آخر الأخبار

"سقطرى".. جزيرة الأحلام ومؤامرة طمس الجمال

الإثنين, 06 أبريل, 2020

هكذا قال عنها الكتاب والإعلاميون والمثقفون.. جزيرة الأحلام والسعادة، وجزيرة البخور واللبان والنعيم والبركة واللؤلؤ ودم الأخوين، ولقبت بعذراء اليمن.
 
هذه الجزيرة هي من أجمل مناطق العالم وأكثرها غرابة في الواقع لا في الأساطير، وهي حقيقة تشبه الخيال.. جزيرة بكر في الطبيعة والمعادن والثروات تنادي من يكتشفها وتشكو أيادي الطامسين.
 
 تشكل سقطرى أرخبيلا يتكون من أربع جزر هي: سقطرى الكبرى وتتكون من مديرتين "حديبوه، وقلنسية" وفيها تتركز أكبر نسبة من السكان تربو على المئة ألف نسمة، فيما الثانية جزيرة عبدالكوري وهي أيضا مأهولة بعدد قليل من السكان يقدر تعدادهم 1300 نسمة، وهي في الاتجاه الأمامي لسقطرى الأم.
 
 والثالثة جزيرة سمحة التي تقبع في الجنوب الغربي لسقطري لا يتجاوز عدد سكانها 500 نسمة، أما الجزيرة الرابعة المسماة "درسة" لا حياة عليها من البشرية.
 
 يقع الأرخبيل في المحيط الهندي على قبلة القرن الأفريقي وبمحاذاة خليج عدن وبينها وبين أقرب نقطة في الساحل اليمني 300كم، وهذا الأرخبيل يتمتع بتنوع الطبيعة النباتية والحيوانية وجمال فائق في الطقس وتعدد في التضاريس، سهول ممتدة وجبال شاهقة وهضاب متسلسلة وسواحل واسعة ونقية.
 
ولن اتحدث هنا عن النباتات النادرة في سقطرى ولا الطيور والحشرات التي لا توجد إلا فيها؛ لأنه قد تحدث قبلي كثير من الكتاب في الداخل والخارج، لكني أتحدث عما يجرح نفسي ويحرز في قلبي وقلب كل يمني واع بأهمية هذا الأرخبيل وهو السعي الحثيث للقضاء على جمال سقطرى.
 
لقد ظهرت مؤخراً أيادي خارجية تحاول تدنيس الطبيعة وقتل الجمال وسرقة التراث، وبمساهمة أيادي داخلية غافلة، فكثير من أمراض البيئة جلبت إلى الأرخبيل على حين غفلة من أهلها، ولنضرب أمثلة واقعية حتى لا يكون الأمر مجرد تنظير أو تشهير لا مبرر له.
 
 ومن الأمثلة: انتشار مرض "الدوباس" الذي يصيب النخيل، والذي ما كانت سقطرى تعرفه ولم تسمع به؛ حتى أن الأهالي من هلعهم من المرض أقدموا على إحراق كثير من النخيل المصابة والكثير منها ماتت جراء المرض.
 
    وبعد ذلك جلبت غرسات متنوعة من الأشجار بهدف دعم الزراعة في سقطرى والغريب أنه استدعي خبيرا زراعيا من إحدى الجامعات اليمنية لفحص الغرسات وأكد أنها تحمل فيروسات ضارة ومع ذلك تم توزيعها على المواطنين وانتشارها في كافة الأرخبيل.
 
 وفي الأشهر القليلة الماضية جلبت حشرة منتشرة في بعض مناطق الخليج اسمها دودة النخيل وهي حشرة قاتلة وسريعة الانتشار قضت على كثير من أشجار النخيل في سقطرى ومازالت تتمدد وتتوسع بين غابات النخيل، والغريب أنهم بعد ذلك يجلبون الخبراء للوقاية والعلاج.
 
 هذا الأمر ذكرني بقول غسان كنفاني الشهير: " يسرقون رغيفك ثم يعطونك كسرة منه ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم.. يا لوقاحتهم".
 
 وللقضاء على الحشرات هناك جهة جلبت قبل سنتين خلايا من النحل من خارج الأرخبيل تحمل فيروسات تعدي غيرها فتضعفها أو تقتلها، وتم ضبط بعض الخلايا وتهريب البعض منها الأمر الذي نقل العدوى إلى أغلب خلايا النحل المنتشرة في الأرخبيل فجعلها إما ميتة أو تصارع الحياة لا تقوى على الإنتاج.
 
 وهناك محاولات لجلب حيوانات مفترسة وضارة ومحاولات لزراعة القات.
 
ولا أشك أن هناك محاولات لجلب الأمراض والفيروسات للناس كفيروس كورونا وغيره.. فمن لا يتقي الإضرار بأرزاق الناس ومصالحهم لا يتورع عن المساهمة في قتلهم.  
 
 والحق أن للسلطة الحالية ممثلة بالأخ المحافظ رمزي محروس مساعٍ للحد من هذا العبث لكنها قد تعجز إذا لم يكن الأمر بمساندة أجهزة الدولة وشرائح المجتمع؛ لذلك نشد أيدينا بأيديهم لنحافظ على هذا الأرخبيل الجميل بألقابه وأوصافه الرائعة.   
 
المقال خاص بموقع "المهرية نت"