آخر الأخبار

الحناء بالدول العربية.. موروث ثقافي وتقاليد عابرة للحدود

المهرية نت - الأناضول
الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2024 - 10:42 صباحاً

في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الحناء والتقاليد المرتبطة بها في 16 بلدا عربيا ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.

 

الشعب المغربي يرتبط بشكل كبير بهذا التراث خلال المناسبات والأعياد، مع اختلاف عادات المناطق من حيث الإعداد والتقاليد.

 

وتؤدي طقوس الحناء إلى رواج تجاري واقتصادي كما تصنع أجواء من الفرحة والزينة، سواء في المغرب أو دول عربية أخرى.

 

والحناء نبتة يتم تجفيف أوراقها وطحنها ثم تحويلها إلى عجينة تستخدم في دق الوشوم على الجسم، وتستعمل أيضا لصبغ الشعر.

 

وبحسب باحث مغربي، فإن الحناء ارتبطت بشكل كبير بالأعراس والعقيقة فيما يمتنع عن استخدامها بالجنائز، أي أنها مرتبطة بالمناسبات التي يعم فيها الفرح والبهجة.

 

وأضاف أن الكثير من الطقوس المرتبطة بالحناء بدأت تتغير خلال السنوات القليلة الماضية، وخرجت من إطارها التقليدي، وتحولت إلى ما هو اقتصادي وسياحي وزينة وتعبيرات أخرى.

 

قائمة التراث غير المادي

 

وبحسب ملف إدراج الحناء في قائمة التراث غير المادي، فإنها "ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته".

 

وأوضح الملف أن استخدام الحناء، الذي غالبا ما يصاحبه أشكال تعبير شفهية كالأغنيات والحكايات، يرتبط بالطقوس والتقاليد الاجتماعية التي يعود تاريخها إلى عدة قرون.

 

ويمكن أن تختلف زخارف وتصاميم الحناء من منطقة إلى أخرى، حيث يختلف الوشم المؤقت المستوحى من الثقافة الأمازيغية في شمال إفريقيا، عن تصاميم الزهور الأكثر جرأة في شبه الجزيرة العربية.

 

وقد حظي ترشيح الحناء بدعم ست عشرة دولة عربية، وهي: المغرب والجزائر والسعودية والبحرين ومصر والإمارات والعراق والأردن والكويت وموريتانيا وعمان وفلسطين وقطر والسودان وتونس واليمن.

 

حناء الشارع

 

بحي يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط (أكبر حي شعبي) تتجمع النساء في مجموعات متفرقة لنقش الحناء.

 

كل نقش بثمن معين، وينخفض أو يرتفع بحسب نوعيته على يد واحدة أو اثنين أو أنه يشمل القدمين.

 

وتبدأ طقوس الحناء بعد صلاة العصر حتى ساعة متأخرة من الليل يوميا، إلا أن الإقبال يكون بكثرة خلال الأعياد والمناسبات.

 

الباحث المغربي بعلم الاجتماع علي الشعباني قال إن الحناء ارتبطت بشكل كبير بالأعراس والعقيقة والمناسبات، فيما يمتنع عنها بالجنائز، أي أنها مرتبطة بالمناسبات التي يعم فيها الفرح والبهجة.

 

وفي حديثه للأناضول، اعتبر الشعباني أن الكثير من الطقوس المرتبطة بالحناء بدأت تتغير خلال السنوات القليلة الماضية.

 

وأشار إلى أن الطقوس التقليدية المرتبط بالحناء بدأت تتراجع، خاصة بالأعياد الدينية والمناسبات، في مقابل زيادة الإقبال على طقوس النقش اليومية التي بدأت تعرض بالشوارع.

 

وأوضح أن الحناء تحولت إلى زخرفة ونقوش أكثر منها موروث تقليدي.

 

وتابع: "الحناء كانت حاضرة بقوة بالمناسبات والأعياد والعقيقة بمختلف المدن والقرى، ولكن خرجت الطقوس المرتبطة بها من إطارها التقليدي إلى أمور أخرى. وبات الأمر يتحول إلى ما هو اقتصادي وسياحي وزينة وتعبيرات أخرى أكثر منها موروث تقليدي.

 

وأشار إلى أن زخرفات ونقوش الحناء عوضت الوشوم القديمة.

 

من جهة ثانية، قال الشعباني إن العديد من المجتمعات بدأت تتسابق نحو تحديد الهوية والتشبث بالعراقة والأصالة وجذور التاريخ.

 

وأضاف: "رغم أهمية التعلق بالموروث الثقافي والتقاليد والعادات، إلا أن الدول العربية مطالبة بمجاراة التقدم ومحاولة الوصول إلى مصاف الدول المتطورة.

 

وبحسب الشعباني، فإن العديد من الدول تحاول التعلق بالموروث الثقافي من مأكل وملبس ومسكن وكرم ضيافة، واصفا ذلك بـ"الجيد والمطلوب، في ظل الزحف الكبير لكل ما هو غربي".

 

ثقافة عابرة للحدود

 

تعتبر الحناء عابرة للحدود بسبب ارتباط الكثير من الشعوب العربية بتقاليدها، وإعجاب شعوب أخرى بها.

 

وقالت نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة المصري للتراث الثقافي غير المادي، إن الملف التراثي، يأتي نتيجة جهد مشترك بين 16 دولة عربية.

 

وأضافت وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية أن "الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقسا اجتماعيا عريقًا في المجتمعات العربية، حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة."

 

كما أشارت إلى ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفوية، مثل الأهازيج والأمثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية.

 

بدوره قال وزير الثقافة الإماراتي سالم بن خالد القاسمي: "نفتخر بالجهود التي تتحقق في سبيل إدراج هذه الملفات التي تشكّل ركيزة في تراثنا وهويتنا الوطنية الإماراتية والعربية ضمن هذه القائمة المهمّة"، وفق وكالة أنباء الإمارات.

 

وأضاف: "فهذه خطوة تسهم في تعريف العالم بما تمتلكه حضارتنا العربية من عراقة وأصالة، وتسهم في توضيح ما يجمعنا - بوصفنا دولا عربية - من روابط قوية، تستند إلى كنوز من الموروث الثقافي الأصيل".

 

وبحسب وزارة الثقافة القطرية، فإن الحناء هي أحد أبرز الرموز الثقافية والتراثية في العالم العربي، وتعد من الموروث الشعبي لما لها من مكانة متميزة لدى غالبية النساء كونها أحد عناصر التميز في المناسبات والحفلات والأفراح.

 

وأضافت الوزارة القطرية في بيان أن الحناء تعتبر علاجا لبعض الأمراض الجلدية في أزمنة سابقة، ويستخدمها الرجال والنساء على حد سواء وكذلك الاطفال.

 


كلمات مفتاحية: الحناء ثقافة


تعليقات
square-white المزيد في ثقافة وفنون