آخر الأخبار

تراجع المخاوف من اتساع رقعة الحرب الروسية الأوكرانية بعد حادثة صاروخ بولندا

المهرية نت - رويترز
الخميس, 17 نوفمبر, 2022 - 03:03 صباحاً

 

 

 قالت بولندا ودول حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، إن الصاروخ الذي سقط داخل بولندا كان على الأرجح صاروخا طائشا أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية وليس ضربة روسية، مما خفف من حدة المخاوف الدولية من أن الحرب قد تتوسع إلى ما وراء الحدود الأوكرانية.

 

ومع ذلك، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي إن موسكو، وليست كييف، هي المسؤولة عن اندلاع الحرب في المقام الأول بغزوها جارتها في فبراير شباط وإطلاق عشرات الصواريخ، الثلاثاء، مما أدى إلى إطلاق الدفاعات الأوكرانية.

 

وقال ينس ستولتنبرغ للصحافيين في بروكسل “ليس هذا خطأ أوكرانيا. تتحمل روسيا المسؤولية الأخيرة لأنها تواصل حربها غير المشروعة على أوكرانيا”.

 

وأجرى سفراء الدول الأعضاء في الحلف محادثات طارئة للرد على انفجار أمس الثلاثاء الذي أسفر عن مقتل شخصين في منشأة للحبوب في بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية، في أول حادثة مرتبطة بالحرب تسفر عن سقوط قتلى في أراضي التحالف الغربي.

 

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا “من المعلومات التي لدينا نحن وحلفائنا، كان صاروخا من طراز إس-300 السوفيتي الصنع، وهو صاروخ قديم ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي”.

 

وأضاف “من المحتمل جدا أن تكون منظومة دفاعية أوكرانية مضادة للطائرات أطلقته”.

 

وقال ستولتنبرغ أيضا إنه من المحتمل أن يكون صاروخ دفاع جوي أوكرانيا. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مسار الصارخ يشير إلى أن من غير المرجح أن يكون قد أطلق من روسيا.

 

 زيلينسكي: “ليس صاروخنا”

 

أفادت وسائل إعلام أوكرانية اليوم الأربعاء أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي رفض هذه النظرية قائلا “ليس لدي شك في أنه لم يكن صاروخنا”. وأضاف أنه بنى استنتاجاته على تقارير من الجيش الأوكراني “لا يمكنه إلا أن يثق بها”.

 

ولم يقدم أي دليل على موقفه، لكنه قال إنه يعتقد بأنه ينبغي بالفعل السماح لأوكرانيا بالوصول إلى موقع الانفجار. وتابع قائلا “هل لنا الحق في أن نكون في فريق التحقيق؟ بالطبع”.

 

ووقع الحادث بينما كانت روسيا تطلق عشرات الصواريخ على مدن في مختلف أنحاء أوكرانيا، مستهدفة شبكة الطاقة لكييف بهدف تصعيد الضغوط الناجمة عن قطع التيار الكهربائي عن ملايين السكان. وقالت كييف إن القصف الروسي أمس الثلاثاء كان الأعنف في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.

 

وتقول كييف إنها أسقطت معظم الصواريخ الروسية المهاجمة بأنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها. وكان إقليم فولين الأوكراني، الواقع على الجانب الآخر من الحدود مع بولندا، واحدا من العديد من المناطق التي قالت أوكرانيا إنها استُهدفت بوابل من الصواريخ الروسية على مستوى البلاد.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أيا من صواريخها لم يسقط على مسافة أقرب من 35 كيلومترا للحدود البولندية وإن صور بقايا الصاروخ في بولندا أظهرت شظايا من صاروخ دفاع جوي أوكراني من طراز إس-300.

 

وقال الكرملين اليوم الأربعاء إن بعض الدول أصدرت “تصريحات لا أساس لها” بشأن الحادث، وذلك بعد يوم من اتهامه لبولندا بإبداء رد فعل “هستيري تماما” في حين بدت واشنطن متحفظة نسبيا.

 

وقال زيلينسكي أيضا إن كييف لم تتلق أي عرض من موسكو لبدء محادثات سلام. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق هذا الأسبوع إن أوكرانيا لم تبد اهتماما بإمكانية عقد مثل هذه المحادثات.

 

ورفض ميخايلو بودولوياك كبير مستشاري زيلينسكي فكرة المحادثات. وقال “روسيا في عهد بوتين تشكل تهديدا رئيسيا للعالم. وأوكرانيا تحاول كبح العدوان الروسي ووقف تصعيد الحرب. لا تبحثوا عن حلول وسط بين الدولة القاتلة (روسيا) والعالم المتحضر. فهذا مآله مأساة عالمية”.

 

 ارتياح من الانجرار للحرب 

 

جلبت الأنباء التي تفيد بأن المسؤولين الغربيين خلصوا إلى أن الصاروخ انطلق من أوكرانيا بعض الارتياح لسكان القرية البولندية التي أصابها الصاروخ، حيث قال البعض إنهم كانوا يخشون الانجرار إلى الحرب.

 

وقال جيكوش درفنيك رئيس بلدية دولهوبيتشوف التي تنتمي برزيودوف إليها إداريا “كل شخص تدور في ذهنه فكرة أننا قريبون تماما من الحدود وأن نزاعا مسلحا مع روسيا من شأنه أن يؤثر علينا بشكل مباشر”.

 

وأضاف “إذا كان هذا خطأ من الأوكرانيين، فلا ينبغي أن تكون هناك عواقب وخيمة، لكنني لست العالم بخفايا الأمور هنا”.

 

وأشار بعض القادة الغربيين في قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في إندونيسيا إلى أنه بغض النظر عن من أطلق الصاروخ، فإن روسيا والرئيس فلاديمير بوتين سيتحملان المسؤولية في نهاية المطاف عن حادث نجم عن غزو روسيا لأوكرانيا.

 

وأصدر قادة مجموعة العشرين بيانا ختاميا جاء فيه أن “معظم الأعضاء أدانوا بشدة الحرب في أوكرانيا”، على الرغم من اعترافهم “بوجود آراء أخرى”.

 

ونفذت موسكو ضرباتها الصاروخية أمس الثلاثاء بعد أيام فقط من تخليها عن مدينة خيرسون الجنوبية، وهي العاصمة الإدارية الوحيدة التي استولت عليها منذ بدء الغزو.

 

واتبع وابل الصواريخ الروسية نفس نمط الهجمات الصاروخية بعيدة المدى لروسيا بعد تكبدها خسائر ميدانية أمام الهجوم المضاد المستمر لأوكرانيا في الشرق والجنوب.

 

ومع ذلك، قلل رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من احتمالات تحقيق أوكرانيا أي نصر عسكري مباشر على المدى القريب، محذرا من أن روسيا لا تزال تتمتع بقوة قتالية كبيرة داخل أوكرانيا على الرغم من سلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها.

 

وقال الجنرال مارك ميلي في مؤتمر صحفي في واشنطن “قد يكون هناك حل سياسي بحيث ينسحب الروس… هذا ممكن”.




تعليقات
square-white المزيد في دولي