آخر الأخبار
أطفال حجة... لم يبق لهم سوى الوقوف على أطلال مدرستهم المدمرة
يدرسون داخل خيام بالقرب من مدرستهم المدمرة
الاربعاء, 18 نوفمبر, 2020 - 12:05 مساءً
على بعد ( 13 ) كيلومتر مربع من مدينة ميدي الساحلية شمال غرب اليمن، تقع مدرسة علي بن أبي طالب المدمرة، ومع شروق الشمس يتوافد عشرات الطلاب إلى المدرسة المدمرة ، يبدوان يومهم بممارسة التمارين الرياضية ومن حولهم أطلال مدرستهم المدمرة .يقفون في صفوف منتظمة وبأشكال مختلفة في انتظار الدخول إلى الفصول الدراسية المبنية من القش وأغصان الأشجار، بجهود ذاتية عمل الأهالي في عزلة بني فايد بمديرية ميدي محافظة حجة على بناء ثمانية أكواخ مبنية من القش وأغصان الأشجار ،وتحويلها إلى فصول دراسية لتعليم أبنائهم بعد أن دمرت الحرب مدرستهم .
على أنقاض مدرسة علي بن أبي طالب المدمرة يجلس حسن مصبح عبده جربحي وهو ينظر إلى الأكواخ التي يتعلم بها الطلاب ومنهم أبناءه بألم وحزن ويقول لقناة المهرية " على مدار أسبوعيين وبجهود ذاتية عملنا على بناء (8) فصول دراسية من القش وأغصان الأشجار لتعليم أبناءنا بعد أن دمرت الحرب جميع المدارس في مديرية ميدي ".
وأضاف جربحي " بسبب تدمير البنية التحتية للتعليم بمديرية ميدي، واجه تحديات وصعوبات كثيرة، منها عدم توفر الفصول الدارسة المناسبة للطلاب، وعدم توفر الوسائل التعليمية والمناهج الدراسية لأبنائنا الطلاب أيضا من المشاكل التي واجهتنا في العملية التعليمية وهي التحاق الطلاب بمراحل تعليمية لا تناسب أعمارهم؛ بسبب النزوح الدائم في هذا المنطقة وتوقف العملية التعليمية لما يقارب خمس سنوات."
وأكد جربحي أن من أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهناها، نزوح أكثر من 90 % من الكادر التعليمي في مديرية ميدي إلى مناطق أخرى، وانقطاع رواتب المعلمين إلى الآن."
يقضي معظم الطلاب نحو ساعة للوصول إلى مدرستهم المبنية من القش وأغصان الأشجار وسط ظروف مناخية ودراسية قاسية، ونقص في الكوادر التعليمية نتيجة نزوح عشرات المعلمين إلى مناطق أكثر آمنا.
" أكثر من 280 طالب في مدرسة علي بن أبي طالب حرموا في الحصول على التعليم المناسب، ولم يبق لهم سوى الدراسة في الأكواخ والخيام تحت حرارة الشمس والوقوف على أطلال مدرستهم المدمرة " يقول عبد الله طيب متنبك مدير مدرسة علي بن أبي طالب لقناة المهرية.
وأضاف مطنبك أن " من أبرز العوائق التي وجهناها في العملية التعليمية بمديرية ميدي انتشار ظاهرة الأمية بسبب انقطاع التدريس لمدة خمس سنوات متتالية، حيث يتواجد الآن أطفال يتجاوزوا العاشرة ولا يجيدون القراءة ".
وفي سياق متصل، دعت كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف" في 5 أكتوبر من هذا العام إلى استئناف دفع رواتب ما يقرب من نصف المعلّمين اليمنيين والموظفين في المدارس (الذين يقدّر عددهم بـ 160 ألف) والذين لم يحصلوا على رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016 وكذلك تعرض المدارس للهجوم باستمرار، حيث اضطر العديد من المعلمين إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم، وفقا لبيان اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للمعلم.
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد تسببت الحرب في اليمن في تضرر وتدمير أكثر من 2500 مدرسة.
ويقول مدير مديرية ميدي الساحلية العميد علي سراج لقناة المهرية أن " في حدود 15 مدرسة ابتدائية وأساسية وثانوية في مديرية ميدي دمرت بشكل كامل".
وأضاف سراج " بجهود ذاتية من قبل الأهالي والكادر التعليمي، بدأنا في أعادة العملية التعليمية من الصفر، في الخيام والأكواخ وتحت الأشجار ".
وأُجبرت الحرب الكثير من الأطفال، الذين يعيشون في مناطق الصراع المُحتدم في اليمن، على ترك مدارسهم والبقاء في المنازل، خوفاً على سلامتهم ونزوحهم المتواصل، وتزايد ظاهرة عمالة الأطفال وانتشار الأمية في صفوفهم.
وتستمر الحرب في عامها السادس في اليمن، مسببة ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يعتمد أكثر من 80 % من السكان على المساعدات الإنسانية الأجنبية.
ووفقا لبيان منظمة اليونسكو ومنظمة اليونيسيف، فقد " أدى الوضع المزري في اليمن، بما في ذلك الصراع المستمر والكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض، إلى خروج أكثر من مليوني طفل من المدرسة، كما أن 5.8 مليون طالب كانوا مسجلين في المدارس قبل جائحة كورونا، هم الآن عرضة لخطر التسرب".