آخر الأخبار
اقتحموا قاعدتين عسكريتين.. دعوات إسرائيلية لإبعاد المتطرفين من السلطة
جيش الاحتلال الإسرائيلي
الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 - 08:56 صباحاً
برزت دعوات في إسرائيل، الاثنين، لإزالة "المتطرفين" من السلطة، بعد اقتحام متظاهرين يمينيين رفقة جنود مسلحين وأعضاء كنيست ووزير قاعدتين عسكريتين احتجاجا على التحقيق مع جنود متهمين بارتكاب انتهاكات بحق أسير من غزة.
وفي وقت سابق الاثنين، اقتحم عشرات المتظاهرين، بينهم وزراء وأعضاء في الكنيست، معسكر "سدي تيمان" (جنوب) بعد اعتقال 10 جنود احتياط متهمين بالاعتداء الجنسي على أسير فلسطيني.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، الحكومة إلى منع تفكك الدولة وجيشها، على خلفية الاقتحام.
ولاحقا، اقتحم عشرات، بينهم جنود ملثمون ومسلحون بالزي العسكري، قاعدة "بيت ليد" (وسط) والمحكمة العسكرية بداخلها، حيث يخضع الجنود المتهمون بالانتهاكات للتحقيق، وسط مواجهات عنيفة مع الشرطة العسكرية وأمن القاعدة، وفق صحيفة "هآرتس".
وقال بينيت الذي شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل في الفترة من 2021–2022 في منشور مطوّل على منصة "إكس" مساء الاثنين: "أوقفوا هذا الجنون فورا".
وأضاف: "بعد يومين من قتل حزب الله 12 من أطفالنا (في إشارة لسقوط صاروخ على مجدل شمس بالجولان السوري المحتل السبت نفى حزب الله مسؤوليته عن إطلاقه)، وأعداؤنا يهاجموننا من كل حدب وصوب، تقتحم حفنة من مثيري الشغب قواعد الجيش الإسرائيلي لتفكيك بلدنا وحكم القانون والجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
وتابع بينيت: "أولئك الذين يريدون تفكيك الدولة اليهودية الوحيدة في العالم (إسرائيل)، سيستمرون في غض الطرف عن الفوضى أو تشجيعها".
وقال إن الأمر "ليس له علاقة بمقاتلي النخبة (في حماس)، فهم وحوش يستحقون أعظم العقاب والمعاناة التي يسمح بها القانون الإسرائيلي"، وفق ادعائه.
وتقول إسرائيل إنها تحتجز في معتقل "سدي تيمان" قرب بئر السبع في النقب (جنوب) مقاتلين تزعم أنهم من وحدة "النخبة" في حماس، اعتقلتهم من قطاع غزة.
ومضى بينيت: " الأمر يتعلق بنا، وما إن كنا نريد دولة هنا أم ميليشيات تفعل ما تشاء"، وفق قوله.
وقال: "كما خرجت ضد دعوات رفض الخدمة العسكرية ووقف التطوع في الجيش الإسرائيلي على خلفية أزمة قانون إصلاح القضاء مطلع العام الماضي، أقول الآن: توقفوا".
واعتبر أن "استمرار أعمال الشغب هو أعظم هدية يمكن تقديمها لـ (زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى) السنوار و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله و(المرشد الأعلى الإيراني علي) خامنئي".
ودعا بينيت "الجميع إلى التوقف فورًا عن أعمال الشغب ومغادرة منطقة القاعدة (يقصد "بيت ليد" التي اقتحمها المتظاهرون مساء الاثنين) فورا والالتزام بالقانون".
وأردف: "قبل كل شيء، أدعو أعضاء الحكومة الإسرائيلية إلى إظهار القيادة بالفعل".
وتوجّه بينيت لحكومة بنيامين نتنياهو بالقول: "لا تسمحوا لمثيري الشغب بإثارة الفوضى وتوقفوا عن صب الزيت على النار وامنعوا تفكك دولة إسرائيل".
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس، أن "الأقلية المتطرفة" التي اقتحمت قاعدتي الجيش "لا تمثل الإسرائيليين".
وأضاف غانتس، وهو عضو مستقيل من مجلس الحرب، ورئيس حزب "معسكر الدولة"، في منشور على "إكس": "الأغلبية المطلقة من المواطنين الإسرائيليين يعارضون العنف والفوضى".
واعتبر أن وجود من يحرّضون على هذا العنف داخل الائتلاف "خط أحمر".
وقال غانتس إنه "من أجل مجابهة التحديات التي نواجهها يجب علينا إزالة المتطرفين من عجلة قيادة السلطة، واستبدال هذه الحكومة ورئيس الوزراء الذي لا يستطيع توجيهنا بأمان".
وختم بالقول: "إسرائيل تستحق حكومة مسؤولة، يمكنها أن تقودنا إلى النصر على أعدائنا، وتحقق الإجماع بيننا".
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد: "نحن لسنا على حافة الهاوية، بل نحن في الهاوية".
وأضاف في منشور على "إكس": "لقد تم تجاوز كل الخطوط الحمراء اليوم، إن أعضاء الكنيست والوزراء الذين يشاركون في غزو الميليشيات العنيفة للقواعد العسكرية، هم رسالة إلى إسرائيل: لقد سئموا من الديمقراطية، ومن حكم القانون".
واعتبر لابيد أن الوزراء وأعضاء الكنيست الذي شاركوا في اقتحام القاعدتين هم "مجموعة فاشيّة خطيرة تهدد وجود إسرائيل".
وقال إن هؤلاء المسؤولين هم "أفضل ما حدث لـ (زعيم حركة حماس في غزة يحيى) السنوار و(الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن) نصر الله"، وأضاف: "إذا لم نقف في وجههم، فسوف تنهار البلاد".
وتابع لابيد: " إذا لم يقم نتنياهو اليوم بإقالة الوزراء الذين شاركوا في هذه الاقتحامات العنيفة، فهو لا يصلح لتمثيل دولة إسرائيل".
أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فقال في منشور على "إكس": "هذه دولة قانون"، وطالب "جميع أعضاء الكنيست، وخاصة من يتحملون المسؤولية بممارسة ذلك (يقصد القانون) وتهدئة النفوس فورا".
ودعا المتظاهرين إلى مغادرة قاعدة "بيت ليد" على الفور، مضيفا: "يجب على الشرطة الإسرائيلية التدخل والتحرك على الفور لاستعادة القانون والنظام".
وقال هرتسوغ: "نمر بأحد الأسابيع الأكثر تحديا وصعوبة على المستوى الأمني، ويجب ألا نثقل كاهل جنودنا وقادتنا بعد الآن، دعونا ندعم الجيش الإسرائيلي وقادته وندافع عنه ضد كل الدعوات التي لا تؤدي إلا إلى إسعاد أعدائنا"، بحسب تعبيره.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن من بين المتظاهرين اليمينيين الذين اقتحموا قاعدة "بيت ليد" كان هناك "جنود ملثمون ومسلحون، يحمل بعضهم شعار القوة 100 على زيهم العسكري، وهي الوحدة المسؤولة عن حراسة المعتقلين في معسكر سدي تيمان".
وأشار الصحيفة إلى أن عددا من أعضاء الكنيست (البرلمان) شاركوا في عملية افتحام القاعدة من بينهم تالي غوتليف (الليكود) ويتسحاق كرويزر (عوتسما يهوديت)، الذي هدد المدعية العامة العسكرية (الميجر جنرال يفعات تومر-يروشالمي)، بكلماته".
ووفق الصحيفة ذاتها، شارك في اقتحام معسكر "سدي تيمان" في وقت سابق الاثنين، وزير التراث المتطرف عميحاي إلياهو عضو الكنيست عن حزب "عوتسما يهوديت"، والذي شوهد وهو يهتف "الموت للإرهابيين" في إشارة لعشرات المعتقلين الفلسطينيين داخل مركز الاحتجاز.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية كشفت النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى قيام الشرطة العسكرية بفتح تحقيق.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدّمته مؤسسات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة، حيث يتعرض معتقلون فلسطينيون من غزة لتعذيب واعتداءات جنسية وإهمال طبي بطريقة ممنهجة وتمنع إسرائيل زيارة أي وفود حقوقية للوقوف على أوضاعهم.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة في سجن "سدي تيمان"، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.