آخر الأخبار

كيف حول التحالف سقطرى إلى مسرح للأطماع الإقليمية والدولية؟

شجرة دم الأخوين

شجرة دم الأخوين

المهرية نت - خاص
السبت, 17 يونيو, 2023 - 10:55 مساءً

قال تقريرٌ نشره موقع ديلي جيك شو، السبت، إن سقطرى جزيرة ثمينة تستحق الحماية، وليست مسرحاً للتوترات السياسية والعسكرية التي تهدد مستقبلها.

 

وأشار الموقع في تقرير له إلى أن سقطرى هي موطن للنباتات والحيوانات الفريدة في العالم، والتي تكيّفت مع مناخها الجاف والعزلة الجغرافية.

 

ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، التي أدرجتها كموقع للتراث العالمي في عام 2008، فإن 37 ٪ من 825 نوعا من النباتات و90 ٪ من أنواع الزواحف و 95 ٪ من أنواع القواقع البرية مستوطنة في سقطرى.

 

شجرة أسطورية

ويفيد تقرير ديلي شو، بأن من بين النباتات الأكثر شهرة في الجزيرة هي شجرة  تنتج مادة صمغية حمراء اللون تسمى “دم الأخوين”.

 

ووفقاً لأسطورة محلية، ولدت هذه الشجرة من دم هابيل، الذي قتل على يد شقيقه قابيل في الجزيرة، وفق الأسطورة، والاسم العربي لشجرة التنين هو "دم الأخوين"، واسم سقطرى يأتي من“سوق قطرة ”، التي تعني “سوق دم التنين”.

 

وتتعرض شجرة دم الأخوين في أرخبيل سقطرى للتهديد بسبب التغيّرات المناخية، مما يجعل الجزيرة أكثر جفافاً وأقل ملاءمة لنموها.

 

وقدّرت دراسة أجراها مركز نباتات الشرق الأوسط (CMEP) عام 2007 أن عدد أشجار دم الأخوين يمكن أن يتقلص إلى النصف هذا القرن.

 

مناظر طبيعية متنوعة ورائعة

ويرى التقرير أن الجزيرة تنفرد بمناظر طبيعية متنوعة ورائعة، مع شواطئ رملية وجبال وعرة وكهوف من الحجر الجيري، ويسكنها ما يقرب من 60.000 نسمة، يتكلمون بشكل رئيسي السقطرية، وهي لغة عربية جنوبية.

 

ويعتمد السكان بشكل رئيسي في حياتهم على صيد الأسماك، والثروة الحيوانية والزراعية، إذ أنهم "عرفوا كيف يحافظون على بيئتهم وثقافة أجدادهم".

 

وضع جيوسياسي معقد

ويستدرك قائلاً: "لكن سقطرى لم تسلم من الصراعات التي تهز المنطقة، إذ وصل إلى المحافظة اليمنية منذ عام 2018 الوجود الإماراتي العسكري، ضمن تدخلها مع السعودية بملف الحرب في اليمن إلى جانب السعودية.

 

وتدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي انقلب على السلطة الشرعية في الأرخبيل عام 2020، ضمن مشاريعه التي نفّذها قبل ذلك في عدن، ولاحقاً في شبوة، بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية في إطار مخططاته الانفصالية.

 

ووفقا للتقرير فقد استغلت الإمارات الفوضى التي خلفتها الحرب في اليمن للاستيلاء على سقطرى دون مواجهة أو مقاومة.

 

وقامت الإمارات بنشر جنود ومعدات عسكرية في الجزيرة، بالإضافة إلى مستشارين سياسيين واقتصاديين. كما قاموا ببناء قاعدة جوية وبحرية على الجزيرة.

 

ويضيف التقرير: الإمارات أيضا متهمة بالرغبة في تحويل سقطرى إلى قاعدة عسكرية ومركز سياحي، متجاهلة مصالح السكان، والتنوع البيولوجي.

 

كما يشتبه في أنهم( الإماراتيون) حاولوا تصدير أنواع محمية بشكل غير قانوني من الجزيرة.

 

ويقول التقرير : بالتالي تقع سقطرى في قلب المواجهة الإقليمية بين الإمارات واليمن، وأيضا بين المملكة العربية السعودية وإيران، اللتين تدعمان على التوالي المجلس الانتقالي، والمتمردين الحوثيين.

 

ويتابع: لذلك فإن سقطرى هي جزيرة ثمينة تستحق الحماية والاحترام. إنها تمثل تراثا طبيعيا وثقافيا لا يقدر بثمن للعالم بأسره.

 

تعاني من عواقب الحرب

من جانبه يذهب الخبير البيئي فابيو بالوكو إلى أن جزيرة سقطرى تعاني من عواقب الحرب الدائرة في اليمن، فضلاً عن زيادة عدد السكان ورعي الأغنام، بالنظر إلى كونها محمية طبيعية ستلعب تلك العوامل في تغيرها كثيراً.

 

وأكد أن الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي تأثرت بشكل هامشي بالحرب “المنخفضة الحدة” لكنها تعاني من عواقب تلك الحالة فضلا عن ارتفاع أعداد السكان ورعي الأغنام، ولكن أيضا، مع إعادة فتح الأجواء بالكامل، يحتمل أن يكون هناك تدفق سياحيا ، نظرا لجمالها وتنوعها البيولوجي.


تعليقات
square-white المزيد في محلي