آخر الأخبار

لماذا تسعى أبوظبي لتفكيك وتشتيت القبيلة في أرخبيل سقطرى؟!

تحاول الإمارات الاستفادة من انقلاب الانتقالي على الشرعية في سقطرى

تحاول الإمارات الاستفادة من انقلاب الانتقالي على الشرعية في سقطرى

المهرية نت - تقرير خاص
الخميس, 15 أبريل, 2021 - 08:36 مساءً

لاتزال مواقف المشايخ في محافظة أرخبيل سقطرى ثابتة وراسخة ترفض ماتقوم بها مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

 

ويستنكر مشائخ ووجهاء المحافظة استهداف النسيج الاجتماعي للجزيرة، وإغلاق مكاتبهم ومقرات لقاءاتهم، وحملات التهديد والوعيد من قبل مندوبي الإمارات ومليشيات الانتقالي الذين ساهموا في انهيار البنية التحتية، وارتكبوا الكثير من الانتهاكات الصارخة.

 

ورغم انقلاب مليشياتها على السلطة الشرعية منتصف العام الماضي إلا أن أبوظبي لم تتمكن من تهيئة أبناء سقطرى للقبول بجودها الدائم في المحافظة، رغم مسيرتها الطويلة في شراء الولاءات والترغيب والترهيب وصنع زعامات وهمية، وهذا ما تؤكده سياسة القمع والترهيب للنظام القبلي في الأرخبيل.

 

عودة الشرعية

دفع الفراغ الإداري في المحافظة نتيجة انقلاب الانتقالي وتعطيل مؤسسات الدولة، المواطنين إلى الخروج في احتجاجات تطالب بعودة الشرعية، وهو الأمر ذاته الذي دعا له مشائخ المحافظة، وأكّدوا على ضرورة تفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجبها في توفير احتياجات المواطنين وضمان الحياة الكريمة لهم.

 

وتشهد محافظة سقطرى أزمات مستمرة تتمثل في ارتفاع الأسعار وإغلاق للمحطات النفطية والتنافس المحموم على شراء العقارات، ونهب المحصول السمكي ما تسبب بتسجيل قفزات سعرية انعكست على حياة أبناء الجزيرة.

 

كما أن الانفلات الأمني كان سبباً في مطالبة مشائخ محافظة أرخبيل سقطرى في إعلان واضح ورسمي بعودة سلطات الدولة الشرعية إلى المحافظة بعد نحو 10 أشهر من انقلاب مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتياً.

 

وعقد مشائخ أرخبيل سقطرى سلسلة لقاءات مع قيادة قوات الواجب السعودي، المتواجدة في المحافظة، وطالبوا بعودة الدولة والسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ رمزي محروس، وتفعيل المؤسسات الشرعية، كجرس إنذار لما قد لا يُحمد حدوثه مع استمرار الانقلاب وآثاره.

 

وأكّد المشائخ رفضهم بقاء المحافظة في فراغ إداري، وطالبوا قيادة الواجب السعودي بضرورة عودة المحافظة إلى حاضنة الدولة وإزالة أشكال الانقلاب، موضحين أن سلطة الأمر الواقع حرمت أبناء المحافظة من حقوقهم وارتكبت بحقهم مختلف الانتهاكات.

 

حملات اعتقالات

أطلقت أبوظبي في الخامس من أبريل الجاري حملات الاعتقال وإغلاق لمقرات الاجتماعات الخاصة بمشائخ وقبائل محافظة أرخبيل سقطرى، في محاولة منها لإيقاف وهج القبيلة وإبطال مطالبها المشروعة بعودة مؤسسات الدولة، باعتبار تلك المطالب تهدد مشروع ميليشيات المجلس الانتقالي ومن خلفها الإمارات.

 

ورأى المشائخ والأعيان في لجنة الاعتصام السلمي أن "عمليات الاختطاف التي تمارسها ميليشيات الانتقالي بحق الشرفاء من أبناء المحافظة عامة تأتي ضمن سلسلة من أساليب القمع والترهيب وتكميم الأفواه التي تنتهجها الميليشيات"

 

ودانوا تلك الأساليب القمعية التعسفية التي تمارسها ميليشيات الانتقالي ضد كل القيادات من أبناء المحافظة، وحملوها مسؤولية الاختطافات والاعتقالات التعسفية التي تمارس ضد الكوادر الوطنية من أبناء سقطرى".

 

لغة العنف

وفي السادس من أبريل الجاري توحّد مشائخ سقطرى ضد ميليشيات الانتقالي التي قامت باستخدام لغة العنف بعد فشل مخططاتها في إسكات صوت القبيلة، حيث قامت بإغلاق مكتب شيخ مشايخ سقطرى عيسى بن ياقوت.

 

وتوحد موقف المشائخ بالتضامن والإعلان عن الوقوف مع شيخ مشائخ سقطرى عيسى بن ياقوت والرفع ببلاغات لوكيل النيابة العامة في الأرخبيل، بعد اعتداء مليشيات الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً على مكتب الشيخ عيسى بن ياقوت.

 

موقف الأحزاب

ولم يكن موقف مشائخ أرخبيل سقطرى وحده في مواجهة الانتهاكات التي تمارسها الإمارات ومليشياتها، بل وقفت الأحزاب الموقف ذاته، إذ رفضت منهج الفرقة والشتات الذي تنتهجه الإمارات في الجزيرة.

 

وقال حزب المؤتمر الشعبي العام إن إغلاق مكتب الشيخ بن ياقوت يعد تحدياً صارخاً لإرادة الشرفاء من مشائخ سقطرى، وانتهاكاً سافراً للحقوق المدنية والسياسية، يهدف إلى إثناء أبناء المحافظة ومناضليها عن مواقفهم الرافضة لكافة أشكال الاحتلال لأراضي الجزيرة.

 

وجدّدت قيادات الحزب التأكيد على تمسك مؤتمر سقطرى بالثوابت الوطنية وعدم الرضوخ والاستسلام لقوى خارجية تسعى إلى الفرقة والشتات وتمزيق المجتمع السقطرى، مؤكدة العزم على "المضي قدماً لتحرير سقطرى من الاحتلال السعودي الإماراتي".

 

وندّد بالممارسات العبثية لمليشيات الإمارات التي أدت إلى تدهور الأمن والاستقرار وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الخدمات ونهب وسلب مقدرات وموارد سقطرى، داعياً كل القوى إلى إدانة اقتحام وإغلاق مكتب الشيخ عيسى بن ياقوت والمطالبة بإعادة فتحه وممارسة نشاطه النضالي.

 

غياب الدور الحكومي

ويستغرب مشائخ ووجهاء سقطرى في مدينة حديبو عاصمة أرخبيل سقطرى من الصمت الحكومي إزاء ما تسعي إليه الإمارات، وتصعيدها الأخير بعد انقلاب مليشياتها على السلطة المحلية.

 

ويقول المواطن سعيد السقطري، أحد أبناء الجزيرة لـ"المهرية نت" إن أبناء سقطرى باتوا يدركون حقيقة الأهداف والنوايا الاحتلالية التي تسعى إليها مليشيات المجلس الانتقالي.

 

وأضاف: "نحن نؤمن بما يقوم به المشائخ المطالبين بعودة الحكومة الشرعية وإنقاذ الجزيرة من الانهيار، مؤكداً أن الإمارات تسعى لإيجاد زعامات موازية بعد رفض العامة لما يجري من عمليات ممنهجة للسيطرة على الجزيرة، وتهيئة أبناءها للقبول بوجود أبوظبي الدائم فيها، والتعايش معه مستقبلا.




تعليقات
square-white المزيد في محلي