آخر الأخبار
المتسلقون باليمن بعد التصالح الإقليمي
المتسلقون على أكتاف تطلع الجماهير ، كالنباتات المتسلقة على الجدر، لا تستطيع التمدد أو العلو إلى الآفاق الرحبة بشكل رأسي إلا بالاعتماد على غيرها , هم ثلة من المرتزقة والطفيليات , يقتاتون في بيئة مريضة موبوءة , الصراعات والحروب بيئتهم المثالية , والخلافات جدار تسلقهم للوصول لمبتغاهم .
طفيليات تتكاثر , حان وقت وضع حد لها , وتصالح الإقليم هو الحد المأمول , لوقف التمويل والتوظيف لتلك الطفيليات , وبدء التعافي المجتمعي , وتدمير البيئة الحاضنة ومنبع التكاثر وجدران التسلق .
عاشوا على خلاف دول الإقليم , وتوظيفهم الإعلامي والسياسي لخدمة أجندات ذلك الخلاف وخفاياه , لعبوا دورا سلبيا و تقمصوا هذا الدور , فهو يتناسب وأهوائهم المريضة للعمل كمرتزقة , يضرب بهم الممول حيثما شاء , وكيفما شاء .
اليوم تصالح الإقليم , تصالح الشعور بالتهديد , بعد أن دقت أجراس الكرامة , وصحا الضمير من غفوة الأهواء والملذات , شعور بتجزئة المجزأ , وتقسيم المقسم , وأن سيف التقطيع لن يتوقف عند حدود معينة , ويمكن أن يشمل المنطقة بكاملها , لن يستفيد من ذلك غير تلك الطفيليات , التي لا تهتم بما هو عام ووطني وقومي , بقدر اهتمامها بمصالحها وأهوائها وملذاتها.
هذا المزاج التصالحي العام , يعيد الروح للإعلام الصادق والموضوعي , يعيد لملمة الروح الوطنية التي تآكلت , وبالتالي يعيد تشكيل الوعي السياسي والفكري الذي تفكك في ظل التوظيف السيء للقضايا وتطلعات الناس , بالتالي يشكل جبهة وطنية عريضة في مواجهة الارتزاق والارتهان والتبعية , جبهة تعيد ترتيب الأولويات , وتطهر المجتمع والساحة السياسية من تلك الطفيليات .
تصالحت دول الإقليم , وما يهمنا في اليمن من هذا التصالح , هو عودة الروح للتكتلات الإقليمية والعربية , تكتلات تضبط يقاع العلاقات , وتكبح جماح التهور والطيش , والدسائس والفتن , حيث يكون القرار السياسي جماعي , في توافقات عربية وإقليمية تحد من المصالح الضيقة والأنانية , حتى وإن اتفق هذا الإجماع علينا , لن يكون أكثر خطورة من التهور والطيش الفردي و الأناني , من الصعب أن يجتمع الإقليم فيه دول محترمة , على ما تفق عليه التحالف في تدمير اليمن .
وما يهمنا أكثر هو عدم توظيف التناقضات الداخلية , وتوظيف الأمراض السياسية والاجتماعية , واستثمار المرتزقة للعمل ضد مصالح اليمن.
ما يهمنا أن تسقط بعض العناوين التي استخدمت لتجنيد بعضنا ضد بعض , تسقط المعارك العبثية , التي يستخدم فيها التطرف والغلو لمحاربة الإرهاب , تستخدم المذاهب والطوائف والمناطق , كوقود لتلك الحروب , ويستخدم التخلف والعصبية والجهل كزيت لإشعال تلك الحروب.
ما يهمنا أن تعود العقول لصوابها , والابتعاد عن التصرفات الطفولية , في محاربة التوجهات السياسية والفكرية , التي يمكن أن تكون مصدر ثراء ونعمة لا نقمة , وتعايش لا تصارع ,ونترك بعض المفردات التي استخفت بالعقول , وتفسخت بها الثقافة العامة بل الأخلاق العامة , وتحول البعض لمصدر سخرية وهو يرددها كالببغاء , في تقمص دور الغبي الذي لا يفكر ولا يفقه نتائج أعماله.
المواطن اليمني أكثر تفاؤلا بالتصالح الإقليمي , وعودة لحمة مجلس التعاون الخليجي , ليساهم في ضبط إيقاع العلاقات بين الدول , ويوقف تهور وأطماع القادة والأفراد , وتتفوق المصالح العامة على المصالح الشخصية والأنانية , ويتم القضاء نهائيا على منابع طفيليات الارتزاق والارتهان لغير المشروع الوطني والعربي الكبير , والذي لن يكون دون يمن متعافى وسليم .
المقال خاص بموقع المهرية نت