سبرة... شجرة سقطرية نادرة يُستخدم سائلها لتطهير الجروح ويسكن الآلام، ومن ذات السائل الأحمر يتم تزيين المنتجات الفخارية، وهي من الأشجار التي تستجيب سريعا للأمطار.

يقول الخبير المحلي جميل السقطري إن سبرة من الأشجار الصغيرة التي يصل ارتفاعها تقريبا حتى 3 أمتار ، وهي شائعة في الغابات المتساقطة على الحجر الجيري، ولديها القدرة على التكيف في مختلف التضاريس المناخية على عكس الأشجار الأخرى التي تنتشر في مناطق ذات مناخ واحد.

ويشير الخبير السقطري إلى أن ثمار هذه الشجرة لا تؤكل، لكن في بعض حالات الجفاف الشديد حينما يبلغ بالحيوانات الجوع الشديد لوحظ في بعض الأحيان الأغنام تأكل الأوراق الجافة والثمار المتساقطة.

يتابع جميل السقطري حديثة عن الشجرة الغريبة قائلا: جذوعها الميتة لا تستخدم كحطب لإشعال النيران في المطابخ التقليدية لأنها من أسوأ أنواع الحطب في الجزيرة، والسبب في ذلك أنه يحترق بشكل سريع، وينبعث منه سحابة كثيفة من الدخان الشديد والحاد، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي هذا إلى تلوث الطعام ولذلك لا يستخدمه أبناء الأرخبيل في مطابخ الطهي.

خصائص فريدة

ويفيد بأنه مع كل السلبيات السابقة لجذوع شجرة سبرة الميتة إلا أن لها خصائص فريدة ومميزة، حيث يعتبر الجذع الميت هو الحطب المفضل لإحراق أواني الفخار أثناء عملية صناعتها، الفخار المصنوع من الطين، وفي هذه العملية يضاف عليه أحيانا روث الحيوانات الجافة.

وأضاف أنه يستخدم هذا الحطب لأنه يشعل دخانا كثيفا يساهم في تغيير لون الفخار إلى البني والأحمر وهو من الأنواع المرغوبة.

ويؤكد أن جذوع الشجرة تعتبر من أفضل أنواع الحطب المستخدمة في الجزيرة لاستخراج العسل من بيوت النحل.

ويشير إلى أنه كان قديما وما زال حاليا في بعض الأحيان: الفروع الرفيعة تستخدم في صنع أنبوب لتدخين التبغ المحلي (تتباكه) ك (فلتر) مثل (مدوخ) بحيث يتم قطع الفرع إلى الطول المطلوب ثم يتم لف اللحاء بشدة لفصله عن القلب، ثم يتم سحب اللب تاركا أنبوبا مجوفا من اللحاء الداخلي والخارجي، مضيفا أنه بعد ذلك يصبح مثلا أنبوب مفتوحا من جانبين تم يصنع السدادة المصنوعة من الطين اللازب والتي تثقب من 4 الى خمس فجوات تم يتم إدخالها في قطعة الفم الخاصة بالأنبوب ليمر الدخان على طول الأنبوب. ثم يصبح الأنبوب جاهزا للاستخدام.

ويفيد أن لحاء الجذع الرئيسي (جودع) ينتج سائل يحتوي على أفضل لون أحمر داكن، في قديم الزمان كان الناس يسحقون اللحاء الداخلي والخارجي جيدا حتى يصبح مثل عجينة تم يستخدم لدبغ الجلود وتلوينها باللون الأحمر الداكن- البني.

يضيف: تستخدم هذه الطريقة مع الجلود التي تستخدم بكثافة أي يوميا: على سبيل المثال تلك التي تستخدم في إعداد الحليب وجلب الماء والجلود التي تستخدم في إعداد الزبدة. (لإنتاج حمئه) وهذا ما يجعلها قوية وتتحمل العمل لوقت طويل.

استخداماتها الطبية

ويرى جميل السقطري أن لهذه الشجرة استخدامات طبية كثيرة ولها نوعان مختلفان من السائل العصاري اللزج نوعا ما، مؤكدا أن الأول سائل عديم اللون يستخرج من الأطراف العالية للفروع أو البراعم أو من عروق الثمار، بينما يتم الحصول على الثاني وهو سائل أحمر داكن من الفروع السميكة الرئيسية وذلك بضرب الجذع أو الفروع الرئيسية بحجر حتى تنزف.

ويقول: يعتبر هذان النوعان من الأنواع الأكثر فعالية في المجال الطبي بلا منازع بحيث يستخدم السائل الأحمر الداكن لعلاج الجروح والخدوش والجروح التي تصيب الإنسان والماشية/ يكون أكثر فاعلية إذا تم فركه مرارا على الجلد أو موضع الجرح حتى يشكل طبقة مقاومة للماء تحمي الجرح من الأوساخ والذباب.

وحول طريقة استخدامه يقول السقطري إنه- يتم علاج الجرح بعد عملية الختان مباشرة بالسائل الأحمر الداكن، كما يتم استخدامه لتسكين الالتهابات والتورمات، وخاصة الحروق، لافتا إلى أن يحل محل مطهر (أيودين) يشبهه باللون والخصائص الطبية.

ومن استخدامات الشجرة الطبية وفقا للسقطري: تهدئة الألم والالتهاب الناجمة من لدغة العقرب عن طريق فرك المنطقة بقوة ووضع السائل عليها.

ويشير إلى أن هذا الدواء الفعال يجهله الكثير من السكان المحليين، مؤكدا أنه في أكثر الأحيان تلدغهم العقارب وهم وسط غابات هذه الأشجار، ويصبحون في حيرة ماذا يفعلون ولا يجدون سوى طريقة تقليدي تتمثل في ربط الجزء العلوي من المنطقة الملدوغة بحيث لا يسري السم في الجسم، ولا ينتبهون لمسكن الألم الفعال المتواجد بينهم وحولهم.

كما تستخدم في علاج الأذن المؤلمة عن طريق تقطير السائل الشفاف فيها، وذلك بعد تنظيفها لإزالة القيح المتراكم. كما يتم استخدامه على الجلد المحيط بالأذن لتقليل حدة الالتهاب.

وأشار إلى أنها علاجا فعالا للشخص الذي يعاني ألما في الصدر، يدهن صدره بالسائل حتى يشكل طبقة وكذلك يتم التعامل مع أي إصبع من القدم أو اليد المتعثرة والتي أصابها نزيف بالسائل. فهو علاج فعال لوقف النزيف وتلحيم الجروح.

طاردة للحشرات 

ويرى أن حطب هذه الشجرة يعتبر من أفضل المواد المستخدمة في إبعاد الحشرات، ويتم استخدامه بشكل خاص في أشهر الشتاء لردع العديد من الحشرات القارضة والبراغيث التي تصل في شكل أسراب بعد أمطار الشتاء. وكذاك يستخدم عندما تنتشر أنواع من الذباب ( باقق وما شابه) بعد هطول الأمطار في الشتاء والصيف.

ويقول إن لها استخدامات أخرى لا تحصى ولا تعد، لكنه يستغرب قائلا: تنتشر الشجرة بشكل كبير بالقرب من المنازل لكن نرى الكثير من سكان الريف ممن يسافرون إلى العاصمة حديبو للبحث عن مرهم للجروح المتواجد في الصيدليات وقد يكلفه ذلك مبالغ مالية ونسي أو تناسى تلك الصيدلية الطبيعية بالقرب من منزله فهي تنتج سائلا لعلاج الجروح أكثر فعالية وطبيعي 100 %.