آخر الأخبار
مجلة إسبانية: سقطرى جزيرة يمنية مدهشة تبدو من كوكب آخر
تهيمن شجرة دم الأخوين على المناظر الطبيعية في سقطرى
الإثنين, 20 يناير, 2025 - 10:59 مساءً
سلطت مجلة محبي الأرصاد الإسبانية الضوء على سقطرى وجمالها الفريد الذي قالت إنه يبدو من كوكب آخر، لكن زيارتها تكاد تكون مستحيلة.
وقالت في التقرير الذي نشرته للصحفية مونتسي هيدالجو: نسافر اليوم إلى زاوية نائية مدهشة من المحيط الهندي، حيث يوجد مكان مميز جدًا لدرجة أنه يبدو وكأنه خارج من فيلم خيال علمي.
وأضافت في تقريرها: هناك ترتفع الأشجار ذات الأشكال المستطيلة فوق المناظر الطبيعية القاحلة، وتسكن كائنات فريدة من نوعها أنظمة بيئية لم تتغير منذ قرون.
وأكد التقرير أن الجزيرة كنز فريد يقع في بحر العرب، وهو جزء من المحيط الهندي، على بعد حوالي 380 كيلومترا جنوب شرق اليمن، البلد الذي تنتمي إليه، و240 كيلومترا من ساحل الصومال.
وتبلغ مساحتها حوالي 3650 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 60 ألف نسمة، وتجمع الجزيرة بين المناظر الطبيعية القاحلة والجبال شديدة الانحدار والشواطئ الرملية البيضاء المثالية.
وبسبب تنوعها الطبيعي أعلنت اليونسكو عام 2008، سقطرى موقعًا للتراث العالمي، اعترافًا بتنوعها البيولوجي الذي لا مثيل له وأهمية أنظمتها البيئية، والتي ظل الكثير منها سليمًا لآلاف السنين بفضل عزلتها الجغرافية.
مكان جميل بقدر ما لا يمكن الوصول إليه
ووفقا للمجلة: الحقيقة هي أنه على الرغم من أن سقطرى تجذب محبي الطبيعة والمغامرة، إلا أن الوصول إليها يمثل تحديًا كبيرًا.
وأدت التوترات السياسية والصراع في اليمن إلى تقليل خيارات النقل، كما أن الاتصالات الجوية محدودة للغاية، وتعمل بشكل رئيسي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتابعت: كما أن المرافق في سقطرى محدودة وبسيطة للغاية، مما يجعل من الصعب على الزوار البقاء مرتاحين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرياح الموسمية القوية، التي تضرب الجزيرة بين يونيو وسبتمبر، تزيد من تعقيد الوصول .
ما الذي يجعل سقطرى مميزة إلى هذا الحد؟
ترى هيدالجو أنه وبطبيعة الحال، فإن هذه العزلة التي عاشتها سقطرى منذ ملايين السنين سمحت لها بالتطور كنظام بيئي مغلق وفريد من نوعه،و في الواقع، غالبًا ما يتم مقارنتها بجزر غالاباغوس بسبب ثرائها البيولوجي وأهميتها العلمية، لكن ما يميز سقطرى هو مظهرها شبه "الغريب"، إذ تبدو أشكال وألوان مناظرها الطبيعية مأخوذة من عالم آخر.
وتشير إلى أن الجزيرة تحافظ على ثقافة محلية غنية، حيث تتحدث المجتمعات المحلية لغتها الخاصة، السقطرية، وتعيش في وئام مع البيئة. لقد قاومت تقاليدهم وأسلوب حياتهم الحداثة، مما يجعل كل زيارة بمثابة رحلة إلى الماضي.
نباتاتها وحيواناتها، مشهد حصري
وتذهب إلى أن سقطرى موطن لتنوع بيولوجي فريد من نوعه في العالم، حيث يوجد بها 37% من أنواعها النباتية البالغ عددها 825 نوعا، وما يقرب من 90% من الزواحف المستوطنة، أي أنها لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
وتشتهر الجزيرة بشجرة دم التنين ( Dacaena cinnabari )، التي يجعلها شكلها المظلي المقلوب ونسغها المحمر رمزًا مميزًا للمكان.
وترى أن هناك نوع رمزي آخر هو شجرة الزجاجة (Adenium obesum socotranum )، ذات جذع منتفخ يشبه النحت أكثر من كونه نباتًا. أما بالنسبة للحيوانات، فتبرز الطيور مثل طائر الشمس السقطري والعصافير المحلية. على الرغم من أن الجزيرة تفتقر إلى الثدييات الكبيرة، إلا أن الحشرات والزواحف تملأ الفراغ، مما يوفر توازنًا بيئيًا رائعًا.