لم تكن التحذيرات التي أطلقها الشيخ علي سالم الحريزي في شهر إبريل الماضي عن التحركات السعودية الموجودة في مطار الغيضة وتحويله إلى مركز عسكري لقوات أجنبية من قبيل الصدفة، بل كانت مبنية على حقائق تؤكد صحة تصريحاته وحرصه على أمن واستقرار المحافظة من مخططات العبث الإقليمية والدولية.

الشيخ الحريزي، أوضح حينها أن "قوات الاحتلال المتمركزة في مطار الغيضة الدولي عملت على بناء هناجر وسجون تحت الأرض تحتوي على مائة زنزانة انفرادية.

وقال إن تلك التحركات تكشف عن عمل إجرامي تخطط له القوات الأجنبية، بجعل المهرة مقرا عسكريا تمارس فيه كافة أنواع التعذيب"، معتبرا في الوقت ذاته التواجد البريطاني الأمريكي في مطار الغيضة جزءًا من الاحتلال السعودي، وقال إن الطيران المسير البريطاني، يحلق باستمرار فوق الوديان والمدن ويروع الأطفال والنساء، ونشر جواسيس في مدن المهرة".

ويوم 30 نوفمبر 2020: في ذكرى طرد بريطانيا، كتب وكيل محافظة المهرة للشباب بدر كلشات تغريدة بصفحته على موقع التدوين المصغر تويترقائلا: في يومنا هذا يزور السفير الأمريكي لدى اليمن القوات الأمريكية والبريطانية المتواجدة في مطار الغيضة م/ المهرة، هم يحكمون ونحن نصفق ونحتفل بأعياد الاستقلال”.

وأصدر رئيس لجنة الاعتصام السلمي السابق المرحوم، الشيخ عامر كلشات، تصريحات أكد فيها أن السعودية قامت بإرسال السفير الأميركي لدى اليمن للحديث عن الإرهاب وتبرير تواجدها. مؤكداً على أن الظهور المفاجئ للسفير الأميركي في مطار الغيضة من دون إعلان مسبق هو نوع من أنواع الاحتلال الذي يمارسه السفير السعودي في المحافظة.

وفي 27 يونيو الماضي اعترف السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون بوجود قوات تابعة لبلده في المهرة، وزعم في مقابلة مع قناة المهرية إن تواجدها هناك من أجل مكافحة الإرهاب والتهريب.

وتقول مصادر مطلعة من داخل مطار الغيضة أن السعودية أنشأت غرفة عمليات تشرف على جميع المعسكرات، تضم معدات عسكرية خفيفة ومتوسطة وثقيلة ومركبات مدرعة ومروحيات أباتشي وبطاريات صواريخ، وسجونًا أخفت عشرات المناهضين، ومعسكر تدريب.

 ويرى مراقبون أنه خلال الأشهر الماضية انكشفت حقيقة ما يدور في مطار الغيضة، من مؤامر خبيثة تضر بسيادة اليمن وتحول أهم محافظاتها تنعم بالأمن والاستقرار إلى مركز عسكري كبير للقوى الطامعة في السواحل اليمنية المطلة على بحر العرب.

وجاء التقرير الذي نشرته صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية عن وصول فريقاً تابعاً للقوات الخاصة البريطانية وصل، مساء السبت، إلى محافظة المهرة، تحت ذريعة تعقب مهاجمين أطلقوا طائرة مسيرة على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" التابعة لرجل أعمال إسرائيلي، والذي أدى لوفاة بريطاني وروماني، قبالة سواحل عمان.

ويفيد مراقبون أن الطائرة التابعة للاحتلال الإسرائيلي ليست سوى ذريعة جديدة تشبه سابقاتها، من أجل ادخال المزيد من القوات البريطانية لاحتلال سواحل المهرة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية جديدة إلى جوار المطار.

وعلق رئيس لجنة اعتصام المهرة، الشيخ علي الحريزي،  على وصول القوات البريطانية بقوله: إن الإمارات والسعودية تنفذان أجندات الدول الكبرى، التي هي سبب في الأزمة اليمنية بمن فيها بريطانيا.

وشدد الحريزي، في تصريحات لـ"المهرية" أن على البريطانيين الرحيل من المهرة فوراً، مضيفاً: نحن ملتزمون بالسلمية وإذا فُرض علينا القتال سنقاتل..

وأكّد عدم وجود إيرانيين في محافظة المهرة، موضحاً أن بريطانيا هي من روجت لمثل هذا الكلام.

وعقدت لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، اجتماعاً استثنائياً برئاسة الشيخ علي سالم الحريزي رئيس اللجنة لمناقشة آخر المستجدات في المحافظة.

وناقش الاجتماع الإعلان عن وصول قوات بريطانية بمبرر تعقب "إرهابيين" يقفون وراء الهجوم الذي استهدف سفينة في خليج عمان بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني.

وأكّد الاجتماع أن تلك المبررات باطلة تهدف لاحتلال المهرة لا غير، معبراً عن استنكاره الشديد لتلك التهم التي تطلقها تلك الدول على المحافظة المهرة بعد أن فشلت في مبررات "الإرهاب والقاعدة والتهريب".

وطالب المجتمعون كل من له علاقة بالشأن اليمني بالعمل على سرعة رحيل القوات المحتلة من كل أراضي المهرة، داعين جميع أحرار واليمن للاستعداد لمواجهة أي مخططات تستهدف المحافظة تحت أي مبررات.

من جانبه شدد رئيس لجنة اعتصام شحن حميد زعبنوت على أهمية أن يقف أبناء المهرة ومعهم جميع أبناء اليمن صفاً واحداً ضد المؤامرات الخطيرة التي تستهدف احتلال أرض المهرة وسقطرى وكافة التراب اليمني.

ودعا جميع أبناء المهرة واليمن للالتفاف حول القيادات الوطنية الرافضة لتواجد الاحتلال الأجنبي، على كافة التراب اليمني .