آخر الأخبار
عبث المجلس الانتقالي في سقطرى
ربما لم تلب سلطة رمزي محروس الشرعية طموحات بعض من يدعون المثالية من الشباب والشيوخ فقد كانوا يتطلعون إلى خدمات أكثر وعزم وحزم أكبر في ظل الواقع المرير والعجز الحاد في الموارد الذي تعانيه المحافظة فضلا عن الصراع الدائم وافتعال المشكلات واختلاق الاكاذيب من قبل أنصار الإمارات لعرقلة المحافظ والاطاحة به..
وقد بنى هؤلاء المثاليون طموحاتهم الواهية على ما يسمى بالإدارة الذاتية الانتقالي مدعين أنها أجدر على تلبية تلك الطموحات وتفعيل التطلعات واقعا عمليا ودائما ما يشيدون في حواراتهم بدور الانتقالي يبنون قصورا من العيش الرغيد ووفرة الخدمات، داعين الناس إلى تجريب الانتقالي وكان لهم المراد حين استولى الانتقالي على الأرخبيل بمساندة القوات الضالعية المدعومة إماراتيا لكنهم أسقط في أيديهم واندهشوا بالفشل الذريع الذي منيت به الإدارة الذاتية في إدارة الأرخبيل وهي لم تزل في باكورة عهدها قال لي أحدهم حسبناه يكحلها عماها وقال آخر بلغة المقهى قفلها الانتقالي بالشيش.
يوما بعد آخر ينكشف خواء عرش الإدارة الذاتية وعجزه التام عن إدارة المحافظة فقد قدموا على أمر أكبر من قدراتهم وحاولوا ابتلاع لقمة أكبر من حلقوهم بحسب وصف أحد الأساتذة الجامعيين.
والحقيقة أن الانتقالي أو ما يسمى (بالإدارة الذاتية) لم يستطع في سقطرى الحفاظ على النظام الإداري والمالي والصحي والبيئي كما كان عليه في عهد محروس فضلا عن تطويره فقد تعطلت بعض مؤسسات الدولة بشكل تام والبعض منها شبه معطلة وكثير من مدراء المكاتب التنفيذية رفضوا مزاولة أعمالهم بحجة أنهم كيف يتلقون أوامر من رجل لا يمتلك وظيفة في الدولة ولم يسبق أن قام بقيادة دائرة أو مكتب حكومي من قبل.
والبعض تعايش مع سلطة رأفت الثقلي زعيم الانتقالي هناك لكنهم أدركوا إخفاق إدارته للمحافظة حين قدموا الطلبات الأساسية للمكاتب لتيسير الاعمال وتفاجئوا برد الزعيم أنه لا يملك شيء ولا يستطيع أن يصرف لهم مستحقات المكاتب السابقة.
أما عن الجانب الأمني فقد شهدت المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين تغيير ما يربو على عشرين مديرا في إدارة الأمن وأجبر الكثير من المدراء السابقين عنوة على تسليم الإدارة ومستلزماتها والبعض منهم سجن وتعرض للإهانات والاستخفاف والسخرية.
وهناك تهديدات تطال الإعلاميين والمدراء آخرها تم ضرب أحد المواطنين من قبل القوات الضالعية في المحطة أمام مرأى ومسمع الجميع، بالإضافة إلى اعتقال القادة والاعلاميين المعارضين وتهديدهم، وتفشي المظاهر المسلحة في الشوارع العامة وبيع الأسلحة والمعدات العسكرية من مدرعات وعربات وآليات بمبالغ زهيدة.
ولم يشهد الأرخبيل مثل هذه الأعمال في السابق الأمر الذي جعل سقطرى الآمنة المسالمة أشبه بغابة يحكمها قانون من غلب غنم يقول أحدهم متألما على الأحداث الجارية ( ألله يجازي من كان السبب). كل تلك المظاهر بمباركة الإدارة الذاتية الانتقالية في الأرخبيل.
وكذا الجانب الصحي يشهد إخفاقات مريعة حيث أنهت الإدارة الذاتية برنامج الحجر الصحي الذي عملت الحكومة الشريعة على تفعيله للقادمين إلى الأرخبيل ومنعت من قدوم الطيران إلى الأرخبيل وانتفى هذا الحجر بعيد استلام الإدارة الذاتية قيادة الأرخبيل.
انتقاليون يطالبون التحالف السماح لطيران رويال جت الإماراتية باستئناف رحلاتها من أبو ظبي إلى الأرخبيل دون أي شروط أو إجراءات صحية ويتم التحضير لمظاهرة حاشدة خلال الأيام القادمة تناشد التحالف السماح بعودة الطيران الإماراتي الجذير ذكره في هذا الصدد أن قوات الواجب السعودية في الأرخبيل لم تسمح بذلك ووضعت مدرعاتها في مدرج مطار سقطرى لمنع نزول الطيران الإماراتي.
أما عن الجانب الاقتصادي فالأرخبيل يشهد منذ بداية حكم الانتقالي انعدام تام لبعض المواد وأهمها مادة الدقيق التي اختفت من الأسواق وكذا مادة الاسمنت وبعض المواد الفرعية وهناك ارتفاع لأسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ بنسبة تصل 15% عن السابق. وكذا المشتقات النفطية ارتفع سعرها بمباركة زعيم الانتقالي رأفت الثقلي في سقطرى على الرغم من تعرضه على زيادة السعر وقيامه بإغلاق المحطة في وقت سابق.
وهناك بعض القوانين سنتها إدارة حماية البيئة في السابق وبتمويل من مشاريع أجنبيه حفاظا على التراث الناذر في الأرخبيل والمهدد بالانقراض ومنها منع اصطياد السلاحف وهناك بعض التجاوزات الطفيفة التي تحصل في السابق بشكل سري ويتم محاسبة من يضبط وتغريمه أما حاليا فإن لحوم السلاحف تباع بشكل علني في السوق العام.
المشكلات التي واجهت الانتقالي كثيرة وما ذكرناه حصوات من أكوام الإخفاقات التي تتكشف يوما بعد آخر للعامة والخاصة والداخل والخارج والوضع حقا كارثي ينذر بمجاعة وأمراض واختلال بيئي وأمني إن لم تتدارك الحكومة الوضع بشكل عاجل.
المقال خاص بموقع المهرية نت