آخر الأخبار
ببساطة أقول: التحالف الملعون
1
❍ باعتقادي أن التحالف، بكل عتاده وعدته، هُزم حين استطاع الحوثي، الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ومحققاً بين فترة وأخرى نجاحات مثيرة للدهشة في إطلاق صواريخه باتجاه أهداف تقع في عمق قائدة التحالف شقيقتنا الكبرى ..فضلاً عن استعادته للعديد من المناطق والمدن والمواقع التي كانت قد خرجت عن سيطرته، لكنه -الحوثي- أصبح كثيراً ما يحقق نجاحات كبيرة في قصفها وإعادة السيطرة عليها، بعد أن جعلها التحالف أهدافاً عسكرية سهلة المنال، لأنه غير راض عن "س" أو "ص"!.
2
❍ أظن - وهنا كل الظن ليس إثماً - أن التحالف انتهى أخلاقياً، عندما قامت الإمارات، ولا تزال، وهي الشريك الرئيس في تحالف "استعادة الشرعية" ، بالخروج الصريح والآثم، وبوضوح وقح عن هدف التحالف المعلن، فقامت، وتقوم، بتسليم المدن والجزر، المزعوم استعادتها للشرعية، لجماعات وملبشيات مسلحة ومدعومة ومحكومة إماراتياً، وتحويلها لمناطق نفوذ خاصة، ومغلقة أمام الشرعية، وإذا ما حاولت الشرعية بسط سيطرتها تعرضت للقصف الصاروخي القاتل والمدمر من مقاتلات الإمارات، حتى أن صواريخ الشريك الرئيس في تحالف "استعادة الشرعية"، قتلت من العسكريين المحسوبين على "الشرعية" أكثر ممن قتلوا في المواجهات مع الحوثيين.
وهي "الإمارات" كلما فعلت ذلك، واكبتها السعودية بخطوات شرعنة لما فعلته، وكما يبدو أن السعودية طورت من دور المشرع لشريك فاعل، فسلمت من جهتها سُقطرى للمجلس الانتقالي، وتكاد تسهل ضم المهرة وحضرموت و ..... إلى آخر السيناريو .
3
❍ هذه بعض وليس كل أفعال التحالف الذي أعُلن لاستعادة الشرعية لدولة موحدة هي الجمهورية اليمنية، ولكنه يواصل تجزئة اليمن إلى أكثر من دويلة، ومناطق نفوذ مستقلة .
4
❍ ماذا أريد أن أقول؟!
¤ ما أود قوله هو أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك الـ"مجتهد" لينشر ويسرب ما يدور وراء كواليس نظام السعودية، أو قيادة التحالف بالعموم ، فمع كل يوم يمر تتضح الصورة أكثر.
¤ هناك، كما هو ظاهر، توجه لتمكين المجلس الانتقالي، الذراع الأبرز للإمارات، من بسط سيطرته على كامل الجنوب، وبالمقابل التغاضي عن بسط الحوثي سيطرته على كامل مناطق الشمال.
¤ ولتعزيز ذلك، ما تتابعونه في المشهد السياسي والعسكري والجغرافي، وإليكم غيض من فيض واقع حالنا بعد سنوات ست من الحرب .
• هذا هو التحالف الذي يسيطر على مفاصل القرار السياسي للشرعية، هو ذاته الذي يمنع قيادات الشرعية بدءا من رئاسة الجمهورية، مروراً إلى الحكومة، والقيادات السياسية، وصولا إلى صغار الموظفين والمواليين للشرعية، يمنعهم من العودة الكاملة والدائمة لأي من المدن (المحررة)، كما يجهض أية محاولات لإخضاع سلطتها لشرعية الدولة، بل إنه ولإغراق الشرعية في مستنقعات الفساد أكثر، فإن هذا التحالف كثيراً ما
يسارع لإقرار الاعتمادات المالية الداعمة لقرارات التعيين، وتقاسم وظائف الشرعية الملطخة معظمها بالفساد والمتاجرة والمحسوبية، ما دام والمعينين يمارسون مسمياتهم الوظيفية من خارج حدود اليمن .
• واستطاعت السعودية أن تفقد المواطنين ثقتهم بنزاهة قيادة الشرعية، وقدرتها على استعادة الدولة، وحماية السيادة اليمنية، وحتى العالم من دول وهيئات إنسانية وأممية دولية، أصبح لديها الانطباع المحلي نفسه، بعدم صلاحية ونزاهة قيادة الشرعية .
• ويقوم التحالف، وتحديداً "الشقيقة الكبرى" من حين إلى آخر بتسريب وثائق تدين قيادات الشرعية بجرائم فساد ونهب ومتاجرة.
• كما أنه يقوم بإقصاء واستبعاد كل مسئول قوي يحاول أن يمارس مهام وواجبات وظيفته بكل حزم وإخلاص بما يساعد على بسط نفوذ الشرعية والدولة اليمنية.
• وكذلك حال قوام الجيش الوطني، المفخخ بعشرات الآلاف من الأسماء الوهمية، والمفتقر ببقاياه لأساسيات الجيوش التي يمكن التعويل عليها في تحرير بلد أو حماية مكتسبات وطن والدفاع عن شعب.
• بالمقابل تمكين المجلس الانتقالي، من إنشاء جيش بإمكانيات دولة، ومثله وأكثر أستطاع الحوثي، امتلاك جيش متكامل التجهيزات العسكرية، مع مواصلة تطوير إمكانياته .
5
❍ إذاً ماذا سيحدث لاحقا؟!
¤ لا أستبعد مطلقاً قيام السعودية في المستقبل القريب، برعاية مصالحة وطنية تسفر عن إعلان المجلس الانتقالي دولته في الجنوب، برعاية الإمارات، وبحيث يصبح للحوثي دولته في الشمال، والتي قد يتم تحولها من النظام الجمهوري إلى النظام الذي سبق ثورة 26 سبتمبر 62، إمامة ملكية، كإسترداد لحق مسلوب، وفق تفاهمات وتحالفات جديدة تكون فيها السعودية الحليف البديل عن إيران .
6
❍ ختاماً، وببـسـاطــة أقــول :
¤ قد تقولون هذا سيناريو بعيد، وغير ممكن .وأقول لكم، كل شيئ ممكناً..وربما يقول بعضكم: هذا خيال واسع..وسأرد : فليكن ذلك !ولكن عليكم إعادة قراءة المشهد بكل تحولاته ومستجداته، وستجدون أنفسكم تشاركونني هذا الخيال الواسع ، وتقاسمونني الخوف والفجيعة على هذه اليمن التي لم تسلم من
مؤامرات الأبناء والجيران ..
متعبٌ أنا
يا صديقي،
وعلى هذه اليمن ..
كم أنا موجووووووع،
ومفجوع الروح،
مجروح الفؤاد ..
فإلى أين يا صديقي
نقاد ؟!!
-----------------------------
☆ الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
☆☆ رئيس تحرير صحيفة "السـلطـة الـرابـعـة"