آخر الأخبار
عقوبات أمريكية وأوروبية على شخصيات وكيانات في روسيا بسبب نافالني
العقوبات تأتي علىخلفية تسميم زعيم المعارضة المعتقل أليكسي نافالني
الاربعاء, 03 مارس, 2021 - 12:18 صباحاً
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات على شخصيات روسية على خلفية تسميم زعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني.
وقال مسؤولون أمريكيون إن العقوبات تطال عددا من المسؤولين والكيانات في روسيا، وأنها تأتي بالتنسيق مع خطوات مماثلة من قبل الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المسؤولون أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن الحكومة الروسية تقف وراء الهجوم على نافالني باستخدام غاز كاد أن يقضي عليه في سيبيريا السنة الماضية، فيما تنفي موسكو ضلوعها في تسميم نافالني وتطعن في صحة هذا الاستنتاج.
وقال مسؤولون أمريكيون في مؤتمر صحفي إن العقوبات تستهدف سبعة مسؤولين روس بارزين و14 كيانا على صلة بإنتاج مواد كيميائية. لكنهم لم يقدموا مزيدا من التفاصيل.
وقال أحد المسؤولين إن "محاولة روسيا لقتل السيد نافالني تتبع نمطا مقلقا لاستخدام روسيا أسلحة كيميائية".
وهذه العقوبات الأولى التي تفرضها إدارة الرئيس جو بايدن على روسيا. واتخذ بايدن موقفا أكثر تشددا تجاه الرئيس بوتين مقارنة بسلفه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبعدما اتصل الرئيس الأمريكي بنظيره الروسي الشهر الماضي، قال بايدن إنه أوضح لبوتين أن الأيام التي كانت فيها الولايات المتحدة "هدفا سهلا للأعمال العدائية الروسية، والتدخل في انتخاباتنا، والهجمات الإلكترونية، وتسميم المواطنين انتهت".
الاتحاد الأوروبي
في خطوة منسقة، أعلن الاتحاد الأوروبي الثلاثاء فرض عقوبات على 4 مسؤولين روس، هم رئيس قطاع السجون، الكسندر كلاشنيكوف، ورئيس لجنة التحقيق الفيدرالية، الكسندر باستريكين، والمدعي العام، إيغور كراسنوف، وقائد الحرس الوطني، فيكتور زولوتوف. وتتضمن العقوبات حظر السفر وتجميد الأصول.
وتتبع هذه الخطوة عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي. فقد استهدف في أكتوبر/ تشرين الأول ستة مسؤولين ومركزا لأبحاث الأسلحة الكيميائية، لاتهامات بالضلوع المباشر في عملية التسميم. وردت روسيا على العقوبات بالمثل.
رد موسكو
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، الثلاثاء، أن قرار العقوبات الأمريكي الأوروبي المشترك “هجوم معاد لروسيا”، و”انتصار للعبثية”.
وقالت: “يحاول البيت الأبيض مرة أخرى، المتورط في مشاكله الداخلية، ترسيخ صورة العدو الخارجي.. لقد علقنا مرارا وتكرارا على هذه السياسة الأمريكية التي تخلو من المنطق والمعنى وتؤدي فقط إلى إضعاف العلاقات الثنائية بشكل متزايد، الأمر الذي جعلته واشنطن بالفعل يصل إلى نقطة التجميد الكامل”.
وأضافت: “تنتصر العبثية عندما يعلن أن سبب فرض العقوبات هو استفزاز متعمد مع تسميم مزعوم لنافالني بنوع من المواد الكيماوية القتالية.. كل هذا مجرد ذريعة لمواصلة التدخل المفتوح في شؤوننا الداخلية”.
وتابعت: “سنرد على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، وليس بالضرورة بشكل متماثل”.
وأشارت إلى أن “الإدارة الأمريكية لا تدرك أن الزمن قد تغير، ومحاولات إملاء الحقائق الجيوسياسية الحديثة تأتي بنتائج عكسية لمن لا يستطيع رفضها، وبدلا من الانجرار إلى جولة جديدة من المواجهة، يجب على الولايات المتحدة أن تحرص على الوفاء الصادق بالتزاماتها، على سبيل المثال، تدمير الأسلحة الكيميائية، التي لم تمتلكها روسيا منذ عام 2017”.
وشددت على أن “فرض شيء ما على روسيا عن طريق العقوبات أو الضغوط الأخرى قد فشل في الماضي، وهي تفشل الآن، وإذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لحوار متساو على أساس معقول، فهذا هو خيارهم”.
وفي وق تسابق، وكرر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، زعمه بأن الغرب "يخفي الحقائق التي يمكن أن تساعد على فهم ما جرى" لنافالني، ويفرض عقوبات ظالمة على روسيا.
وأضاف "عبرنا تكرارا عن موقفنا بخصوص العقوبات أحادية الجانب التي تفتقر للشرعية التي يستخدمها زملاء من الولايات المتحدة ومن يحذون حذوهم، (أي) الاتحاد الأوروبي".
ويحظى نافالني، وهو مدون يبلغ من العمر 44 عاما، بمتابعة من ملايين الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وساعد عددا من أنصاره على الفوز في الانتخابات البلدية في سيبيريا في 2020.
تعرض للتسمم ودخل في غيبوبة أثناء رحلة جوية إلى سيبيريا في شهر أغسطس/ آب، ثم نقل إلى ألمانيا حيث تماثل للشفاء. وفي يناير/ كانون الثاني، قرر العودة إلى موسكو، واعتُقل عند وصوله.
وفي الشهر الماضي، خلصت محكمة إلى أن نافالني أخل بشروط حُكم سابق صدر ضده في قضية اختلاس، وذلك لأنه لم يذهب إلى المكتب المختص بمراقبته أثناء الفترة التي قضاها في ألمانيا للعلاج.
وتحولت عقوبة السجن، التي كانت مع وقف التنفيذ، إلى عقوبة فعلية. وفي الأسبوع الماضي، نُقل من مركز احتجازه في موسكو إلى منشأة عقابية لقضاء فترة السجن.
ويقول نافالني وأنصاره إن كل الاتهامات ضده ذات دوافع سياسية. ودعا بايدن وزعماء الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراحه فورا.