آخر الأخبار
غضب يمني عربي رفضاً للتطبيع الاماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي
الجمعة, 14 أغسطس, 2020 - 02:30 صباحاً
أثار إعلان الإمارات تطبيع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ علني، موجة ردود فعل عربية ودولية واسعة، رافضة ومستنكرة بالاتفاق، معتبرين ذلك تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخدمة للمشروع الصهيوني وكافة المشاريع الأخرى التي تستهدف المنطقة بما فيها دول الخليج.
على مستوى اليمن، توالت الكثير من الردود الرسمية والشعبية، الرافضة والمستنكرة، للاتفاق "الإماراتي الإسرائيلي"، وأعلنت الحكومة اليمنية تأكيدها على ثبات موقف بلادها تجاه القضية الفلسطينية حقوق الشعب الفلسطيني، فيما اعتبر ناشطون الاتفاقية طعنة غادرة في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية.
والخميس، أعلنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل.
غضب يمني وحقوقي واسع
لاقت الخطوة الإماراتية، استنكاراً يمنياً واسعاً عبّرت عنه المؤسسات الرسمية والشعبية، والمغردين على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، عبدالملك المخلافي، إن تطبيع الإماراتي مع العدو الاسرئيلي غير مبرر ومدان من كل الشعوب العربية وهو تنكر للعروبة ولقيم الأمة وثوابتها ومواثيقها واتفاقاتها ومصالحها، ويشكل تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخدمة للمشروع الصهيوني وكافة المشاريع الاخرى التي تستهدف الأمة".
وعلق النائب البارز في البرلمان اليمني علي عشال على التطبيع الاماراتي بالقول "فلسطين هي الضمير والذاكرة وهي الأمانة الملقاة على عاتق الانسانية جمعاء في الانتصار لمظلوميتها، ومن ينساها من العرب فقد أصيبت هويته وانتمائه بالخرف، ومن يضيعها فقد الكرامة والشرف، وصدقوني كلما انهارت انظمة الجور والطغيان .. كلما اقتربنا من فلسطين أكثر".
من جانبه، قال مختار الرحبي مستشار وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، إن ما قامت به دولة الامارات من تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني طعنة غادرة في خاصرة الامتين العربية والإسلامية، داعياً الحكومات العربية إلى اتخاذ خطوات ضد ما قامت به دولة الإمارات من تطبيع كامل مع الكيان الصهيوني الغاصب.
من جهتها، اعتبرت جماعة الحوثي المسلحة، الاتفاق الاماراتي الإسرائيلي خيانة للأمة وتكريساً للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، داعية إلى إنهاء التبادل التجاري مع النظام الإماراتي العميل كخطوة عملية لتجريم خيانته.
بدوره، قال الصحفي مأرب الورد، إن أدوات الإمارات في بلدنا (اليمن) ستبدأ حملة التطبيل والمديح لتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي وسيذهبون أبعد كلما طلبت منهم ذلك، متوقعاً أن تكون دول البحرين، السودان، ولاحقا قطر والسعودية وربما موريتانيا، الأقرب للتطبيع بعد الإمارات.
أما رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عبدالكريم السعدي، فغرد قائلاً: " إسرائيل تبدأ إعلان زواجها على بعض الانظمة العربية بالتطبيع الإماراتي الصهيوني الذي يشكل أول غيث هذا الموسم، فبهذا التطبيع اصبحت الإمارات زوجه شرعية للصهاينة بعد أن عاشت كل سنواتها قبلة للسفاح".
الصحفي عامر الدميني، تب عن ذلك التطبيع بالقول: "نحن أمام مهزلة تاريخية جديدة تفوز فيها إسرائيل ويخسر فيها العرب ما تبقى من كرامة ووجود"، مضيفاً "هذا التتويج للدور الإماراتي في علاقته مع إسرائيل هو تعبير عن ذروة التعاون بين البلدين خلال الفترة الماضية، ذلك التعاون الذي جعل من أبوظبي ذراع يهودية إسرائيلية شنت ولاتزال الخراب والدمار والتمزيق في البلدان العربية، واليوم تهرع لحضن إسرائيل للنجاة بنفسها".
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، إن "الامارات دفعت اليوم جثة المبادرة العربية للسلام التي وضعتها السعودية على الطاولة 2002، وعلى الجامعة العربية أن تعلن الوفاة بدلا من التهرب وخلق المبررات" مضيفاً " توهمت أبوظبي أنها قادرة على قيادة الشرق الأوسط بعيدا عن تأثير السعودية، وقد تكون الرياض قبلت بالإمارات كقائد حطم أحلام مبادرتها".
أما الصحفي علي الفقية، فقال إن "حكام الإمارات لم يأتوا بمفاجأة. كل ما عملوه أنهم أخرجوا نشاطهم من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة"، مضيفاً " سيظل التطبيع مع كيان غاصب ومحتل لأرض ومقدسات عملاً مداناً ومرفوضاً حتى لو تحولت كل قصور الحكام العرب إلى أوكار دعارة للصهاينة وعبر الحكام عن اعتزازهم بكونهم يعملون قوادين لقادة الكيان الصهيوني".
الصحفي أحمد الحاج، كتب قائلاً: الاماراتيون واضح من خلال قرار التطبيع، مسكونين، بجنون العظمة، يبحثون ع دور اقليمي او دولي، يضعهم محط أنظار العالم، لكنها ردة فعل قائمة ع ثار، وانتقام نابع من عقلية وثقافة صحراوية، لعقاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لأنه رفض الخضوع والقبول بدور إماراتي للتطبيع مع إسرائيل".
بدوره، لم يستبعد الباحث عادل دشيلة، بأن يكون هناك مشاورات إماراتية-صهيونية لبناء قاعدة عسكرية إسرائيلية في جزيرة سُقطرى اليمنية، وربما الآن يحاول الإماراتيون إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة تسليم المناطق الجنوبية لما يُسمى بالمجلس الانتقالي، كي يتم تمرير المخطط إلا أن هذا لم ينجح حتى الآن.
وأضاف" ما كان من تحت الطاولة أصبح من فوقها! لم يعد لهم سِوى إسرائيل لتحميهم من بطش الشعوب المقهورة التي ألحقوا بها الأذى. نتخوف على جزيرة سُقطرى من أن تتحول إلى قاعدة إسرائيلية-إماراتية. لذلك، نطالب الشرفاء والأحرار بطرد الإمارات من جزيرتيّ ميّون وسُقطرى قبل أن يندم الجميع".
نشطاء عرب
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية خليل العناني، إن "ما يجمع إمارة أبوظبي مع تل أييب أكبر بكثير مما يجمعها مع الشعوب العربية. فهي شريك أساسي في قتل الليبيين واليمنيين والمصريين والسوريين من خلال التدخل المباشر وتمويل الطغاة والمرتزقة. وهي في حرب صريحة ومعلنة ضد الحرية والتحرر في العالم العربي خدمة للاستبداد والصهيونية".
رئيس المرصد الأورومتوسطي ورئيس إمباكت الدولية، رامي عبده، غرد قائلاً:" في التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لا جديد سوى منح ترمب ورقة ترويج الإنجاز! على مدار أعوام مضت عملت الإمارات بلا هوادة للتهيئة لترحيب شعبي إماراتي وعربي بالأمر، عبر تعزيز كراهية الفلسطيني وتحميل قضيته وزر الخيبات العربية. ستبقى فلسطين رافعة لمن يحمل لواءها وخافضة لمن يتخلى عنها!.
من جانبه، خاطب الناشط الإماراتي عبدالرحمن بالحاج، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد بالقول: " من أعطاك الحق بالتحدث والتصرف والاتفاق باسم الامارات العربية المتحدة، أنت مجرد ولي عهد إمارة ولست رئيس الدولة، كل اتفاق يبرمه هذا الشخص لا يمثل ولا يلزم الدولة الاتحادية، يا أهل الامارات أوقفوا هذه الفوضى".
أما الناشط الإماراتي حمد الشامسي فغرد قائلاً: "كمتابع استطيع أن أقول أن قرار التطبيع لم تتم مناقشته على مستوى المجلس الأعلى للإتحاد، وأن حكام الامارات خاصة الشيخ سلطان القاسمي والشيخ حميد النعيمي لا يمكن أن يقبلوا بمثل هذه الخيانة .. هذا القرار تفردت به أبوظبي ودبي".