آخر الأخبار

الحوثيون مصدر تهديد لإسرائيل رغم إضعاف نفوذ إيران

العدوان الإسرائيلي على اليمن

العدوان الإسرائيلي على اليمن

المهرية نت - أ. ف. ب
الاربعاء, 01 يناير, 2025 - 08:02 صباحاً

أضعفت العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمّرة ضد وكلاء إيران الإقليميين قدرة الجمهورية الإسلامية على الهيمنة، لكن المتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من طهران ما زالوا شوكة في خاصرة الدولة العبرية، بحسب محللين.

 

ومع تعرض حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" لضربات هائلة بعد أكثر من عام من الحرب، وسقوط بشار الأسد في سوريا، بات الحوثيون يمثّلون التهديد الأكثر إلحاحاً.

 

يسيطر الحوثيون على معظم أجزاء اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء وأثبتوا أنهم على استعداد لمهاجمة إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات، رغم أنهم يشكلون تهديداً عسكرياً محدوداً للدولة العبرية.

 

يُعقد التهديد الحوثي وبسبب بعد المسافة وتأثيره الواسع والمزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، والموقع الاستراتيجي لليمن على طول طريق الشحن الدولي الرئيسي، أي رد فعل إسرائيلي محتمل وخصوصاً إذا ما تم اتخاذه بشكل منفرد، بحسب المحللين.

 

وأورد رئيس الاستخبارات لشركة "لي بيك" للاستشارات الجيوسياسية في الشرق الأوسط مايكل هوروفيتز لوكالة "فرانس برس": "القتال مع الحوثيين مهمة صعبة بالنسبة لإسرائيل لعدة أسباب، أبرزها المسافة التي لا تسمح بالضربات المتكررة ونقص المعلومات الاستخباراتية عن المجموعة".

 

وشن الحوثيون كما "حزب الله" هجمات ضد إسرائيل من باب التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة على وقع الحرب بين إسرائيل و"حماس" التي اندلعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

 

وقال هوروفيتز إنَّه يتوقع أن تتبنى إسرائيل استراتيجية مشابهة لتلك التي تبنتها ضد حزب الله عبر تصفية قادة حوثيين بارزين وتعطيل مسارات التهريب التي تستخدمها المجموعة كما فعلت في لبنان وسوريا.

 

لكنه تدارك "لا يوجد ضمان أن ذلك سيستعيد الردع".

 

ورغم أضرارها المحدودة بفضل تفعيل أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة في إسرائيل، إلا أن الهجمات الحوثية شبه اليومية عطلت بشكل كبير حياة المدنيين في الدولة العبرية.

 

وتنطلق صفارات الإنذار بشكل متكرر في القدس وتل أبيب اللتين تعتبران أكثر المناطق كثافة سكانية، ما يجبر عشرات آلاف السكان على الإسراع إلى الملاجئ وغالباً في منتصف الليل.

 

وبينما يتم اعتراض معظم الصواريخ والمسيَّرات التي يتم إطلاقها من اليمن، أسفر سقوط صاروخ في وقت سابق هذا الشهر عن إصابة 16 شخصا بجروح في تل أبيب، على ما أعلن الجيش الإسرائيلي وأجهزة الطوارئ.

 

"إزعاج وتهديد"

 

خلال الأشهر القليلة الماضية، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أهداف حوثية في اليمن بينها مطار صنعاء الدولي.

 

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تستمر بلاده في "قطع الذراع الإرهابية لمحور الشر الإيراني"، بينما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "مطاردة جميع قادة الحوثيين".

 

 

أما الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، فشنت ضربات ضد الحوثيين لمنعهم من تنفيذ هجمات على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر.

 

وكانت آخر تلك الضربات الثلاثاء إذ أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية ضربت أهدافاً تابعة للحوثيين في صنعاء، استُخدمت لمهاجمة سفن حربية أميركية ومراكب تجارية.

 

وشكك يويل غوزانسكي المحلل السياسي في معهد الدراسات الوطنية للأمن في جامعة تل أبيب في مدى نجاح إسرائيل في حملتها ضد متمردي اليمن.

 

وقال: "الحوثيون ما زالوا الوحيدين الذين يهاجمون إسرائيل يومياً وهذه مشكلة ليست سهلة الحل".

 

وأضاف: "لا يوجد حل سحري" لأن دول الخليج التي عانت أيضا من هجمات الحوثيين تخشى التصعيد مما يجعل إسرائيل حذرة في ردها.

 

وأشار الباحث في معهد ترومان في جامعة القدس العبرية مناحيم ميرهافي إلى أن الحوثيين "مصدر إزعاج وتهديد".

 

ورغم كونهم يشكلون تهديداً "محدوداً" لإسرائيل إلا أنهم تسببوا في تعطيل كبير للتجارة البحرية على نطاق عالمي، وفق تعبيره.

 

وبحسب ميرهافي، قد يعني ذلك أن الاستجابة المشتركة أمر محتمل خصوصاً بعد أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه رسمياً.

 

تحالف موسع

خلال ولايته السابقة، توسط ترامب في اتفاقات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، عرفت باسم اتفاقات إبراهيم.

 

ويؤكد المحللون أن التهديد الحوثي المستمر، إلى جانب التوترات الإقليمية المستمرة، قد يمهدان لتحالف موسع. ووفقا لميرهافي فإن "الأمر وارد بالتأكيد".

 

وأضاف: "لقد ضعفت إيران وانكشفت بشدة لدرجة أنني أعتقد أن هذا يجعل الاتفاق بين إسرائيل والسعودية أكثر احتمالا، وخصوصاً إذا كان هناك نوع من وقف إطلاق النار في غزة".

 

لكن الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات مارك دوبويتز الذي يقود مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، رأى أن إيران ووكلاءها ضعفوا ولكنهم لم يخرجوا تماما من اللعبة.

 

ولفت إلى أن طهران "ماهرة في تجديد شبكات وكلائها" وقد تعمل على تسريع تطوير أسلحتها النووية لاستخدامها "كرادع" ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

 

 

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي