آخر الأخبار

ردود أفعال متباينة حول استغلال "الانتقالي" للاحتجاجات وإرباك المشهد سياسيا وعسكريا

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 17 مارس, 2021 - 02:06 صباحاً

 

أثارت حادثة اقتحام متظاهرين موالون للمجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً قصر معاشيق الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن، الكثير من ردود الفعل المتباينة، حول استغلال الإنتقالي للاحتجاجات لإثارة الفوضى وإرباك المشهد سياسيا وعسكريا، في ظل التطورات العسكرية في جبهات القتال شمالي البلاد، فيما عزا مراقبون الأسباب إلى تواطؤ الحكومة والسعودية في الاسراع بتنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.

 

وفي حين تجاهل بيان الحكومة اليمنية، الإشارة إلى الجهة المتورطة في اقتحام القصر الرئاسي، حيث مقر تواجد أعضائها، توعد أحمد سعيد بن بريك القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بإعلان "البيان رقم 1" في عدن قريبا، ما يشير إلى وقوف المجلس خلف هذا التصعيد ويفتح التكهنات أمام سيناريو جديد على غرار أحداث انقلاب أغسطس 2019.

 

وأبدى مراقبون يمنيون استغرابهم، من سلوك القوات السعودية التي ترابط في القصر، وكذلك عناصر المجلس الانتقالي الذي تشارك في حراسته، إزاء تدفق المتظاهرين وعدم اتخاذ أي إجراء يحول دون اقتحامهم مقارّ الوزارات ومكاتب الوزراء أنفسهم.

 

وفي أول ردود الفعل، قال وزير النقل السابق صالح الجبواني، إن ما حصل اليوم في عدن من اقتحام للقصر الرئاسي "المعاشيق"، أمر طبيعي لعدم تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض وطعنة جديدة في ظهر السعودية، مرجحاً عودة المجلس الانتقالي للمعارك من أبين في حال تم تجاهل تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق قوات الانتقالي ستعود للمعركة في أبين.

 

وأضاف في تصريحات صحفية، أن "نجاح الجيش في مأرب وتعز دفع الإمارات عبر الإنتقالي في المناطق الجنوبية لخلق فوضى في سيئون وعدن" مشيراً إلى أن هناك تخادم بين الحوثي والمجلس الانتقالي برعاية إماراتية".

 

من جانبه، قال مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي، إن اقتحام قصر "معاشيق" الرئاسي في عدن، جاء بعد تحريض من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا على ذلك، معتبراً اقتحام القصر "نتيجة طبيعية لتقديم المسار السياسي على العسكري من اتفاق الرياض".

وأضاف: "تتحمل السعودية ما حصل من عدم تنفيذ اتفاق الرياض، ووصول الحال في عدن إلى هذا الحال من الفوضى، وسيطرة عصابات الانتقالي على كل مقدرات الدولة".

 

وتابع: "حين ضغط الرئيس (اليمني عبد ربه منصور هادي) من أجل تنفيذ الشق العسكري والأمني، قامت السعودية بممارسة ضغوط شديدة من أجل تنفيذ الشق السياسي، وتأجيل الشق العسكري، وما زال الوضع في عدن كما كان.. تفرض مليشيات الانتقالي السيطرة الكاملة على كل شيء فيها".

 

بدوره، قال الصحفي والكاتب علي الفقية، إن "الفوضى التي أدارها المجلس الإنتقالي، المدعوم من الإمارات، في عدن واقتحام جماهيره مقر إقامة أعضاء الحكومة في قصر "معاشيق" هي محصلة طبيعية للتنفيذ الأعرج لاتفاق الرياض والهروب من تنفيذ الشق العسكري من الإتفاق ذاته".

وأضاف "قبل أيام تحدث زعيم المجلس الإنتقالي، المطالب بالإنفصال والمدعوم من الإمارات، عيدروس الزبيدي في حوار مع صحيفة الجارديان البريطانية وقال إن سيطرة الحوثيين على مارب سيدفع باتجاه حوار بين الإنتقالي والحوثيين باعتبارهما وحدهما يتقاسمان السيطرة على الأرض".

 

وتابع: " عندما فشلت محاولات تقدم مليشيا الحوثي في مارب وتقدم الجيش في جبهات تعز حرك الإنتقالي أتباعه في مظاهرات ضد الحكومة الشرعية (..)".

 

بدوره، قال الصحفي ‏‏‏‏والكاتب عامر الدميني، إن "اللافت تزامن التطورات في عدن مع تقدم عسكري ضد الحوثيين في بعض المحافظات كـتعز".

وأوضح أن ما جرى في عدن "يؤكد أن الانتقالي لايزال مجرد مليشيا، وأداة من أدوات الإمارات، وأنه يسعى للفوضى في كل مدن الجنوب. وأن السعودية هي أيضا مسؤولة عن كل ما يجري".

 

من جانبه، اتهم الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي، المجلس الانتقالي بتلقي الأوامر من الإمارات، بغرض اقتحام مقر الحكومة الشرعية، بالتزامن مع تكبد الحوثيين خسائر فادحة في الجبهات الشمالية".

وأضاف "الهجوم على المعاشيق ليست قضية معيشية انما سياسية والدليل جنود وموظفو الانتقالي (المهاجمين) يتسلمون رواتبهم بوقتها (وعلى داير مليم) من الحكومة التي تمولها السعودية (وليست الامارات)، ومنسوبو الجيش الوطني الذين يقاتلون الحوثي ويفدون أرواحهم في الجبهات تتأخر رواتبهم عدة أشهر.

 

الناشط الصحفي، خطاب الروحاني، قال إن "الانتقالي لم يقتحم قصر المعاشيق، بل الإمارات من فعلت ذلك، معتبراً "الانتقالي تفاصيل لعنوان أهم".

وأضاف متسائلاً: "لماذا تصعد الإمارات في هذا التوقيت؟ هل أزعجها تقدم الحكومة في الجبهات، أم تريد ورطة أبدية للسعودية في اليمن تمكنها من لعب دور إقليمي لن يكون ممكنا في ظل تفرغ سعودي؟

 

الصحفي أحمد ماهر، اتهم "المجلس الانتقالي بالسعي لتفجير الوضع في سيئون ويدعو للفوضى والعنف في المحافظة بالوقت الذي هو شريك في الحكومة".

 

وأضاف "لدينا معركة شرسة في مأرب وتعز وحجة وتحرك جبهات جديدة لمواجهة مليشيات الحوثي ولكن الانتقالي يريد افتعال صراع جديد في حضرموت وسيئون لإشغال الحكومة والرأي العام"، محذراً في ذات الوقت من هذا المخطط.

 

الصحفي فتحي بن لزرق، قال إن ما حدث "إهانة للدولة ورمزيتها في العاصمة المؤقتة عدن بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ اليمني كله" على حد وصفه.

 

وأضاف ساخراً: " للأمانة الحكومة وقياداتها هم من ارتضوا لأنفسهم هذا الذل والهوان، أما من رفضوا ان تُهان الدولة فقد غادروا المناصب شامخين الرؤوس عزيزي المقام.. اخجلوا قليلا".

 

وتابع :" كل ما ضاق الخناق على الحوثي شمالا سعت ادواته جنوبا لافتعال الازمات والمشاكل لكي تتحول بوصلة الصراع جنوبا".

 

الناشط الصحفي خالد الشودري، قال هو الآخر، إن "ما عجز عن تحقيقه الحوثي في معركة مأرب يستكمله الانتقالي في عدن وحضرموت" معتبراً ذلك، "تخادم اماراتي ايراني لتهديد أمن السعودية وانهاء الشرعية في اليمن وانتصار المشروع الايراني".

وصباح الثلاثاء، اقتحم متظاهرون محسوبون على المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتياً قصر معاشيق، مقرِ الحكومة اليمنية، دون أن تعترضهم قوات الحراسة الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

 

ولاحقاً، اعتبرت الحكومة اليمنية، في بيان لها، اقتحام قصر المعاشيق، اعتداء على الدولة، ويخدم دعاة الفوضى، مشددة على ضرورة تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض.

 


تعليقات
square-white المزيد في محلي