آخر الأخبار
اللقاء الذي جمعني مع الشيخ الحريزي
في منطقة ليست ببعيدة من منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان كان لي شرف اللقاء مع حارس بوابة اليمن الشرقية الشيخ علي سالم الحريزي الذي يدهشك بروحه الوطنية وبساطته وفهمه للواقع الذي يدور من حوله.
قام الشيخ عند وصولنا من فوق الحصير الذي كان يجلس عليه ليصافحنا بيد رجل وصل الستينات من عمره لكن يده التي مدها إلينا وجدنا فيها خشونة الرجل القوي والقائد العسكري العنيد.
كان الحديث معه شيق لا سيما ارتشاف الشاي المطروح بالقرب منه على الجمر وتناول أعواد القات الأرحبي الملقب أبو ريشة صفراء، وحينها أبى إلا أن نمضغ القات معا وسمعنا منه الكثير من المعلومات التي دفعته برفقة شيوخ وقبائل المهرة لتشكيل لجنة الاعتصام السلمي وأهدافها السامية التي مازالت اللجنة مستمرة في النضال من أجل تحقيقها حتى اليوم.
ومنذ نهاية 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية، بحجة تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب الأمر الذي اعتبره أبناء المحافظة حجج واهية ومزاعم عارية من الصحة تسعى من خلال السعودية إلى السيطرة على المحافظة والهيمنة على منافذها وموانئها الاستراتيجية.
واتخذ الشيخ علي سالم الحريزي، رئيس لجنة اعتصام المهرة، موقفاً شجاعاً، وصلباً منذ دخول القوات السعودية إلى محافظة المهرة في 2017م، دون غطاء شرعي، أو تبرير منطقي، باعتبار أن التحالف السعودي الإماراتي جاء لدعم الشرعية في معاركها مع الحوثيين، ولم تكن المهرة في دائرة تلك المعارك.
وفي حديثه معنا ضحك الحريزي وتحدث قائلا: يزعمون محاربة الحوثي أو بالأصح يسعون لاستعادة الشرعية، طيب المهرة مع الشرعية والحوثي ليس بمطار الغيضة، ونحن أدركنا ما ينوون فعله من عندما احتلوا مطار الغيضة ومواقع حساسة أخرى بالمحافظة وقلنا لا ولن نقبل بتواجد أي قوات أجنبية ومستمرون في نضالنا السلمي حتى يتم الاستجابة لكافة مطالب لجنة الاعتصام.
ومنذُ اللقاء الذي جمعنا به بداية العام 2020 وحتى اليوم لم يتوقف الحريزي عن نضاله الذي أعلنه ضد أي تواجد أجنبي في المحافظة، وحمل على عاتقه دعوة قبائل وشرفاء وأحرار المهرة، وكافة أطياف المجتمع لرفض التواجد الأجنبي، وتحصين المحافظة من أي أجندات مشبوهة.
وجعل هذا الموقف الوطني الشيخ علي سالم الحريزي هدفاً لحملات غير مبررة، تبدو وكأنها مموّلة، بعد أن نجح في إحباط الكثير من المخططات التي سعى التحالف السعودي الإماراتي والموالون له لتمريرها في المهرة.
فكان الحريزي في نظر أبناء الوطن: الشيخ الهمام والبطل الذي يضيء خارطة وطن، ويمنح الإنسان المهري الصمود والمضي إلى مستوى الفعل المدهش في خلق نضال حر يتعثر أمامه العدو، وتسقط مؤامراته على أرض أنجبت أبطالا وشجعان مثل الحريزي ورفاقه.