توالت ردود الأفعال المحلية والإقليمية، بعد ساعات من سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على مؤسسات الدولة في مدينة حديبو عاصمة أرخبيل سقطرى، وسط تواطؤ سعودي وغياب للحكومة الشرعية على أرض الواقع.

وحمّلت كثير من ردود الفعل، السعودية والحكومة اليمنية الشرعية السبب فيما يجري في سقطرى، مستنكرين في الوقت ذاته الفوضى التي تمولها وتقودها الإمارات لا سيما في المحافظات الجنوبية.

واعتبر الكثير من النشطاء والمهتمين في الشأن اليمني، ما جرى في سقطرى عوامل هامة، تساهم في الكشف عن الوجهة الحقيقي للتحالف السعودي الإماراتي، بعد 5 أعوام من الحرب، حيث ساهم في تغذية وتمويل هذه المليشيات لتقوض سلطات الشرعية في مناطق سيطرتها، وإضعاف جبهاتها الداخلية في مواجهة الحوثيين.

الانتقالي يخدم أجندة أبوظبي

وفي هذا الشأن، قال الصحفي عامر الدميني، إن سيطرة الانتقالي على سقطرى "خدمة لولي نعمته في أبوظبي".

وأضاف في منشور له على صفحته بـ"فيسبوك"، قدمت أبوظبي عدة حجج وهي تروج لمزاعمها في اسقاط الجزيرة، صارت الجزيرة اليوم في يدها، هنا تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ سقطرى تحت الاحتلال والهيمنة الإماراتية السعودية".

وتابع "التاريخ سيسجل إن جزيرة سقطرى احتلت من قبل دولتان جاءتا تحت مسمى دعم الشرعية، فسلختا محافظة تابعة للشرعية من جسد الشرعية ذاتها، وسيسجل أيضا أن سقطرى كرمزية للجمهورية اليمنية ذهبت لمستعمر ومحتل بفعل هوان وذل وتفريط الحكومة التي تغرق في الذل والهوان والضعف والاسترزاق".

من جهته، قال الصحفي، إبراهيم الظهرة، إن "ما حصل في سقطرى من قبل مليشيات الإمارات لن يمر".

وأضاف "بتقديري إن على قيادة الشرعية سرعة ترتيب أوراقها والعمل على إعادة ملء كل فراغ تصنعه الأيام وللناقصين في الإمارات فيه يد؛ ومنه هذا التحدي الذي نأمل أن يتحول لفرصة".

كيف تدور الحرب في اليمن؟

على الصعيد ذاته، قال الكاتب والصحافي فتحي بن لزرق، إن إسقاط مؤسسات الدولة في سقطرى وقبلها في عدن عوامل ايجابية لفهم الأهداف الحقيقية للحرب التي تدور في اليمن.

وأضاف "لم يعد مقبولا ان يتم الاستيلاء على المدن اليمنية والجزر والموانئ وقطع المرتبات وقتل الناس تحت لافتة محاربة الحوثي واستعادة الشرعية (في إشارة للتواجد السعودي الإماراتي في اليمن)"

وتابع "حان الوقت ان يرفع كافة اليمنيين أصواتهم معلنين ان الحرب ضلت طريقها، هذه الحقيقة وعلينا الاستعداد لقولها بكل وضوح". حد قوله

ويوافق الكاتب الصحافي مأرب الورد ما ذهب إليه بن لزرق، متسائلاً في ذات السياق، بالمنطق هل بقاء التحالف يخدم اليمن؟ ألم يأت بأهداف معلنة منها دعم الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثي والحفاظ ع الوحدة؟ ما الذي حصل؟

وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر، "الشرعية ممنوعة من العودة وهناك انقلاب ثاني بعدن ومليشيات انفصالية وسيطرة ع الموانئ والمطارات والجزر والحوثي يستعرض بقواته بينما التحالف تقصف المدنيين".

وتابع "منذ ثلاثة أشهر ومحافظ سقطرى يناشد الرئاسة والحكومة ويرفع تقارير بشأن استقدام الإمارات لمقاتلين مأجورين للجزيرة من خارجها مع تسليح ثقيل ويطلب دعما ماليا لتوفير احتياجاته العسكرية ومع ذلك لم يستجيبوا له".

من جهته، علق الإعلامي عبدالله الحرازي على ما حدث في سقطرى، بكتابة جملتين على حسابه بـ"فيسبوك"، قائلاً: "تقطيع اليمن بمنشار السعودية..  السعودية تخشقج اليمن".

ردود فعل إقليمية

إقليمياً برزت العديد من ردود الفعل تجاه أحداث سقطرى، وأدان رئيس التيار العروبي في الكويت ما تقوم به الإمارات في سقطرى، مذّكراً في الوقت ذاته السعودية التي تقود التحالف بأن تقسيم اليمن يعني أنها التالية".

من جهتها، قالت نائب رئيس المركز الأمريكي للعدالة لطيفة جامل، إنه لا يوجد معادلات منطقية يمكن أن تقنع المراهنين على شرعية هادي والتحالف بالنصر، أكثر من صور التواطؤ في سقطرى والبيضاء وقبلها وعلى مر خمس سنوات في نهم وتعز تأكل الدولة ومؤسساتها".

بدوره، حذر الكاتب السعودي سليمان العقيلي، من التهاون في مواجهة مخططات تقسيم اليمن وثم استكمال مخطط إيران بتعزيز الحوثي بالشمال وقوى اخرى بالجنوب.

وقال الكاتب السعودي "إن ما يجري في اليمن مشابه لما حصل من غزو للعراق الذي أدى الى الاخلال بموازين القوى بالمنطقة ومحاصرة السعودية" حد قوله.

تواطؤ سعودي وراء سقوط سقطرى

في السياق، اتهم مسؤولون في الحكومة الشرعية، ونشطاء حقوقيون، السعودية بالتواطؤ مع الميليشيات المدعومة من الإمارات لإثارة الفوضى في أرخبيل سقطرى.

وقال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، عبر "تويتر"، إن السعودية المتواجدة بمحافظة سقطرى، بأنها "خذلت" القوات الحكومية أمام هجوم "المجلس الانتقالي الجنوبي" على المحافظة.

وأضاف "القوات السعودية دخلت سقطرى لدعم الشرعية وحماية مؤسسات الدولة، ولكن في أول امتحان لها وقفت موقف الحياد وخذلت الشرعية ومؤسسات الدولة التي تنتهك من عصابات الانتقالي".

من جهته، قال الصحافي غمدان اليوسفي، إن أكثر من 1000 جندي سعودي يتواجدون في سقطرى، بهدف التهدئة، وبوجودهم تم سحب الجنود الإماراتيين ليكونا حماية لقرارات الشرعية.

وأضاف "إذن كيف تغير الأمر بين ليلة وضحاها لحماية الانتقالي برغم أنهم قوات غير محلية؟ أليست سقطرى خالية من أي تواجد "إخواني" شمالي!

وفي وقت سابق، سيطرت مليشيا المجلس "الانتقالي" الممول من الإمارات على مقر السلطة المحلية بسقطرى عقب انسحاب القوات الحكومية، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على مبنى مديرية أمن سقطرى الواقع بمدينة حديبو، مركز المحافظة.

وقالت الحكومة اليمنية، إن سيطرة المجلس، على مؤسسات الدولة في محافظة أرخبيل سقطرى، وقصف المدنيين يعد “انقلاب واضح على الشرعية ولن يتم القبول به أو التهاون معه”.

وأوضحت الحكومة في بيان لها، أن "سيطرة الانتقالي على سقطرى تكشف حقيقة موقف هذه القوى المتمردة والطرف الداعم لها (في إشارة للإمارات)".

وطالبت "تحالف دعم الشرعية ممثلا بالسعودية، وبحكم وجود قواتهم العسكرية في أرخبيل سقطرى، بتحمل مسؤولياتهم والتحرك العاجل والجاد لوقف صلف قيادة المجلس الانتقالي ومجاميعها المسلحة".