تباينت ردود الفعل على مواقع التواصل، بعد قرار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تكليف معين عبدالملك بتشكيل حكومة جديدة وتعيين محافظاً لعدن ومديراً لأمنها، كذلك إعلان المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا إلغاء ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" وفق لاتفاق الرياض، بعد إعلان السعودية عن آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الآلية الجديدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض توافق عليها الطرفان وتتضمن، تكليف رئيس الوزراء تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً، وتعيين محافظاً لمحافظة عدن ومديراً لأمنها، وخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارجها وعودة الحكومة لممارسة عملها من المدينة، فصل قوات الطرفين في أبين وإعادتها لمواقعها السابقة (..).

وفي أول تعليق رسمي، قال مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية عبدالله العليمي معلقاً على الاتفاق الذي رعته السعودية: ما تم التوصل اليه اليوم يحتاج إلى شجاعة أكبر ليتجاوز النصوص إلى الواقع والخروج من التنظير إلى الميدان ومغادرة الشعارات لملاقاة هموم الناس.

وأضاف "الناس تحتاج دولة وحكومة فاعلة ونظام وقانون وشراكة وهذه وحدها هي من توفر الخبز والأمن والعدل والحرية".

وتابع: "نريد أن نمنح الناس أملاً حقيقيا، وليس مجرد وهم ينتهي عندما تجف الأحبار، فالشعب يعاني من أزمات متعددة وقاتلة، الشعب يجوع ويتعب ويموت، وليس هناك أكثر جبناً من التردد في فعل ما يريده الناس، لم يعد في الوقت متسع لمزيد من معاناة ابناء الشعب، لتتوحد الجهود".

من جهته، قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، "إن هذه الآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض الذي نأمل أن يساهم بشكل إيجابي وقوي في إطلاق عجلة التنمية وتسريع تنفيذ المشاريع الخدمية والإنسانية، وأن يعود بالنفع والفائدة على المواطن اليمني الشقيق في مختلف أرجاء الجمهورية اليمنية".

بدوره، قال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، والمعني بالملف اليمني في سلطات بلاده، إن موافقة الاطراف اليمنية على آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض يعبر عن الرغبة الجادة في لغة الحوار وحل التجاذبات والاختلافات والقبول بالأخر والسعي للشراكة السياسة، وكذلك دعم مسارات الوصول لحل سياسي شامل وانهاء الأزمة.

وأضاف، "مشاركة القيادات السياسية اليمنية مع المملكة لتقريب وجهات النظر والوصول الى التوافق على الآلية المقترحة لتنفيذ اتفاق الرياض نموذج يحتذى به لإمكانية حل الخلافات اليمنية بالحوار دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية".

من جانبه، علق مستشار الرئيس هادي عبدالملك المخلافي، على الأحداث الأخيرة قائلاً: " إن رحلة جديدة بدأت فجر هذا اليوم من أجل اليمن، على الجميع ان يكون بمستواها" مضيفاً "الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى، أما العزيمة والاخلاص فهما ما يبقيانك على هذا الطريق حتى النهاية ".

على الصعيد الحقوقي، قال الصحفي والحقوقي، همدان العلي، إن الاتفاق سيسهم في توحيد الصف الوطني لمواجهة الحوثيين واستعادة صنعاء.. فلا استقرار بلا صنعاء" مضيفاً "يجب أن نحرص جميعا على تنفيذ هذا الاتفاق بما يضمن تفويت الفرصة على إيران ومرتزقتها التي تستغل خلافات اليمنيين".

وفي هذا الشأن، قال الكاتب الصحفي عامر الدميني، إن "الانتكاسة التي تلقاها المجلس الانتقالي في المهرة بفضل تظافر جهود قبائلها وأبنائها وصمودهم ربما عجل أكثر بقرب التوصل لهذه التفاهمات التي أعلنت اليوم كتعيين محافظ ومدير أمن لعدن وتكليف معين عبدالملك بتشكيل حكومة جديدة".

وأضاف "انتكاسة الانتقالي بالمهرة مثلت حافزا لمحافظات أخرى بالانتفاض في وجه الانتقالي مثلما حصل في أبين بعد يومين من دحر الانتقالي من المهرة".

وتابع: "هذه الانتكاسة دفعت السعودية والإمارات لهذه الخطوات، والتي تمثل اليوم انقاذا للانتقالي من موجة الغضب الشعبية في مدن الجنوب الرافضة له".   

وعلق الصحفي أشرف عبدالمغني " يبدو أن السعودية أبقت على سقطرى تحت سيطرة الانتقالي كورقة ابتزاز ضد الشرعية التالفة، ولذلك، لم ترد ضمن آليتها المعلنة".

الصحفي والكاتب رشاد الشرعبي علق قائلاً: " الخطوات التي تمت اليوم تمهيدا لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر لأسباب الكل يعلمها هي عنوان مرحلة جديدة ان كانت هناك نية صادقة للتنفيذ حفاظا على اليمن دولة وشعب، أمامنا مهمة عظيمة تتمثل في دمج التشكيلات العسكرية والامنية في إطار وزارتي الدفاع والأمن وإخراج القوات العسكرية من العاصمة عدن".

وأضاف "يجب على الانتقالي ان يكفوا عن التعامل وكأنهم هوية أخرى لا صلة لهم بهوية الدولة التي يشاركون في حكومتها وإدارة عاصمتها المؤقتة، فليكفوا عن الحديث عن هوية غير يمنية".

أما الصحفي سمير النمري، فعلق قائلاً:" استغرق إعداد آلية لتسريع #اتفاق_الرياض قرابة عام، سفكت خلاله دماء الاف اليمنيين، ودمرت مدنهم وقراهم، وأعتقد كما يعتقد ملايين اليمنيين أنه سيبقى حبراً على ورق ولن يجد طريقه للتنفيذ، فالسعودية والإمارات ليس مصلحتهما نهضة اليمن واستقراره وإنما تمزيقه وبقاؤه تحت وصايتهما.

وأضاف "هذا الاتفاق مبني على أسس مناطقية وجهوية ويشرعن للمليشيات ويشجعها ويعزز من الإنقسام في اليمن، وسيقضي على ما تبقى من شرعية معترف بها دولياً".