آخر الأخبار
الصحفيون باليمن.. حصيلة ست سنوات من القتل والاختطاف والقمع
مأساة تعرضت لها الصحافة في اليمن_ارشيف
الأحد, 04 أبريل, 2021 - 09:31 صباحاً
مرت أكثر من ست سنوات على اشتعال الحرب باليمن، دفع فيها الصحفيون ثمنا باهظا، بما في ذلك أرواحهم.
وتعرض العديد من الصحفيين إلى انتهاكات متكررة من قبل أطراف الصراع، بين ذلك مقتل العشرات منهم، إضافة إلى اختطاف واعتقال آخرين، تعرض العديد منهم للقمع والتنكيل والتعذيب في السجون.
حادثة مقتل الصحفي هشام البكيري يوم أمس الأول بنيران الحوثيين في الجبهة الغربية لتعز، أعادت للأذهان مسألة المعاناة التي يتعرض لها الصحفيون، كجزء من بقية اليمنيين الذين أيضا تجرعوا ويلات الصراع وأوجاع الحرب.
مقتل العشرات
منذ بدء الحرب، قتل 44 صحفيا حتى نهاية العام الماضي 2020، وفق إحصائية تابعة لنقابة الصحفيين اليمنيين، ما يرفع عدد الصحفيين الذين رحلوا قتلا إلى 45 بعد رحيل الصحفي البكيري.
وإلى جانب ذلك، تعرض مئات آخرون إلى الاعتقال والتنكيل والاختطاف من قبل طرفي الصراع، خصوصا جماعة الحوثي، فيما لا يزال البعض معتقلا حتى الآن.
ووفق تقارير حقوقية، تعرض صحفيون للتعذيب والقمع الجسدي واللفظي في معتقلاتهم.
وبعضهم أصيبوا بأمراض متعددة جراء ظروف السجن وسوء المعاملة، وعدم توفير أدنى حقوق المعتقلين.
وبدت سجون الحوثيين أكثر المعتقلات التي تعرض فيها صحفيون إلى القمع والتنكيل، فيما قامت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتقال صحفيين، إلى جانب قيام قوات حكومية بنفس الأمر.
ونهاية العام 2020، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين، إنه منذ العام 2010 تعرضت الصحافة لأكثر من 2000 حالة انتهاك، فيما لم يتم تقديم الجناة للعدالة".
محكومون بالإعدام
إضافة إلى حالات القتل والاختطاف والتعذيب، قامت جماعة الحوثي العام الماضي، بالحكم بالإعدام على أربعة صحفيين بالعاصمة صنعاء.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' في تقرير سابق، إن أربعة صحفيين تحتجزهم سلطات الحوثيين تعسفا في اليمن منذ 2015 يواجهون عقوبة الإعدام ولا يتلقون رعاية طبية كافية.
وأضافت:" في 11 أبريل/نيسان 2020، حكمت "المحكمة الجزائية المتخصصة"، التي يديروها الحوثيون في صنعاء، على أربعة صحفيين يمنيين بالإعدام بعد محاكمة جائرة بتهم ذات دوافع سياسية، وهي الخيانة والتجسس لصالح دول أجنبية، بسبب عملهم كصحفيين".
واعتقلت سلطات الحوثيين الصحفيين الأربعة – عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري – مع خمسة صحفيين آخرين خلال مداهمة غرفة فندق في صنعاء، في 9 يونيو/حزيران 2015، حيث كانوا يعملون لأن الفندق كان أحد المواقع القليلة في المدينة التي يتوفر فيها الإنترنت والكهرباء، بحسب ما قاله أقاربهم لـ هيومن رايتس ووتش ".
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق الحوثيون سراح خمسة من الصحفيين كجزء من صفقة تبادل أسرى مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، لكنهم رفضوا إدراج الأربعة الصادر بحقهم أحكام الإعدام، وسط مطالب حقوقية وشعبية وحكومية متكررة بسرعة الإفراج عنهم.
بطالة وتشرد
أدت الحرب المستمرة إلى فقدان مئات الصحفيين إلى وظائفهم، فيما تشرد كثيرون جراء الصراع، حيث انتقل العديد من الصحفيين من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ونزحوا إلى أماكن أخرى في اليمن، فيما آخرون قرروا اللجوء إلى بلدان أخرى، وكلها حفاظا على حياتهم من البطش.
ووفق تقارير محلية واقتصادية، فإن عشرات الصحف ووسائل الإعلام مازالت متوقفة عن الصدور تعسفا بعد إغلاقها ومنع صدورها.
وأرغم ذلك مئات الصحفيين إلى فقدان وظائفهم وتوقف مستحقاتهم، ما دفع بعشرات الصحفيين الى البحث عن اعمال أخرى توفر لهم مصدر رزق لهم، بعضها العمل بالأجرة اليومية والأعمال الشاقة.