تضاربت الأنباء، الأحد، بشأن سيطرة قوات إرتيرية على جزيرة حنيش اليمنية الواقعة في البحر الأحمر غربي البلاد.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن قوات بحرية أريتيرية انتشرت في المياه الإقليمية اليمنية لجزيرة حنيش، ومنعت الصيادين اليمنيين من الاقتراب من الجزيرة.

وقالت، إن القوات البحرية الأريتيرية منعت الصيادين اليمنيين من الاصطياد بالقرب من جبل عوض علي غرب جزيرة حنيش الكبرى، اليمنية، كما احتجزت العديد منهم وصادرت قواربهم.

وقال رئيس تحرير موقع "الموقع بوست" (محلي)، الصحافي عامر الدميني، إن جزيرة حنيش تتبع الجمهورية اليمنية، واعتدت عليها أريتريا سابقا وصدر حكم دولي بتبعيتها لليمن.

وأضاف معلقاً عن ما حدث، "اليوم في ظل سيطرة الإمارات على السواحل والجزر وتشرد الحكومة الشرعية تعتدي أرتيريا من جديد على حنيش".

من جهته، أبدى العقيد وضاح الدبيش المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي (مليشيات موالية للإمارات) استغرابه من نشر أخباء سيطرة إريتريا على الجزيرة".

وقال في تصريحات صحفية، إن الجزيرة اليمنية والممرات تحت سيطرة القوات المشتركة، لافتاً إلى أن هناك كتيبة من خفر السواحل ترابط في جزيرة حنيش.

بدوره، قال وكيل محافظة الحديدة وليد القدمي، في تغريدة على "تويتر"، إن جزر حنيش وزقر تحت سيطرة قوات خفر السواحل اليمنية بقيادة العقيد عبدالجبار زحزوح قائد قطاع خفر السواحل في البحر الأحمر".

وأضاف " لا صحة نهائيا لما يتم تداوله لأي تدخل او تواجد من قبل القوات الإرتيرية فيها، ولا نعلم لصالح من تروج هذه الشائعة.

في السياق، نقل الناشط الصحافي فارس الحميري، عن ثلاث مصادر يمنية وصفها بـ"المؤكدة"، قولهم "إن جزر حنيش تحت سيطرة قوات خفر السواحل التابعة للمقاومة الوطنية، ولا صحة نهائيا لأي تدخل من قبل القوات الإرتيرية، ولا يوجد أي جديد في الأرخبيل".

من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، إن خبر إعادة إرتريا احتلال جزر حنيش الذي نشرة موقع محلي يحتاج لنفي أو تأكيد من الحكومة اليمنية".

وأضاف "مثل هذه الشائعات لا يتحملها اليمنيون وتزيد من الانقسام وتضعف ما تبقى من رمزية للدولة.

و"حنيش الكبرى" من أكبر الجزر اليمنية، وهي من الجزر الاستراتيجية في البحر الأحمر، وتقع على بعد نحو 130 كيلومترا من مدينة الحديدة، كبرى مدن إقليم تهامة، ويعد ميناؤها ثاني أكبر موانئ اليمن بعد عدن.

تتوسط حنيش الكبرى جنوب البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة نحو 26 ميلا بحريا، كما تبعد أكثر من أربعين ميلا (64.3 كيلومترا) من ميناء ومدينة المخاء التابعة إداريا لمحافظة تعز.

وحنيش أرخبيل جزر يتبع اليمن بالبحر الأحمر، ويضم حنيش الكبرى وحنيش الصغرى، وجزيرة جبل زقر التي تبعد عن الساحل اليمني 17 ميلا (27.3 كيلومترا)، ومساحتها تبلغ 185 كيلومترا مربعا، كما يضم الأرخبيل عدة جزر صغيرة، هي جزر القمة وسيل حنيش وأبوعيل.

وكانت جزر حنيش محط أطماع الغزاة لأهميتها الإستراتيجية، وبالسيطرة عليها تصبح قاعدة حشد، وانطلاقا للقوات باتجاه مدن الساحل الغربي لليمن، خاصة الحديدة والخوخة وحتى ميناء المخا التاريخي.

وفي سبعينيات القرن العشرين سمحت اليمن للثوار الإريتريين باتخاذ جزيرة حنيش الكبرى منطلقا لعملياتهم ضد الاحتلال الإثيوبي لبلدهم وتخزين الأسلحة بها، حتى تمكنوا من نيل الاستقلال بقيادة أسياس أفورقي، كما سمحت اليمن للمصريين خلال تحضيرات حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973م بالتواجد العسكري على الجزيرة.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 1995 هاجمت إريتريا الحامية العسكرية اليمنية على جزيرة حنيش واحتلتها، مدعية تبعية الجزيرة لها، لكنها غادرتها بعد ثلاث سنوات بعد عملية تحكيم دولية، وأقرت أسمرة بتبعية الجزيرة لليمن وسلمتها في نوفمبر/تشرين الثاني 1998م.