آخر الأخبار

استهداف مطار عدن جريمة إرهابية بشعة

الخميس, 31 ديسمبر, 2020

استهداف مطار عدن , أثناء استقبال الحكومة , جريمة إرهابية بشعة , ببشاعة العمل الذي خلف ضحايا مدنيين وأبرياء , لا حول ولا قوة لهم , ذنبهم الوحيد أنهم تواجدوا بالصدفة في مسرح الجريمة , والجريمة التي اعتبرها امتداد طبيعي لسلسلة جرائم , أفلت مخططوها ومنفذوها من العقاب , وتمادى أذنابهم من الجهلة والمنافقين في تبرير جرائمهم , لم يجدوا نظاما وقانونا يحكمهم , ويكبح جماح شرورهم.


جريمة إرهابية بشعة ببشاعة استهداف التوافق على استقرار الوضع , وتوحيد الجبهة الوطنية , وترسيخ مؤسسات دولة الكل فيها شركاء , دولة محترمة باحترام بعضنا لبعض , باحترام قناعات الآخرين وتفكيرهم , وحقهم في الإرادة والاختيار والشراكة , باحترام العقول والتخاطب معها بالحقائق والدلائل , باحترام النظام والقوانين , باحترام القضاء ومؤسسات البحث والتحري , لتضع امامنا الحقائق دامغة وأحكام رسمية وشرعية .


هذه الجريمة الإرهابية يفترض أن تكون خاتمة لجرائم شهدتها عدن , ولن تكون خاتمة ما لم نحترم عقول الناس , ونضع لهم ألف حساب , بأن لا يتجرأ أي مسؤول , صغيرا أو كبيرا , أي ناشط أو صحفي , وأي مواطن , أن يوجه الاتهام , ويحرف مسار القضية لخدمة أهوائه ومزاجه , و يتجرأ والتبجح  باكتشاف الخلايا , والقبض على القتلة , واتهام الآخرين جزافا والمناكفة , وبكل احتقار وإهانة لعقول الناس , يمارس طمس معالم الجريمة , واختفاء القتلة , وتغلق الملفات ضد مجهول .


هذا الكم من الأبرياء يسقطون، والكم من الدماء تسفك , و الأرواح تهدر , والانتهاكات تمارس ببجاحه , لأنهم وجدوا من يبرر لهم , ووجدوا  انفلاتا في تطبيق النظام والقانون , فكم متعصب , مارس بكل غباء التزوير والتبرير للجريمة , رمى خلف ظهره النظم والقوانين والقيم والأخلاقيات.


 جريمة بحجم استهداف عدن وهي تستقبل الحكومة المتوافق عليها , نجد ذات العقول المتعصبة  , يحاولون من اللحظة الأولى لاستثمار الجريمة لأهوائهم , تاركين خلفهم كل القيم والأخلاقيات التي تؤسس للعدالة ,يضعون أنفسهم وقادتهم فوق كل تلك القيم والأخلاقيات , فوق عدالة الأرض , وهم لا يعلمون أن هناك عدالة السماء تنتظرهم , وتنصف كل مظلوم .
إذا كان القاضي المختص بإصدار الأحكام , لا يجرؤ أن يصدرها دون دراسة عميقة , ودلائل وبراهين , وحيثيات وشهود , والقاضي متمتع بأهلية الاجتهاد , ضميره يحتم عليه أن يدرس القضية من كل الأوجه , ويفهم جوهرها , لأنه يدرك حجم تداعيات نتائج أحكامه الصادرة , وأنت يا جاهل , يا دخيل على المهنة تتمادى بإصدار الأحكام لتحرف القضية عن مسارها العادل , سوى بإدراك أو بجهل , تكون شريكا في الجريمة نفسها , ونحن في المجتمع المدني ندون كل تلك الأحداث , على أمل أن يأتي يوما يحقق العدالة الاجتماعية , ويضع مثل هؤلا في قائمة الاتهام والمحاسبة .


جريمة بشعة , تستدعي المجتمع أن يدافع عن حقه في تطبيع الحياة ,وترسيخ  والاستقرار العام , تستدعي هبة مجتمعية تدافع عن فكرة الدولة والمواطنة , والحرية والعدالة الاجتماعية , وتوقف كل المهازل , التي تفتح مساحات واسعة للجريمة , وحرية للمجرمين يمارسون هوايتهم في سلب الناس معيشتهم وحياتهم الهنيئة , ليرضخوا لقناعاتهم المشوهة , بتشويه أفكارهم وممارساتهم على الواقع , هبة مجتمعية تدعم مسار التوافق على دولة ونظام وقانون ضابط إيقاع الحياة , وكابح للنفس الشريرة والطمع والجشع في الاستئثار والاستحواذ على السلطة والثروة , وتسلط على الناس , وانتهاك حياتهم .


معا لدعم ترسيخ الدولة بشخصيتها الاعتبارية ومؤسسات , وبتفعيل القضاء والنيابة ومؤسسات البحث والتحري والعقاب , وأمن وجيش وطني حامي للنظام والقانون , ضد الخارجين على التوافق والنظم والقوانين النافذة .
المقال خاص بموقع المهرية نت