كشفت مصادر مقربة من المحادثات اليمنية الجارية في العاصمة السعودية الرياض، عن خلافات جوهرية تؤخر الإعلان عن الحكومة الجديدة، تنفيذا للشق السياسي من اتفاق الرياض، والذي قضى بتشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب.

وقالت المصادر لـ"المهرية نت"، إن "التحالف السعودي الإماراتي اتفق مع الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن تكليف معين عبدالملك (رئيس الوزراء الحالي) بتشكيل الحكومة الجديدة وفقا لاتفاق الرياض (المعدل)".

وأشارت إلى أنه يجري حالياً المفاوضات لإقناع قيادة المجلس الانتقالي بقبول عدد من الحقائب الوزارية من الـ"50" في المائة الخاصة بحصة جنوب البلاد، وهي نقطة خلافية جوهرية تؤخر الإعلان عن الحكومة الجديدة.

وحسب المصادر، فإن المجلس الانتقالي يصر على احتكار اختيار جميع الوزراء عن المحافظات الجنوبية باعتباره المكون الجنوبي الوحيد الذي يمثل الجنوب، لافتاً إلى أن المسؤولين السعوديين يستعجلون في الأمر لتسريع الإعلان عن الحكومة بأي طريقة.

من جهته، كشف مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، مختار الرحبي، عن وجود ضغوط سعودية تمارس على الحكومة الشرعية للقبول بتنفيذ الشق السياسي من "اتفاق الرياض" قبل العسكري، معتبراً ذلك، شرعنه واضحة للإنقلاب بهدف تسليم الجنوب للانقلابيين عبر الاتفاق الذي ترعاه السعودية.

وأشار الرحبي، في تغريدات بصفحته الرسمية على "تويتر"، إلى أنه بعد ثمانية أشهر من التوقيع على اتفاق الرياض الذي لم ينفذ منه شيء حتى الان وظل حبر على ورق وتم تشكيل أكثر من لجنة للتنفيذ ولم يتم ذلك بسبب تعنت مليشيات الانتقالي".

وأضاف "مليشيات الانتقالي تفاوض على الحصص الوزارية وترفض التراجع عن كل خطواتها التصعيدية".

واعتبر المسؤول الحكومي الحديث عن تنفيذ اتفاق الرياض "مجرد تصريحات وكسب لمزيد من الوقت لإسقاط ما تبقى من محافظات (حضرموت - المهرة) بيدهم بعد تسليم سقطرى في ظل تعاون واضح من التحالف لصالحهم".

والثلاثاء، قال نزار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الممول من الإمارات، إنه يجري التفاوض حول تشكيل جديد للحكومة والهيئات الدبلوماسية، لافتاً إلى أن هناك توافقات على أسماء معينة حتى الآن ولكن لا يجب أن يتم الإعلان عنها منفردة.

وأوضح أنه ليس هناك موعد محدد لإعلان الحكومة الجديدة نتيجة الصراع داخل معسكر الشرعية، ومع ذلك تضغط السعودية من أجل التسريع بتشكيل الحكومة لإنهاء معاناة اليمنيين.

وزعم المتحدث باسم الانتقالي، بوجود أجندات مختلفة داخل الشريعة تخدم أهدافا خارجية تعمل ضد التحالف "السعودي الإماراتي"، وتلك الأجندات عطلت تنفيذ اتفاق الرياض خلال الفترة الماضية وتحاول تعطيله في الفترة الحالية. على حد زعمه

يأتي ذلك، وسط صراع مستمر بين الرياض وأبوظبي بشأن الضغط على الرئيس هادي، من أجل القبول برئيس حكومة ينفذ أجندتهما في اليمن.