آخر الأخبار
منظمة حقوقية: هجمات الحوثي على مأرب تهدد الآلاف من الأسر النازحة
هجمات سابقة للحوثيين على مأرب
الجمعة, 04 سبتمبر, 2020 - 03:45 مساءً
حذرت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الجمعة، من كارثة إنسانية وشيكة في محافظة مأرب شرقي اليمن جراء الهجمات المستمرة من قبل الحوثيين.
وقالت المنظمة في بيان لها إن اشتداد المعارك في محافظة مأرب بسبب هجوم الحوثيين على المدينة، يهدد حياة عشرات الآلاف من الأسر النازحة الهاربة من مناطق يمنية مختلقة بسبب الصراع الدائر في البلاد، خاصة الأطفال والنساء، حيث أصبحت مأرب منطقة آمنة يقصدها اليمنيون التواقون للسلام.
وأكدت المنظمة أنها وثّقت قصصًا مروعة لأطفال وقعوا في يد القوات الحكومية بعضهم لم يتجاوز سن 12 من العمر، جُندوا من قبل جماعة الحوثي وزُجّ بهم الحرب.
واعتبرت ذلك انتهاك صريح لمبادئ باريس لعام 2007، الخاصة بحماية الأطفال أثناء الحروب، إضافة إلى أن استمرار الهجوم على مأرب سيضاعف عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن ويزيد انعدام فرص التعليم والاستقرار النفسي، في ظل اشتداد المعارك دون أي التزام بقوانين الحرب الخاصة بحماية المدنيين.
ونبهت المنظمة أن الحرب في مأرب تضع ملايين المدنيين في مواجهة كارثة حقيقية ومجاعة محققة، خصوصًا في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية في التدهور، وضعف أداء البرامج الأممية بسبب قلة التمويل، وتراجع الدول المانحة عن الالتزام بتعهداتها؛ حيث تضم مأرب أكثر من 90 مخيمًا وتجمعًا سكانيًا للنازحين.
واتهمت المنظمة جماعة الحوثي بإطلاق 112 صاروخا باليستيًا وأكثر من 132 صاروخ كاتيوشا، أدت إلى مقتل أكثر من 251 مدنيًا، بينهم 25 طفلاً و12 امرأة ، وجرح أكثر 438 مدنيًا، بينهم 47 طفلاً و8 نساء.
ولفتت إلى أن هناك خشية حقيقية من عملية انتقام واسعة تنفذها جماعة الحوثي بحق الخصوم السياسيين، كما حدث في عاصمة الحزم بمحافظة الجوف، التي شهدت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وهو ما يشكل عبئًا كبيرًا على المجتمع الدولي.
وطالبت المجتمع الدولي والمبعوث الدولي بممارسة الضغط لوقف هذه الحرب؛ مؤكدةً بأن أي تقاعس سيكون بمثابة ضوء أخضر لاستمرار الهجوم على مأرب، الأمر الذي سيفجر كارثة إنسانية، لا تقل فداحةً عن تلك التي لا تزال تشهدها الحديدة وصنعاء وتعز وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية.
وشددت على أهمية التحرك الفوري لوقف الهجوم على مأرب، أسوة بالتدخل الذي شهدته الحديدة، وجعلها مدخلا لانتهاء الحرب باليمن.
وأكدت المنظمة على ضرورة أن تبقى مأرب منطقة آمنة بعيدة عن أي معارك، وتشدد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار النسبي في هذه المحافظة، والذي وفّر للكثير من اليمنيين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي نسبيًا، ومنحتهم القدرة على توفير فرص للبقاء على قيد الحياة، وعلى المجتمع الدولي أن يضغط في اتجاه وضع حد لهذه الحرب العبثية، وتجنيب المدنيين نتائجها الكارثية.
وأوضحت أن استمرار هذه الحرب يشكل كارثة محققة لليمنيين البسطاء، حيث لن يتمكن مئات الآلاف من الحصول على الغذاء والماء أو مكان آخر للنزوح إليه.