آخر الأخبار

أملنا بالعام الجديد قد يكون سخيفا .. لكنه ضروري

الخميس, 31 ديسمبر, 2020

 مع أنه لا يوجد منطق خلف الإعتقاد بأننا بمجرد أن نودع عام 2020 ستنفتح أمام حياتنا احتمالات جديدة ، إلا أن هذا الإعتقاد له فائدته بطريقة ما .

الجميع يذم 2020 ، وذلك يعني أن الناس قد حددوا لمآسيهم وعاء زمنيا وهاهم يستعدون الآن للتخلص منه . هذا الأمر يساعدهم كثيرا في بناء أمل جديد مهما يكن  غريبا وغير مؤسس على واقع ملموس.

 
سيدخل علينا 2021 ، وستكون له حوادثه وربما كوارثه ، ولكنه لا يمكن أن يكون نسخة مطابقة ل2020 . هذا بحد ذاته سببا يجعل الناس يتشوقون للسنة الجديدة ويعولون عليها . ومهما يكن من أن لهفة الناس لتوديع 2020 صادرة من عجزهم عن تصور ما هو أسوأ من الذي وقع لهم في هذا العام ، فإن الأهم هو أن يجد الناس طاقة على المتابعة وانتظار الأفضل .
 

قبل أن يغادر عام 2020 كان البريطانيون قا صدموا العالم بإعلان تحور كورونا وظهور السلالة الجديدة من الفايروس ، ولكن رغم ذلك لا يبدو هذا الخبر مرعبا بقدر ما كانت أخبار انتشار الفايروس في البدايات . لماذا ؟ لأن الناس يشعرون أنهم قد اختبروا كورونا في ذروة غموضه وبطشه وهو وإن أوجعهم في نسخته الجديدة فإنه لن يسبب لهم ذلك الألم المضاعف بالحيرة والترقب والعجز عن اتخاذ ردة الفعل المناسبة .

 
فيما يخص اليمنيين ، فيمكن أن نختصر قصة 2020 بهذه العبارة " العام الأسوأ في البلد الأسوأ" . بلغ الحوثيون مستوى استثنائيا من القوة عبروا عنها من خلال الحملة العسكرية التي أطلقوها مطلع العام وأثمرت إسقاط نهم والجوف ومهاجمة ضارية لمأرب لا يزال أوارها لاهبا حتى الآن .  كان ذلك انتكاسة قاسية  لآمال اليمنيين المتطلعين للخلاص من عهد المليشيا ، بعد خمس سنوات من المقاومة ، المدعومة افتراضا من من قبل تحالف مدجج بالإمكانات .
 

وشهد العام 2020 أيضا وصول السلطة الشرعية إلى حضيض العجز والضياع ، وفقدت تقريبا كل صلة بعمقها الشعبي الذي أصبح يوردها في حديثه اليومي على سبيل السخرية لا أكثر . انفرط عقد هذه السلطة تماما ، وسقط زمام الحكومة إلى الأرض  ، والتقطه السفير السعودي آل جابر ، مع بعض المنافسة من بعض الدول الإقليمية الأخرى .

 
في الأسابيع الأخيرة ل 2020 ، كانت الأزمة قد وضعت غالبية اليمنيين وجها لوجه مع مستوى جديد من المعاناة : الجوع عاريا . كانت تلك هي عقدة حكاية العام ، كما أحس بها اليمنيون ، وبعدها بدت الأمور وكأنها لا تستطيع أن تسوء أكثر .

 
لا شك أن في هذا التفكير سخف صارخ ، وأننا قد نكون باعتناق مثل هذه الأحاسيس نسلم رقابنا مجددا للمفاجأات السيئة ، لكن ماذا عسانا نفعل بحياتنا إذا لم يكن لنا هذا النوع من الأمل غير المعقول ؟
 
 

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021