تُعد لعبة "القليت" واحدة من أقدم وأشهر الألعاب الشعبية في محافظة المهرة، حيث كانت تُمارس منذ الأزل كجزء من التراث الثقافي للمنطقة. اللعبة عبارة عن تنافس بين فريقين يتساويان في العدد، ويتكون كل فريق عادةً من شخصين أو أكثر.

أدوات اللعبة

تعتمد "القليت" على استخدام أدوات بسيطة ومصنوعة يدويًا أبرزها عصا طويلة يبلغ طولها حوالي متر تُستخرج من أنواع معينة من الأشجار بعدما تجف وتصبح قوية بالإضافة إلى عصا أخرى قصيرة لا يتجاوز طولها 10سم، كما تحتوي اللعبة على مرمى يُسمى الجوز وهو جزء أساسي في التنافس.

روح التحدي والحماس

تتميز "القليت" بطابعها الحماسي والتنافسي حيث يجتمع اللاعبون في أجواء ممتعة ومليئة بالإثارة. ورغم بساطة الأدوات والقواعد إلا أن اللعبة تجمع بين المهارة والتركيز، ما يجعلها ممتعة للجميع كبارًا وصغارًا.

مخاطر الاندثار

ورغم أهميتها التراثية فإن لعبة "القليت" تواجه اليوم خطر الاندثار. ومع دخول الألعاب الحديثة وانتشار التكنولوجيا تراجعت ممارسة اللعبة تدريجيًا. يقول محسن أحمد، أحد ممارسي اللعبة القدامى: مارست اللعبة منذ صغري، وكبرنا على حبها لأنها جزء من تراثنا. للأسف اليوم نرى الشباب يتجهون نحو الألعاب الحديثة ما يُهدد باندثارها.

أما عادل حماد فيرى أن التقدم التكنولوجي وهوايات الشباب الجديدة أصبحت تمثل تحديًا كبيرًا لهذه اللعبة التراثية. إذا لم نتخذ خطوات جادة قد تختفي "القليت" من ذاكرة الأجيال المقبلة.

دعوات للحفاظ على التراث

من جهته دعا علي سعد الجهات المعنية إلى الاهتمام بلعبة "القليت"، وإدراجها ضمن الأنشطة الرياضية الشعبية.

وأضاف: يجب تنظيم دوريات وبطولات رسمية للعبة لإعادة إحيائها ومنحها زخمًا أكبر بين الأجيال الجديدة.

ختامًا.. لعبة "القليت" ليست مجرد تسلية بل هي إرث ثقافي يعكس هوية أهل المهرة وتراثهم العريق. لذلك من الضروري تكثيف الجهود للحفاظ على هذا الموروث الشعبي ليبقى حاضرًا في ذاكرة الأجيال.