آخر الأخبار
أبعاد زيارة السلطان عبدالله عيسى إلى محافظة سقطرى
بعد غياب دام ما يقارب سنتين وجد السلطان عبد الله بن عيسى بن عفرار نفسه بحاجة إلى العودة إلى موطن السلطنة العفرارية السابقة والكائنة في جزيرة سقطرى وهذه الحاجة ليست نابعة من وطنية السلطان وحبه لموطنه الأول ومسقط رأسه ومرتع شبابه بل هي وليدة أمرين أولهما الرغبة الإماراتية في بقاء سقطرى تحت سيطرتها لفترة طويلة من الزمن، والأمر الثاني هو المضايقات التي جرت للسلطان من قبل الشيخ العفراري الجديد محمد بن عبدالله بن عفرار المهري والذي انتخب مؤخرا شيخا لآل عفرار خلفا للسلطان عبدالله وأنتزع منه شعبيته ومشائخه كما تمكن من سحب المجلس العام لأبناء سقطرى والمهرة في محافظة المهرة ولذلك بادر السلطان في النزول إلى سقطرى لا بقائها تحت مسؤوليته.
قبل قدوم السلطان عبدالله دعا المجلس العام ومشايخ سقطرى عامة إلى ضرورة تأييده حيث إن أغلبهم يتقاضون مبالغ غير منتظمة من مكتب السلطان في محافظة سقطرى كان آخرها قبل قدومه بيومين وهذه المبالغ التي يصرفها السلطان على ثلاث فئات هي: المشايخ المقربون ويتقاضون في السابق مبلغ وقدره 100ألف ريال والفئة الثانية: الحكماء ويتقاضون في السابق 80 ألف ريال والفئة الثالثة: المشايخ العاديين ويتقاضون مبلغ وقدره 30 ألف ريال وقد انقطع صرف مرتباتهم لعدة أشهر فكانوا يستلمون مستحقاتهم بشكل ربعي أو ثلثي كل ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر لشهر واحد فقط كما تم خصم المبلغ إلى النصف على كل الفئات.
وقد هدد قادة المجلس بقطع الراتب نهائيا على من يرفض تأييد السلطان عبدالله وهذه المرة الثالثة التي يطلب فيها من المشايخ الختم على سلطنة عبدالله بن عيسى بن عفرار.
والحق إن اهتمام السلطان عبدالله بن عيسى بمحافظة سقطرى ضعيفا بمقابل اهتمامه بمحافظة المهرة فقد كانت نظرة السلطان بن عيسى إلى سقطرى ومشايخها أنهم لا يشكلون أي عائق أمام مساره السياسي لذلك لم يستشيرهم في أي موقف سياسي في السابق واللاحق ولم يؤيدوه في كثير من القرارات التي يتخذها، كما كانت عنايته بمحافظة سقطرى لا يوازي ربع عنايته بمحافظة المهرة من الدعم والاهتمام حتى في زياراته إلى الأرخبيل لا تقارن مقابل مكوثه في المهرة حيث لا تزيد فترة إقامته في سقطرى على شهرين كأعلى مدة قضاها في سقطرى وما يريده من المشايخ تأييد القرارات التي يتخذها فقط.
هذه المرة قدم السلطان إلى سقطرى من الإمارات العربية المتحدة وكان في استقباله الوكلاء الثلاثة لمحافظة سقطرى مع عدد من الضباط والقادة العسكريين والأمنيين والمدنيين وعدد من المشايخ واتجه فور نزوله من الطائرة إلى ساحة الاحتفال في العاصمة حديبوه ليلقي على الناس خطابه الذي روج له الإعلام أن السلطان سيقدم مفاجآت عملاقة للأرخبيل؛ ولذلك حضر الكثير من الناس للاستماع بشوق إلى خطاب السلطان.
ولم يكن هناك من جديد يذكر في خطاب السلطان عبدالله للجمهور سوى وعده بموضوع شراء العبارة البحرية وهذا هو الوعد الثالث منذ 2018 إلى اليوم ولم يتنفذ وقد حاول السلطان التوضيح أن العائق من شراء العبارة انتشار فيروس كرونا لكن كثير من الناس لم يتقبل هذا العذر ولذلك وعد أنه خلال شهرين ستكون العبارة في ميناء سقطرى...ربما من يدري علينا أن ننتظر وإن غدا لناظره قريب.
كما دعا السلطان في خطابه إلى وحدة صف أبناء المهرة وسقطرى وضرورة السير مع مخططات الانتقالي لقيام دولة الجنوب والتي ينبثق عنها تمكين السلطنة العفرارية من حكمها للمهرة وسقطرى وكأن الانتقاليين يكفرون عن ذنوبهم في تقويض حكم السلطنة في السابق وحبس السلطان وتنفيذ القتل والنفي على وزراء دولته فبقدمون له كرسي عرشه على طبق من ذهب والشيء بالشيء يذكر فالشيعة الذين قاموا بقتل الحسين صاروا يعذبون أنفسهم في عاشورا طلبا للمغفرة وهاهم الانتقاليون يعذبون أنفسهم في النضال من أجل قيام دولة الجنوب ليقدموا للسلطان عرشه.
والغريب في زيارة السلطان إلى سقطرى هذه المرة أن الإمارات سخرت إمكانياتها وخلاياها وحركت جنودها لاستقبال السلطان وكشفت كافة قواتها التي كانت تعمل تحت غطاء الشرعية بخفاء.
وهناك الكثير من المشايخ ومن عامة الناس مستاءين من تصرفات السلطان عبدالله بن عيسى وعدم تنفيذه لكثير من وعوده وعدم توفيره مرتبات عساكره وخصم مستحقات المشايخ وعدم انتظامها بشكل شهري.
ويقول البعض أن المبلغ الجزئي المصروف للمشايخ قبل يومين تم خصمه من مستحقات الحزام الأمني بالاتفاق مع قائد معسكر الحزام الأمني المدعو علي عمر كفاين والذي هو في الواقع صهر السلطان عبدالله بن عيسى ونتيجة لهذا التصرف ظهرت الكثير من القلاقل على قائد الحزام الأمني وكتبت ضده الكثير من المقالات في مواقع التواصل الاجتماعي تتهمه بالفساد وتطالب المختصين بضرورة تغييره.
وهناك الكثير من التحديات التي تواجه السلطان في قادم الأيام ومنها المطالبات المالية المتراكمة التي لم تدفع منذ مدة طويلة ويبدو أن السلطان عبدالله يركن على الجانب الإماراتي في دفعها.
ومن التحديات كذلك الخوف من هؤلاء المستائين من عدم انضمامهم إلى صف الشيخ الجديد محمد عبدالله المهري والذي إلى الآن لم يزاحم السلطان عبدالله على سقطرى كما فعل في المهرة.
المقال خاص بموقع المهرية نت