أثارت تصريحات مستشار رئيس الجمهورية، ونائب رئيس البرلمان عبدالعزيز جباري، حول مطالبة السعودية والإمارات بتسليم مؤسسات الدولة ومغادرة اليمن، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل.

وتباينت ردود الفعل بين منتقد للتصريحات، وآخر متضامن مع ما ورد فيها، وقال البرلمان اليمني إن تصريحات جباري لا تمثل البرلمان، ولا تنسجم مع الموقف الرسمي للدولة.

وأعرب مصدر مسؤول في مجلس النواب، عن أسفه لتصريحات جباري في قناة الجزيرة، كما استنرك المصدر مهاجمة جباري لاتفاق الرياض الذي مضى على توقيعه نحو عام ولكنه لم ينفذ حتى اليوم.

واتهم المصدر جباري بالسعي لتحقيق مكاسب شخصية وحين لم ينلها ذهب لمهاجمة التحالف العربي، داعيًا إياه للعدول عن موقفه.

وفي أول تعليق سعودي، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلطان الطيار عبر حسابه على تويتر ‏إن ما ذكره مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز جباري عن تصحيح العلاقة بالتحالف هي ظاهرة تستحق دراسة الأسباب التي جعلت الكثير من الحلفاء يتحولون إلى ناقدين وساخطين هذه ظاهرة تتزايد كل يوم فلا تصدقوا المطبلين الذين يقولون غير هذا" حد قوله.

وهاجم الكثير من رواد مواقع التواصل المحسوبين على السلطة الشرعية والسعودية والإمارات، النائب جباري، ووجهوا سيل من الاتهام والتخوين، والولاء لدول أخرى، في حين أيد الكثير من اليمنيين ما تطرق إليه جباري حول تدهور علاقة الشرعية بدول التحالف، وانحرافهم عن الهدف الرئيس الذي جاءوا من أجلة.

وعقب الكاتب الصحفي محمد المحيميد، على رد البرلمان اليمني على تصريحات جباري بالقول: " بيان رئيس مجلس النواب سلطان البركاني عن عبدالعزيز جباري عبارة عن تجميع (بالنص) لمنشورات وتغريدات الذين شتموا جباري بعد مقابلته مع قناة الجزيرة".

أما الناطق باسم لجنة الاعتصام السلمية بالمهرة، علي مبارك محامد، فقال إن "اللجنة الخاصة (سعودية تدير الكثير من الملفات بشأن اليمن) ترد على تصريحات جباري عن طريق مجلس النواب وعبر وكالة سبأ الرسمية التي تديرها اللجنة نفسها" حد قوله

من جانبه، قال الكاتب والصحافي عامر الدميني تعليقاً على رد البرلمان، إن " السعودية تتستر خلف جهات وشخصيات يمنية للرد على جباري، وتحول الصراع إلى يمني يمني، بينما هي الجاني الذي تسبب بكل هذا" وفق رأيه

وأضاف "تقرأ رد المصدر المسؤول في المجلس وتشعر بمدى الانتهازية التي يمارسها هؤلاء، وأغلب ما ورد في الرد انتشر أمس على لسان ناشطين وإعلاميين يتبعون الرياض وأبوظبي".

وتساءل الصحافي الدميني، "هل أعضاء البرلمان موافقون على إساءة المصدر المجهول لزميلهم، أو هل هم على إطلاع بهذا الموقف، ولماذا ولم يصدر عنه أي موقف تجاه ما تمارسه السعودية والإمارات؟

بدوره، قال الصحفي ورئيس مركز العاصمة أونلاين، عبدالباسط الشاجع، إن انهيار العملة وصناعة الفوضى في المحافظات المحررة وانعكاساتها على الشعب ومعركة التحرير الوطني كفيلة لإيقاظ مجلس البركاني من سباته العميق"

وأضاف معلقاً على البيان، "هذا الرجل الكارثة الذي أمات البرلمان بعد انبعاثه لا يحشر أنفه إلا في القضايا التفاهة ويغيب عن القضايا المفصلية! جباري أورد حقائق فلم الفزع!

بدروه، اتهم الكاتب والباحث اليمني، عادل الأحمدي؛ رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام؛ نائب رئيس البرلمان اليمني، بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها بموجب اتفاق الرياض".

فيما رد الصحفي أشرف الفلاحي عليه بالقول " لم يكن عبدالعزيز جباري، إلا صوتا معبراً عن طموحات شعبه، وحقهم في حياة كريمة، لم يكن جباري سوى صوت كل مواطن حر".

بدوره، قال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، إن "ما تحدث به الأستاذ عبدالعزيز جباري مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس البرلمان على قناة الجزيرة هو ما يدور ويتحدث به معظم المسؤولين اليمنيين البعض منهم يجهر بالقول والبعض الآخر يتحدثون به مع الناس وهو الواقع المر الذي نعيشه مع الحوثي من جهة ومع التحالف من جهة أخرى".

أما الإعلامي بشير الحارثي فعلق قائلاً: " ماقدروا يقولوا #عبدالعزيز_جباري #إصلاحي رجعوا يقولوا مواقفه ضد التحالف لأنه يريد يقع رئيس وزراء ويريد عشرة مليون سعودي؟

وأضاف "هؤلاء القوم لا يناسبهم الا كل خائن ومرتهن وعميل لكنهم لا يعرفون أنهم لا يمكن منافستهم بهذه الصفات لأنها جينات مزروعة في دمهم ولذلك كل رجل وطني شريف هو عدوهم".

من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد إن "التحالف جاء لاستعادة الدولة من الانقلاب وليس إضافة تمردات وانقلابات وإضعاف سلطة الشرعية وتخوين قياداتها الوطنية وتقسيم اليمن واحتلال الموانئ والجزر ومنع تصدير النفط وانشاء الميلشيات"

وأضاف منتقداً التحالف "لم يقم بذلك جباري بل قام به شركائنا في الحرب ضد الحوثي".. مضيفاً "لا يعني أن الحوثي هدم عمود المنزل أن نشارك في هدم الجدران، بل بإعادة بناء أعمدة المنزل".

وكان نائب رئيس مجلس النواب اليمني، عبدالعزيز جباري، قد اتهم التحالف "السعودي الإماراتي"، بالسيطرة على القرار السياسي في اليمن، داعياً الدولتين اللتان تقودان تحالفاً عسكرياً إلى تسليم مؤسسات الدولة، ومغادرة البلاد.

وقال جباري في مقابلة مع في برنامج (بلاحدود) على قناة "الجزيرة"، إن هناك ضغوط سعودية على الرئيس عبدربه منصور هادي لتعيين وزراء في الحكومة المرتقبة من طرفها، مشيرة إلى أن اتفاق الرياض من صنع السعودية وأن الحكومة اليمنية وافقت عليه رغم الملاحظات (لم يذكرها).

وأضاف جباري، أن السفير السعودي لدى اليمن حمد آل جابر، هو من يقوم بإصدار القرارات ويتعامل مع اليمنيين كأتباع" مؤكداً أن الحكومة اليمنية والرئاسة لا تستطيعان العودة من السعودية إلى البلاد.

ولفت إلى أن "السعودية والإمارات تعملان حالياً على فرض القرار السياسي على اليمن وترك الشعب يواجه "الموت والجوع".

وحول الحرب التي تدور راحها في اليمن، أكد مستشار الرئيس هادي، أن لقاءات المسؤولين الإماراتيين والإيرانيين تكشف عدم وجود إرادة لمواجهة إيران في اليمن.

وتابع:" السعودية والإمارات لم تعملا على مواجهة مشروع إيران في اليمن.. ولن يستقر اليمن إلا إذا كانت التدخلات إيجابية لا بطريقة الإمارات والسعودية".