أثارت مظاهرات شبوة المليونية الداعمة للسلطة الشرعية والرافضة للكيانات الانقلابية في اليمن شمالا وجنوبا، اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها النخبة السياسية والحزبية.

وانتشرت صور المظاهرات التي ملئت شوارع مدينة عتق مركز المحافظة، على نطاق واسع في وسائل التواصل، مشيدين بمواقف أبناء شبوة في وجه مشاريع الفوضى والانقسام.

ولأول مرة، شهدت محافظة شبوة الأحد، مسيرات حاشدة غير مسبوقة، أكدت دعمها للشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وشدّدت على أن ادعاء احتكار تمثيل القضية الجنوبية ورفع لافتة التفويض الشعبي أمر لا يتسق مع قيم الديمقراطية ويهدد السلم الاجتماعي والامن والاستقرار كونه يؤسس لحالة من الإلغاء والتهميش والإقصاء ويقود للعنف والفوضى.

صدى التظاهرة

وتفاعل مع التظاهرة العديد من الناشطين والسياسيين والمسؤولين في الحكومة اليمنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد محافظ شبوة محمد بن دعديو، أنه ليس جديدا ولا غريبا أن يقف أبناء شبوة مع الشرعية والدولة ومؤسساتها.

 وأضاف بن عديو في تغريدة له على حسابه في تويتر "إن كانوا أبناء شبوة قد احتشدوا اليوم للتعبير سلما عن موقفهم الداعم للشرعية فقد دافعوا عنها قبل ذلك بأرواحهم وقاوموا مشاريع الانقلاب والتمرد عليها وحددوا خياراتهم بالانحياز لها".

من جهته، قال أحمد عبيد بن دغر، مستشار رئيس الجمهورية في تعليق على التظاهرة، إن صوت الشعب الهادر بقيم سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم يعلو في شبوة وأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى، يصنع اليمن الاتحادي الجديد، وتقال كلمة الحق، مشيراً إلى أن عدن ولحج والضالع لن تتأخر، في الدفاع عن هوية اليمن وشرعيته الدستورية.

وكتب سفير اليمن في اليونسكو الدكتور محمد جميح "بعد أبين و سقطرى خرجت اليوم شبوة، جنوب اليمن تهتف لليمن الكبير، وتقول لشيوخ العار المتلبسين بالدين إن تاريخ المنطقة يسير في الطريق الواصل بين عدن وغزة".

صالح سميع محافظ محافظة المحويت، غرد قائلاً: "شبوة ورمز الأصالة الوطنية، شكرا لشبوة وقبلها لأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى وكل محافظات الجنوب والشرق، عظيمة أنت يا يمن إذا جد الجد".

أما سفير السفير اليمني في ماليزيا الدكتور عادل باحميد فقا إن "فعاليةُ شبوة أعادت التوازنَ المفقودَ للشارعِ الجنوبي"، مضيفاً " فكما أن هناك قطاعٌ كبير في الشارع الجنوبي يرى الانفصالَ حلاً لقضيّته وبلسماً لمعاناته الطويلة، فهناك قطاعٌ آخر كبير يرى أن اليمن الاتحاديّ ومشروعه المستقبلي الواعد".

جوهرة اليمن

وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان كتب ممتدحا شبوة، واصفاً إياها بجوهرة اليمن: "شبوة اليوم.. جوهرة اليمن، أعلام اليمن وفلسطين تضيء شوارع عتَقْ، شبوة تعلن رأيها للعالم كله، مضيفا نعم لليمن الكبير ..لا لتقسيم البلاد".

الكاتب والصحفي محمد الاحمدي غرد محتفيا بمظاهرات شبوة " حيا الله شبوة ورجالها.. شبوة اليوم قالت كلمتها بلسان عربي مبين، مع اليمن الكبير الوحدوي الحر كامل السيادة والاستقلال".

وغرد رئيس مركز أبعاد للدراسات الصحفي محمد عبدالسلام "هناك صوت أكبر في الجنوب من صوت البارود الذي سعت الامارات تسليم الانتقالي من خلاله تمثيل الجنوب منفردا، انه صوت السلام وصوت الجمهورية اليمنية .. صوت محافظة شبوة".

قاهرة الانفصال

الصحفي والكاتب فتحي بن لزرق، علق بالقول: " شبوة كبيرة ولن تكون الا مع الكبار ولن تكون الا يمنية عربية رافضة لمشاريع التجزئة والعمالة للكيان الصهيوني (..)".

وأضاف: "من كان يؤمن بالانفصال ..فالانفصال مات، ومن كان يؤمن باليمن الكبير العظيم.. فهو حي وباق الى قيام الساعة" مضيفاً "هذه شبوة وهذه كلمتها".

وانتقد الصحفي راضي صبيح التمثيل الشعبي والمكون الأوحد لأبناء المحافظات الجنوبية في اشارة إلى "المجلس الانتقالي" بأنه لم يعد مقبولا وأنه خرافة يحطمها الواقع ويصبح باعة تلك البضائع الفاسدة التي لا يقبلها سوق 2020.

 وأضاف صبيح: "في اليمن لا يمكن لأي مكون أن تُفرش أمامه الطريق لتحقيق أهدافه وهو يحمل إرث عفى عليه الزمن يدعي التفويض ويرفض سنة الاختلاف والرأي الأخر"، مضيفاً "الناس اليوم تتوق للدولة ومؤسساتها، لا الشعارات والتخوين التي لم نجي منها إلا الخراب على كل المستويات".

الانتقالي لا يمثل الجنوب

وتساءل وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان حيال ذلك قائلاً: هل ستحدث مظاهرات شبوة اليوم وقبلها في سقطرى وأبين إعادة النظر بالتمثيل للقوى الجنوبية بالحكومة القادمة بناء على اتفاق الرياض، أم سيضل الانتقالي مستأثر بالنصيب الأكبر؟

وأضاف: "أظهر #الائتلاف_الوطني_الجنوبي أنه لأكثر شعبية من الانتقالي ومن الظلم يمثل بوزارة والانتقالي بأربع حقائب" في إشارة إلى مناصب الوزارية في الحكومة المقبلة.

من جهته، قال الصحفي والكاتب مصطفى راجح، إن تظاهرة شبوة قالت لنا "إن الائتلاف الوطني الجنوبي مع الناس في الجنوب ومع المتحد الوطني اليمني كياناً جامعاً لكل اليمنيين".

وأضاف ساخراً "التطبيع الإماراتي مع إسرائيل قال لنا أن المجلس الانتقالي مع بن زايد وإسرائيل، أينما داروا دار معهم، وفي أي اتجاه يوجهونه يَسْرِبْ بعدهم".

وكتب الناشد عبدالملك الحميري، مظاهرة شبوة وقبلها المهرة وسقطرى وأبين أثبت  أن #الائتلاف_الوطني_الجنوبي يمثل الشريحة الأكبر في الجنوب ومن غير المنطق أن يتم أقصى الائتلاف في المحاصصة والتمثيل الحكومي ويعطى نصيب الأسد الانتقالي الذي لا يحضى بقاعدة شعبية في الجنوب".

شبوة على خطى المهرة وسقطرى

من جهته، قال نائب رئيس لجنة اعتصام المهرة السلمي، عبود هبود قمصيت، إن شبوة تلتحق بالمهرة وسقطرى وأبين، المحافظات التي رفضت الاستسلام للأمر الواقع" معتبراً مليونية عتق رسالة واضحة أن المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً ليس له أي قبول، وأن أبناء شبوة في صف الوطن.

أما رئيس لجنة الاعتصام في مديرية شحن بمحافظة المهرة حميد زعبنوت فغرد قائلاً: "شبوة وقبلها سقطرى وأبين رفعت أعلام الجمهورية اليمنية وأكدت ماقاله أبناء محافظة المهرة منذ اعتصامهم الأول في 2018، أن السيادة الوطنية اليمنية هي المرتكز الرئيسي ومايجتمع حوله أبناء اليمن شمالاً وجنوباً".