشفت أوراقها , وأعلن عن منفذيها , بالاسم والصفة , وفجأة اشتعلت معارك ليتوه الناس بعيدا عن تلك الحقائق , وفعلا نتائج الحرب تفضي لإغلاق تلك الملفات , وحماية المجرمين وعدم إنصاف الضحايا , فلا نحتاج لذكاء لنعرف أهداف تلك الحروب .
واليوم لازال التحريض والتحشيد للإرهاب قائما , ولازالت العصبية تنفث كراهية وأحقادا وضغائن , وتتهم وتخون دون وجه حق , وتعطل دور أدوات و وسائلها العدالة من تحقيق وبحث وتحر , و تفحص وتمحص للدلائل والبراهين , لتقول العدالة كلمتها الفصل في كل القضايا , ومنها جرائم الأمس واستهداف موكب أمني وقادة , كنا قد تابعنا قبله بيوم فيديو تحريض لما أسماهم دجاج دماج , فهل توجد شجاعة و جرأة للبحث عن الحقيقة وتعلن للناس , أم سنظل بالخطاب المبهم عن محاربة الإرهاب والإرهابيين , ويتوعد بالقصاص , دون أن يلمس الناس أي نتائج كشف الحقيقة .
المقال خاص بموقع المهرية نت