تباينت مواقع النشطاء والسياسيين إزاء إعلان الرئيس عبد ربه منصور هادي، التشكيلة الحكومية الجديدة وتسمية أعضاءها، التي خلت للمرة الأولى من العناصر النسائية.

وقال مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي، إنه " الحكومة الجديدة ستكون مشلولة مالم تعود الى العاصمة المؤقتة عدن وتباشر عملها من هناك".

وقال في تغريدة على تويتر": "بدون عودة الحكومة الى عدن ومباشرة عملها من العاصمة المؤقتة عدن في ظل قوات أمنية وعسكرية تتبع الدولة الشرعية وبسط سلطة الدولة على كل مناطق الدولة ومنها سقطرى ستكون الحكومة مشلولة وسيكون اتفاق الرياض عبارة عن جائزة لمليشيات الانتقالي على انقلابهم".

من جهته، وصف الكاتب والصحفي عامر الدميني، الحكومة بـ"حكومة محاصصة"، معتبراً إعلان الحكومة انتصار للرياض وأبوظبي، وإخفاق جديد للنخبة اليمنية العاملة من خارج البلاد.

وأشار إلى أن "جرى إعلان الحكومة قبل تنفيذ الشق الأمني والعسكري، ولايزال مدير أمن عدن غير قادر على العودة لممارسة مهامه رغم تعيينه قبل أشهر".

بدوره، علق أشرف الفلاحي على التشكيلة الحكومية الجديدة بالقول:" يبدو أننا وصلنا إلى مرحلة طي صفحة هادي..هكذا تشير مؤشرات ما بعد تشكيل الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض".

وأضاف "تم اقصاء عدد من المكونات السياسية من التمثيل في الحكومة وأبرزها "حزب العدالة والبناء" و"مكون المرأة" و "إقليم تهامة" وحركة "النهضة للتغيير" وآخرى، بعدما تم التخلص واستبعاد الرجال الاقوياء والشخصيات الوازنة منها، استجابة لرغبة سعودية وإماراتية".

أما الصحفي سمير النمري فقال، إن ‏الحكومة الجديدة التي أشرف على تشكيلها السفير السعودي لدى اليمن تخلو من أي امرأة ويشارك فيها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.

وأضاف النمري بالقول: "تضم الحكومة التي شكلها السفير السعودي 13وزيراً من الجنوب و 11 وزيراً من الشمال، وتخلو من وجود أي امرأة ولم يتم تمثيل إقليم تهامة الذي يضم 4 محافظات فيها".

واعتبر ماجد عياش أنه ليس هناك أي جديد بإعلان الحكومة، مضيفا" تخدير جديد وترحيل للحل". وأضاف" ‏إذا لم يكن هناك تحرك جاد وبصورة عاجلة لحسم المعركة والتوجه نحو استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، فلا يمكن أن يكون هناك جديد من تشكيل الحكومة أو اتخاذ إجراءات مماثلة تستمر في التخدير وترحيل الأزمة". 

الصحفي رشاد الشرعبي علق هو الآخر بالقول" ما دام واخوتنا بالانتقالي صاروا جزءا من حكومة الجمهورية اليمنية، يتوجب عليهم أن يكفوا عن خطابهم المعارض مع ذلك، والا فإنهم بذلك يدوسون على اتفاق الرياض ويرفضونه بطريقة او أخرى".

من جانبه، انتقد الناشط السياسي حسين بن سهل خلو إقليم تهامي من أي تمثيل في الحكومة الجديدة، معتبراً ذلك مخالفة صريحة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل 2014 والدولة الاتحادية.

وقوبلت التشكيلة الحكومية الجديدة، بمعارضة واسعة نتيجة خلوها من مكون المرأة، رغم التوافق على إشراكها بنسبة 30 بالمائة من نسبة الحكومة، استنادا إلى مؤتمر الحوار الوطني.

وأدان تحالف نسائي، استبعاد المرأة من الحكومة الجديدة، كما دعا النساء للاستمرار في التعبير عن حقوقهن بالطرق السلمية والمدنية حتى إشراكهن في مواقع صنع القرار.

ودعت عدد من الناشطات" مئات النساء إلى البقاء في منازلهن يوم الاحد في محافظة عدن والعديد من المحافظات بعيدا عن المكاتب والمدارس والشركات والمرافق الحكومية و منظمات المجتمع المدني ، وذلك في تصعيد لاحتجاجات تاريخية ضد العنف الموجه ضد النساء.  تزامنا مع تشكيل الحكومة اليمنية بدون اشراك للنساء".

من جانبها، أدانت أحزاب التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الإشتراكي اليمني، والحزب الناصري، في بيانات منفصلة، تجاهل تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة، على الرغم من مشاركة تلك الأحزاب فيها.

بدروها، وصفت الناشطة اليمنية الحائزة نوبل للسلام توكل كرمان، الحكومة الجديدة بـ"سكرتارية السفير السعودي"، محمد آل جابر، لإكمال مخططه العبثي في اليمن، حد قولها.

وكتبت كرمان في تغريدة على تويتر:  "للتو فرغ السفير السعودي من  الإعلان عن تشكيل سكرتاريته، التي ستعينه على إكمال مخطط السعودية في العبث باليمن والوصاية والهيمنة عليها، وتقسيمها إلى أوصال".

وفي وقت سابق الجمعة، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، قراراً جمهورياً يقضي بإعلان تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا، مناصفة بين الشمال والجنوب، بناء على اتفاق الرياض.

ونص الإعلان الرئاسي وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، على منح المحافظات الشمالية 12 حقيبة وزارية، بينها الدفاع، كما حصل الجنوب على 12 حقيبة، بينها 5 للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.