آخر الأخبار

أوقفوا الحرب وأدواتها العفنة   

الجمعة, 12 فبراير, 2021

ألم يشعر كل يمني اليوم بفداحة أوزار الحرب , حرب قد أكلت اليمن , وأضعفت وحدته , ويكاد أن تكون جمهوريته اليوم على المحك , في انقسام حاد للمجتمع لجماعات  متناحرة , تأكل بعضا , وتنهش عرض بعض , وتدمر تاريخا وحضارة ضاربة في القدم , ومنجزات كانت تمثل شيئا أفضل من لا شيء , وهي اليوم تقترب من لا شيء , فماذا أبقيتم من وطنكم ؟ يا من تحملون معاول الهدم , توفر لأعدائكم فرص الانقضاض على ما تبقى منكم .

مأساتنا اليوم أن الحرب فرضت واقعا علينا , و جزأتنا لجماعات مسلحة لها معاركها الخاصة , وتركنا معركتنا الوطنية الكبرى على المحك , جماعات تعقد اتفاقات وتحالفات وهدنة مع الأعداء , لتعطيهم نفس وطاقة لشحن هجوم شرس على جبهات الذود على الجمهورية والشرعية الدستورية من مارب إلى تعز , هجوم شرس يرافقه هدنة و تهادن في جبهات أخرى تثير الشك والريبة .   

ماذا بقى لنا كيمنيين , وقد نخرتنا الحرب , وقدم فرص متاحة لتدخلات خارجية , مثيرة للريبة ,لم تكن مصلحة , ولا مساندة , بل كان لها أجنداتها الخاصة المكسوة بشعور التهديد , والمصبوغة بأمن وسلامة المنطقة , تحولت  من إطفائي لمشعل لنيران الحرب , ومثير للفتن , وقد وجد فينا بيئة جاهزة لإدارة تلك  الفتن , بيئة كانت مفخخة بالصراعات السلبية , والمظالم والظلامات , والغلو والتطرف و العصبيات , واستطاع التدخل الإقليمي من إعادة تموضع أدوات كل تلك النعرات , مع الدفع نحو تنامي الشعور بدور الضحية والجلاد , لإنتاج مزيد من الثارات والأحقاد والضغائن , لتكبر كرة التراكمات , وتغذي ثقافة الكراهية , والنتيجة تفسخ  قيمي وأخلاقي وبلادة وغباء .

 حرب لا تبقي ولا تذر , بل تصدر مشهدها كل ما هو غبي يفرز رداءة وعفن وسموم الأفكار والسلوكيات , لمزيد من التصنيف والتعنيف .
يتساءل العالم المحترم , أين الحكمة اليمنية ؟ ولماذا ترك لأرذل القوم وأقزامه يعبثون بمصير الوطن والأمة , وقيمها ومبادئها وأخلاقياتها , والهوية وجذورها الضاربة في الأرض والإرث والتاريخ , ما لم تأت الحكمة اليوم فمتى ستأتي إذا ؟

كلما اشتدت المعاناة صحت الأمة حكمة ويقينا بفرج قادم , والله القائل ( إن مع العسر يسرا ) , فاشتد العسر ولابد من يسر , شعب صبر واحتمل , ولم يعد قادرا على الاحتمال من شدة جور بنت الحرام ( الحرب ), وتفاهة سلوكيات أولاد الحرام وهم يعززون فكرة الموت في وجدان الأمة , وجيلها الصاعد , الذي ينتظر مستقبلا وضاء , فوجد نفسه يردد شعارات الموت , ووقود لمعارك الموت , وقود يغذي استمرار بنت الحرام , لتذر مالا وفسادا لأولاد الحرام , ويموت البسطاء على قارعة طريق هذه الحرب ,بقذيفة أو لغم او صاروخ أو جوع أو مرض أو قهرا وكمدا , تعددت الأسباب والموت واحد .

هل حان إيقاف بنت الحرام , ومحاصرة طمع وجشع وعنجهية أولاد الحرام ؟, ليعيش الناس بسلام وأمان , و يفوق هذا الشعب الجبار و يتوحد تحت كلمة الحق , ومن أجل اليمن الكبير , من أجل مصير الأمة وكرامتها وسيادتها , وحفظ أرضها وعرضها , هل نصحو صحوة رجل واحد , ونقف وقفة رجل واحد ؟, ضد الحرب ومموليها وأدواتها , و أولاد الحرام الذين تخلقوا في رحم بنت الحرام  , هم اليوم يعيشون على دمائنا ويقتاتون من أشلائنا , وينعمون حينما يجوع الناس , ويعبثون في الأرض فسادا , هم أنفسهم في الشمال والجنوب , يتشابهون في المصالح , يتناغمون  في المواقف , تجمعهم منابر وخطاب عفن , الحرب بيئتها الاستثمارية المثلى ليعيشون رغد الحياة مرتزقة لأطماع خارجية , يحرضون للموت والخراب في أرضهم ضد إخوانهم , و سيلعنهم التاريخ بكل صفحاته وتلعنهم الأمة إلى نهاية الحياة , ولن تغفر لهم كل قطرة دم سفكت وروح زهقت في هذه الحرب.

المقال خاص بموقع المهرية نت

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024