آخر الأخبار
المهرة في أسبوع.. حراك شعبي متصاعد رفضاً لأي وجود عسكري أجنبي أو متطرف
الجمعة, 24 يناير, 2025 - 02:18 صباحاً
شهدت محافظة المهرة، منذ 16 يناير الجاري وحتى اليوم، تصاعدًا ملحوظًا في الحراك الشعبي المناهض للتدخلات العسكرية الأجنبية، ورفضاً للمؤامرات الخارجية، أو أي جماعات تكفيرية تهدف إلى بث الفرقة والانقسام، وتسعى إلى ملشنة المحافظة بدعم وتمويل سعودي.
هذا الحراك يأتي وسط تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية في البلاد، حيث عُرفت المهرة بموقفها الرافض لأي وجود عسكري من خارج مؤسسات الدولة على أراضيها.
منذ 16 يناير 2025، شهدت المهرة حراكًا شعبيًا مكثفًا ضد التدخلات العسكرية الأجنبية، وركزت المطالب على الانسحاب السعودي من المحافظة، إضافة إلى تحسين الظروف الاقتصادية والخدمية، مؤكدين أن المهرة ستظل محافظة تتمسك بسيادتها وتواصل التعبير عن رفضها لأي تواجد عسكري خارج مؤسسات الدولة.
وفيما يلي نستعرض معكم أبرز الأحداث التي شهدتها محافظة المهرة خلال (16 يناير – 23 يناير):
مظاهرات حاشدة في الغيضة:
في 16 يناير 2025، نظمت المهرة مسيرات حاشدة في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة، شارك فيها الآلاف من أبناء المهرة. رفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ انسحاب القوات السعودية من المهرة، ورفضوا تدخل أي قوى أجنبية في الشؤون المحلية للمحافظة.
هرجان مدينة الغيضة، ركز على رفضه لأفكار أي جماعات تكفيرية تهدف إلى بث الفرقة والانقسام، وتسعى إلى ملشنة المحافظة بدعم وتمويل سعودي، وكان من بين الشعارات "المهرة ترفض التدخلات" و "لا للتواجد العسكري"، مما يعكس رفضهم القاطع لأي محاولات لفرض السيطرة العسكرية.
وتركزت تصريحات قادة الحراك الشعبي على تأكيد دور السلطة المحلية وضرورة أن تكون المهرة تحت إدارة محلية خالصة، بعيدة علن أي فكر متشدد ودخيل على المهرة ومن خارج مؤسسات الدولة.
وقد عبرت الشخصيات السياسية والاجتماعية في المهرة عن دعمهم ل سلطات محلية تُدار بشكل شعبي بعيدًا عن التدخلات الخارجية. كما تم التأكيد على أن أبناء المهرة يرفضون أي تدخلات عسكرية أو سياسية في شؤونهم.
تأكيد شعبي للتواجد العسكري والفكر المتطرف
وفي اليوم التالي، أكّد رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، الشيخ علي سالم الحريزي أن المؤامرات والمخططات والأطماع الخارجية في المهرة ما زالت مستمرة، وقال إنهم مستعدون لإفشالها.
وأكد الحريزي، خلال اجتماعًا استثنائيًا لمشايخ محافظة المهرة، أن المؤامرات والمخططات والأطماع الخارجية في المهرة ما زالت مستمرة، داعيًا في الوقت ذاته قبائل المهرة للاستعداد للتصعيد القادم، وإفشال جميع المؤامرات.
كما أكّد المشايخ وقوفهم صفًا واحدًا من أجل الدفاع عن محافظة المهرة، وإفشال جميع الدسائس التي تُحاك ضدها.
مذكرة شيوخ المهرة بيد المحافظة
في 18 يناير، سلّم محافظ المهرة محمد علي ياسر، مذكرة موقّعة من شيوخ المحافظة، أعربوا فيها عن اعتراضهم على افتتاح معسكرات لدرع الوطن في الظروف الحالية، وذلك لتجنب المحافظة أي صراعات طائفية.
وأكّد المحافظ خلال لقائه مع المشايخ أهمية الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة، مشددًا على أن هذا مسؤولية الجميع، مشير إلى أنه سيعمل على توصيل مذكرة المشايخ إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي من أجل الحفاظ على النسيج المجتمعي واللحمة المهرية.
من جانبهم، أكّد شيوخ المهرة على وقوفهم مع الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية، للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، مشيرين إلى أن المحافظة تنعم بالأمن والاستقرار، ولا حاجة لها بفتح معسكرات جديدة.
وأضافوا أن فتح معسكرات لجهات خارجية في المحافظة سيفتح الباب على مصراعيه لتشكيلات أخرى لا سمح الله، ونقل التجارب والصراعات إلى محافظة المهرة الآمنة والمستقرة.
قبائل المهرة في مواجهة شركة إماراتية
في 22 من يناير الجاري، شهدت محافظة المهرة تطورات بالتزامن مع تحركات جديدة لشركة "إجهام للطاقة" الإماراتية، التي تسعى لاستلام موقع إنشاء (لسان بحري) في جبل شروين بمديرية قشن.
وأفادت مصادر محلية أن مدير الشركة، علي متاش، يكثف لقاءاته مع المسؤولين المحليين بهدف إتمام عملية تسليم الموقع من قبل مؤسسة موانئ البحر العربي وقد وقوبلت هذه التحركات برفض قاطع من لجنة الاعتصام السلمي وقبائل المهرة، التي اتهمت الشركة بالسعي للسيطرة على جبل شروين ونهب ثرواته المعدنية.
وحذر مصدر مسؤول في لجنة الاعتصام السلمي من خطورة تسليم جبل شروين في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد، وأكد أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية وتتعارض مع إرادة أبناء المهرة واليمنيين عمومًا.
وأشار المصدر إلى أن العقد مع الشركة لمدة 50 عامًا يخالف القوانين، وأن البرلمان اليمني سبق وأن رفض هذا المشروع.
مظاهرات نسائية
في 23 من الشهر الجاري، خرجت نساء محافظة المهرة، في وقفة احتجاجية ومسيرة حاشدة رفضن فيها بشكل قاطع تشكيل قوات "درع الوطن" في المحافظة، معتبرات ذلك تهديدًا لأمن واستقرار المحافظة.
وفي بيانٍ لهن أكدن النساء المهريات على تمسكهن بالسلم الاجتماعي، والرفض القاطع لأي تدخلات عسكرية في المحافظة، وطالبن محافظ المهرة بالتدخل العاجل لوقف هذه الخطوة التي وصفنها بـ"الخطيرة".
وأشار البيان إلى أن تشكيل هذه القوات سيزرع الفتنة والتفرقة بين أبناء المحافظة، وأكّد على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي السلمي الذي تتمتع به المهرة. ودعت النساء القوى الوطنية والمجتمع الدولي إلى التدخل لوقف أي تدخلات تهدّد أمن واستقرار المهرة.
خطوات تصعيدية قادمة
وخلال هذا الأسبوع، عقدت قيادة لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، اجتماعًا مشتركًا مع قيادة المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، بهدف التنسيق والعمل المشترك لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه المهرة.
وأقرّ الاجتماع عددًا من الخطوات التصعيدية القادمة، والتنسيق بين لجنة الاعتصام السلمي والمجلس العام لمواجهة كافة المخططات التي تحاك ضد المهرة.
وشدّد رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، السلطان محمد عبدالله آل عفرار على أن أبناء المهرة لن يسمحوا بمرور أي مؤامرات على أرضهم، وسوف يقفون صفًا واحدًا لإفشال كل المشاريع الخارجية التي تستهدف المحافظة.
من جانبه، أكّد الشيخ علي سالم الحريزي، رئيس لجنة الاعتصام السلمي، أن أبناء المهرة قادرون على إفشال المخططات والمؤامرات التي تستهدفهم بكل الوسائل والطرق المتاحة، داعيا جميع أحرار المهرة إلى الاستعداد للتصعيد القادم، ومواجهة التحديات، والحفاظ على محافظة المهرة من التدخلات الأجنبية.
ولفت الحريزي إلى أن السعودية والإمارات قد فشلتا في مخططاتهما في المهرة، لأن أبناء المحافظة يتمتعون بوعي كبير، ويعرفون أعداءهم جيدًا.
وبالرغم الضغوطات السياسية والعسكرية، يظل الحراك الشعبي في المهرة مستمرًا ويُتوقع أن يزداد حجم الاحتجاجات والمظاهرات مع استمرار التدخلات العسكرية في المنطقة. قد يؤدي هذا التصعيد إلى مزيد من التوترات مع القوى الإقليمية.
إضافة إلى ذلك، يعاني أبناء المهرة من صعوبات اقتصادية نتيجة النزاع المستمر، مما يجعل الحراك الشعبي يأخذ طابعًا مزدوجًا بين السياسي و الاقتصادي. تصاعد المطالب بتحسين الوضع المعيشي قد يُساهم في زيادة الاحتجاجات في الفترة القادمة.