آخر الأخبار
اليمنيون يحتفون بذكرى ثورة 26 سبتمبر ويتمسكون بها أكثر مما مضى! (تقرير خاص)
شباب وسط مدينة تعز يحتفون بذكرى 26 سبتمبر
الاربعاء, 25 سبتمبر, 2024 - 09:30 مساءً
تطل اليوم الذكرى الثانية والستون لثورة 26 سبتمبر التي أسقطت حكم المملكة المتوكلية في شمال اليمن عام 1962م وأسست نظامًا جمهوريًا ديمقراطيًا قائمًا على العدل والمساواة، وتأتي هذه الذكرى بالتزامن مع الأوضاع التي تشهدها اليمن جراء الحرب الدائرة فيها منذ مطلع 2014م.
وخلفت الحرب موجة انقسام وتشظٍ بين اليمنيين، في الشمال والجنوب، وبرزت الكثير من الجماعات التي تحاول النيل من أهداف ومبادئ ثورة26 سبتمبر، وتمنع المواطنين من الاحتفاء بها، وتعتقل كل من حاول أو دعا إلى حشد المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.
وعلى غرار ذلك ازداد اليمنيون تمسكا بالثورة ومبادئها أكثر مما مضى، خصوصا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وبدأوا هذا العام بالاحتفاء بهذه المناسبة منذ بداية الشهر الجاري، عن طريق تزيين محلاتهم بالأعلام ورفعها فوق أسطح المنازل والقمم الجبلية، والشوارع العامة، وحشد المواطنين للخروج في مسيرات ليلية، وإشعال إطارات السيارات التالفة فوق قمم الجبال.
فيما عمل العديد من اليمنيين على نشر مقاطع فيديو وهم يرددون بيان الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيديوهات تحتوي على صور الثوار الأحرار، بالإضافة إلى وضع إطارات لصورهم الشخصية باسم الثورة.
يزدادون وعيا وتمسكا بالثورة
بهذا الشأن، يقول الصحفي مختار شداد إن:" اليمنيين متمسكون بأهداف الثورة ومبادئها أكثر مما مضى، وكلما مر عام يزدادون وعيًا بأهمية ثورة 26سبتمبر خصوصا مع استمرار الممارسات التي تقوم بها جماعة الحوثي ضدها".
وأضاف شداد لـ" المهرية نت" يعود السبب في اهتمام الجمهور بثورة 26سبتمبر هذا العام أكثر من الأعوام الماضية، إلى القمع الذي تمارسه الجماعة على كل من يحتفل بها، وكما لاحظنا مؤخرا اختطاف العديد من السياسيين والنشطاء من ضمنهم (محمد دبوان المياحي) في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم؛ لأنهم كتبوا على منصات التواصل الاجتماعي أنهم سوف يحتفلون بالثورة و دعوا إلى الاحتفال بها".
وتابع" منذ انقلاب الحوثيين ظهر في مناطق الشرعية وعي ثوري يحتفل بهذه الثورة بطرق مختلفة خاصة في مدينة تعز والتي تقيم الاحتفالات في شهر سبتمبر من كل عام بالمدارس والشوارع العامة، وتزيين المحال التجارية بالأعلام، كما ظهر تنافس شديد من قبل المؤسسات على من سيعمل العلم الأكبر على المبنى بمناسبة الذكرى".
وأوضح بأن" مدينة تعز تحتفي بالثورة، لأنها كانت منبعها، ويتجذر فيها الوعي الثوري مع مرور الأعوام".
ولفت شداد إلى أن " العديد من الاحتفالات بالثورة، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، من أول يوم بهذا الشهر الجاري، و الكثير من النشطاء والمواطنين يحتفلون على منصات التواصل ونشر قبل يوم دعوات لتنفيذ مسيرات بالسيارات والدراجات النارية تحمل الأعلام والطواف في شوارع المدينة ليلا".
واستدرك قائلًا:" كلما تعمقت جماعة الحوثي في قمع اليمنيين ومنعهم من الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر وزادت عنجهيتها على اليمنيين، يؤثر ذلك على المواطنين وبسبب الخوف منها يؤجلون انتفاضتهم، لعدم وجود قيادة موحدة تعمل على حشد هذه الطاقات بصورة سرية في مناطق سيطرتها حتى تتفجر الانتفاضة في كل المناطق".
وأكد "شداد" قائلاً:" إذا وجدت حركات سرية في مناطق سيطرة الحوثي تحشد الشعب والجماهير والناس الذين تضرروا من الجماعة بشكل عام ربما تتجدد انتفاضة في وجه جماعة الحوثي، ولا يمكن أن نطلق على هذه الانتفاضة ثورة متجددة من سبتمبر بسبب اختلاف الأزمان والظروف".
من جهته، يقول الصحفي منتصر منصور إن:" ثورة 26 سبتمبر تكمن أهميتها، كونها ملاذ الشعب وأمله في استعادة جمهوريته، فهي الماضي الذي يذكره بأهمية تغيير الحاضر لصنع المستقبل الذي يستحقه الشعب ويليق به".
متمسكون بمبادئ الثورة
وأضاف لـ" المهرية نت" اليمنيون اليوم متمسكون بثورة 26 سبتمبر وأهدافها ومبادئها كما لم يتمسكوا بها من قبل، لأن الجمهورية تتعرض لأكبر حرب في تاريخها والإمامة تحاول بكل قوة إعادة نفسها، لذلك يرى الشعب نفسه ثائرا ولا شيء يشغل اهتمامه وتفكيره أكثر من الثورة والتحرر والجمهورية وذلك لأن حاجته لها اليوم كحاجته للماء والهواء أو حاجته للحياة".
ومضى قائلًا "ما دام الشعب قادرا على أن يتنفس فهو قادر على صنع مجده واستعادة أرضه وتحرير بلاده من ظلام الإماميين".
غرس الوعي الوطني لدى الطلاب
وتعمل العديد من المدارس على وضع برامج وإذاعات مدرسية تحتفي بالمناسبات الوطنية، بغية تعزيز المعرفة الوطنية في قلوب الطلاب، وتنشئتهم على النضال والكفاح، وغرس الولاء والتضحية من أجل مكاسب الثورة والجمهورية.
في السياق ذاته، يقول هشام التويجي( 45 عاما- معلم في مدرسة الوعي الثوري في مديرية مشرعة وحدنان ) إن:" المدرسة التي يعمل فيها تخصص برامج تحتفي بالمناسبات الوطنية مثل: ذكرى الثورة السبتمبرية والأكتوبرية، وعيد الجلاء والوحدة، وتمثيلها في ساحات المدرسة، لغرس وتجسيد الولاء وحب الانتماء للوطن أرضًا وشعبًا في قلوب الطلاب".
وأضاف لـ" المهرية نت" الجانب التعليمي أسهم في تربية النشأة الوطنية طيلة السنوات الماضية وتخريج مخرجات متعلمة متمسكة بالثورة وأهدافها، كما أفرزت المناهج التعليمية في تربية جيل متمسك بالثورة وأهدافها، وغرس الولاء والتضحية من أجلها وتحقيق أهدافها في الواقع".
وأفاد التويجي أن" بقاء الثورة السبتمبرية مرهون بجيل متسلح بالعلم والمعرفة، يحافظ عليها، من الأعداء المتربصين بها في الداخل والخارج".
وأكد أن " ثورة 26 سبتمر كانت ومازالت الثورة الحقيقية التي اتصفت بالتغيير الجذري الشامل لكافة جوانب المجتمع، وعلامة التغيير إلى المستقبل الآمن".
وتابع" مثلت منعطفا مهما لمستقبل البلاد بشكل عام، وليس لنا من خيار سوى التمسك بأهدافها ومبادئها الدستورية والثورية خصوصا في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة التي نعيشها، كشعب وجماهير، متعطشة للتغيير والخروج من هذه الفوضى".
وشدد على ضرورة " أن يتمسك الشعب بأهداف ثورة سبتمبر، وتجسيدها كواقع عملي، على أرض الواقع، والاستلهام منها الهمم، في تربية الأجيال والمواصلة في طريق التضحية والنضال من أجل مستقبل اليمن "
غرس الكفاح في قلوب الأبناء
ويحاول الكثير من الآباء والأمهات تعليم أطفالهم مبادئ الثورة وأهدافها، ويعرفونهم على قصص القادة الذين ضحوا من أجل بناء اليمن الجمهوري، كما يعملون على الاحتفاء بالثورة في منازلهم، وترديد الهتافات في الأسطح والطرقات، ويحرقون إطارات السيارات فوق قمم الجبال ليلا".
وتؤكد المواطنة أم عبدالرحمن (40 عاما) لـ" المهرية نت". قائلة:" أعلم أبنائي مبادئ الثورة وأهدافها، عن طريق القنوات الفضائية التي تنقل الاحتفالات، وأشرح لهم بعض اللقطات أثناء اقتحام قصر البشائر ، كما أعمل على تعليق العلم في غرف منزلنا وتعليق البالونات بألوان العلم اليمني، بهدف تعريف أطفالي الكفاح الذي ناضل من أجله الأجداد، واستشهدوا من أجله".
بدوره، يحكي المواطن سيف صادق (39عاما ) لـ" المهرية نت قائلًا:" أحدث أبنائي عن الثورة، والثوار الأحرار الذين استشهدوا، وحوصروا في السبعين بصنعاء من أجل الجمهورية اليمنية أثناء حلول هذه الذكرى بهدف زرع روح النضال والكفاح في قلوبهم".
وأشار إلى أن "اليمنيين يحتفلون في ذكرى الثورة الأم، التي أسقطت الإمامة، في جميع المناطق، ماعدا الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بسبب القمع المستمر فيها".
وتابع " تتزين المحال بالأعلام كما ترفع فوق أسطح المنازل، ويتم إشعال إطارات السيارات فوق قمم الجبال في الليل، وترديد الهتافات(بالروح بالدم نفديك يا ثورة 26 سبتمبر، بروح بالدم نفديك يايمن، الثورة غالي غالي) والاستماع لبعض الأناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت".