آخر الأخبار
"قلنسية".. وجهة سياحية فريدة ونقطة مغامرة سريالية في عالم سقطرى الطبيعي
وجهة السياحة الأولى ومستودع الطبيعة النقي في سقطرى
السبت, 22 يوليو, 2023 - 07:20 مساءً
تشتهر جزيرة سقطرى بتنوعها البيولوجي الرائع والفريد مما يجعلها مكانا استثنائيا، يختبئ بداخله المناظر الطبيعية المتنوعة من الجبال الوعرة إلى السهول والشواطئ وعددا كبيرا من الأنواع النباتية والحيوانية لا توجد بأي مكان آخر في العالم.
ومن أماكنها المدهشة والفريدة قلنسية- الوجهة الأولى للسياحة في الأرخبيل، فهي عبارة عن لوحة فنية ممزوجة بالبحر والسهول الجبال، وفيها تعايش آسر بين حياة الريف والحضر، ويجيد أبناؤها التعامل مع الحياة البدوية التقليدية.
وتعد قلنسية الواقعة في الركن الشمالي الغربي من سقطرى، واحدة من أكثر الأماكن تنوعا بيولوجيا على هذا الكوكب، وهي بمثابة نقطة انطلاق رائعة للمغامرات في أماكن بعيدة وغريبة تشبه الأفلام الخيالية وقصص النعيم.
وتوجد قلنسية بين جبلين يعود إليهما اسم المدينة القديم "فتك" قبل أن تعرف باسمها الحالي الشهير قلنسية منذ الاحتلال البرتغالي للجزيرعام 1507م.
وفي واجهة المدينة قلاوة ديطوح كما يسميها أهالي المدينة وهي شواطئ بحرية ممتدة، وفيها تقع محمية ديطوح البحرية المحمية الأشهر والأجمل والأكثر نقاء وفقا لتصنيفات المنظمات الدولية المتخصصة.
وقد جرى إدراج خور هذه المحمية كموقع هام للأراضي الرطبة حسب اتفاقية رامسار الدولية في 10 أغسطس 2007.
وتحيط اليابسة بالمحمية من الجنوب، والجنوب الغربي، والجنوب الشرقي، بالإضافة إلى المناطق الرملية المحيطة بها شمالا وفي الشمال الغربي باتجاه البحر. ويعتبر الخور أهم ما يميز محمية ديطوح.
وتشكل المحمية نموذجا لبيئات بحرية في مياه أقل عمق من تلك الموجودة في البحار، ما يزيد من حساسية هذه البيئات.
وتتميز المحمية بأنها صغيرة الحجم، ما يسهل إدارتها، بالإضافة إلى التنوع الكبير في الموائل من طحالب وحشائش بحرية والرخويات والقشريات والإسفنج والأسماك شوكية الجلد.
وتعد محمية ديطوح المثال الوحيد في جزيرة سقطرى لتطور“ حيد مرجاني ”حقيقي (الحيد المرجاني هو مجموعة شعاب مرجانية تعيش في مكان واحد على شكل مجموعة واحدة).
زراعة النخيل
وتوجد في قلنسية عيون وأنهار ووديان واسعة وفيها توجد منطقة قيسو إحدى أهم المناطق لزراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى الأرخبيل.
يقول حسن القيسي شيخ منطقة قيسو: تتميز تمور ونخيل المنطقة عن غيرها، لوفرة المياه الدائمة الجوفية والموسمية، إضافة إلى العناية البالغة التي يوليها الأهالي لتلك النخيل”.
وأضاف في تصريحات سابقة أن اعتناء المواطنين من أبناء قيسو بالنخيل أثر إيجابا في جودتها، حيث تحوي المنطقة أكثر من 140 فلاحا لهم ارتباط وشغف بمهنتهم”.
وأردف” النخيل تعني لنا القوة والصبر والعزة والرزق والتاريخ والرحمة؛ وننفق في حياتنا اليومية مما نحصده من إنتاجها”.
ولفت إلى أن “الاهتمام بالنخيل جزء من تاريخ أسلافنا الذين كانوا يهتمون بها ويعتبرونها من أهم المنتجات، حيث ظلت حاضرة كوجبة أساسية على المائدة السقطرية ولا يستغني عنها المواطن”.
وتحدث القيسي بأن” المواطنين يثابرون في زراعتها بتحد وتنافس بين أبناء المنطقة؛ وهذا أصل اهتمامنا ومحافظتنا على هذه الشجرة”.
ومن أجمل ما يميز مدينة قلنسية أنها تجمع بين حياة الريف وحياة المدينة الأمر الذي سهل لقاطنيها اتقان مهن عديدة كصيد الأسماك والرعي وزراعة النخيل والعمل في الدوائر الحكومية بوظائف رسمية في الدولة فنشأ أبناؤها على العلم والمعرفة والثقافة المدينة الحديثة حيث عرفت قديما بمدينة الفقهاء والقضاة وفي الوقت ذاته يجيدون التعامل مع الحياة البدوية التقليدية.
يقول التقرير إن مدينة قلنسية كانت قديما مركزا رئيسيا للبضائع القادمة من دول مختلفة كالهند والسند والسواحل الإفريقية، وحديثا تتميز المدينة بخصائص عديدة أهمها موقعها الإستراتيجي المطل على القرن الإفريقي كما أنها المركز الرئيسي الوحيد لأهم محميتين بحريتين على مستوى العالم "ديطوح، وشاطئ شوعب".
كما تعد أحد أهم المراكز الرئيسية لأفضل وأجود أنواع الأسماك نظرا لاحتوائها ثروة سمكية هائلة.