آخر الأخبار

هل ينجح "التعاون الخليجي" في إنهاء حرب اليمن عبر المشاورات؟ (تقرير خاص)

مجلس التعاون الخليجي يقرر استضافة مشاورات يمنية لوقف الحرب

مجلس التعاون الخليجي يقرر استضافة مشاورات يمنية لوقف الحرب

المهرية نت - خاص
السبت, 19 مارس, 2022 - 08:56 صباحاً

أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، يوم الخميس الماضي، استضافة مشاورات ستدعى لها كافة الأطراف اليمنية، على أن تبدأ في 29 مارس الجاري بمقرها في العاصمة السعودية الرياض .

 

وتهدف هذه المشاورات إلى إقناع كافة الأطراف لقبول وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات ، لبحث مستقبل الأزمة بمشاركة كافة الأطراف المعنية ، للتوصل لوقف إطلاق النار برعاية أممية ودعم خليجي، وفق ما أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، في مؤتمر صحفي. 

 

وأعلنت رئاسة الجمهورية اليمنية ، مساء الجمعة، ترحيبها بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات "يمنية –يمنية"، أواخر مارس/ آذار الجاري.

 

وأكدت الرئاسة في بيان لها، نشرته وكالة الأنباء الرسمة (سبأ)، دعمها ومساندتها لكافة تلك الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في اليمن.

 

ودعت كافة المكونات اليمنية للمشاركة بفاعلية وإيجابية في المشاورات القادمة، وتضافر كافة الجهود لإخراج اليمن من أزمته وإنهاء معاناة أبناءه والشروع في بناء مستقبل أجياله.

 

في المقابل، رحبت جماعة الحوثي بأي حوار مع دول التحالف، مشترطة أن يكون في أي بلد محايد، ما قد بجعل حضورها إلى مشاورات الرياض أمر مستبعد. 

 

وتباينت وجهات النظر فيما يتعلق بمدى إمكانية نجاح هذه المشاورات في وقف الحرب. 

 

ويرى متابعون للشأن اليمني، بأن هذه المشاورات قد ترفع من قيمة الأطراف المتمردة عن الحكومة الشرعية وستزيد من تطويل أمد الحرب، فيما من يراها مجرد اقتراحات لن يتحقق منها شيء. 

 

ويقول المحلل السياسي"محمد الكويحي " إن : " المبادرة التي طرحها مجلس " التعاون الخليجي " يوم الخميس الماضي نفسها نفس المبادرات السابقة ، مجرد اقتراحات لن ينفذ منها شيء . "

 

وأضاف للمهرية نت " التعاون الخليجي" لو كان يريد حسم القضية اليمنية لحسمها منذ سنوات ، لكنه متورط منذ البداية في التعاون مع المليشيات الحوثية وإدخالها إلى المحافظات الشمالية إلى عمران ومن ثم العاصمة صنعاء . "

 

وتابع " بعد أن اتضح للمجلس خطر المليشيات الحوثية تغير موقفه تجاهها ، مما أدى إلى انشقاق المجلس إلى مؤيد ومعارض وحدثت إشكالية بين الأعضاء فنجد بأن عمان لم تدخل ضمن التحالف العربي ، وكذلك كيف تم إخراج قطر من هذا المجلس ، لذلك لو كان مجلس التعاون الخليجي يريد حسم المعركة لحسمها منذ سنوات . "

 

وأكد بأن " مليشيات الحوثي في كل مرّة تسعى إلى طرح شروط تعجيزية لأي مبادرة تقدم ، مما يؤدي إلى فشلها ، ومن المؤكد بأنها سترفض هذه المبادرة كما رفضت المبادرات السابقة أو ستطرح شروط تعجيزية . "

 

وأردف " الشعب اليمني مازال يتأمل في كل مرّة تطرح فيها مبادرات سلام في اليمن ، لكن نسبة الأمل لديه أصبح ضعيف جدا بسبب أن هناك فشل في كثير من المبادرات السابقة لم تحقق أي نتيجه . "

 

وأشار إلى أن " الشعب اليمني لم يعد يثق في المملكة العربية السعودية خصوصاً بعد تناقض موقفها مع الحكومة ومع الانقلاب الذي حدث في عدن واحتجاز الحكومة في الرياض ، وكذلك صمتها عن المجلس الانتقالي وما تقوم به الإمارات من من أعمال تخريبية واستفزازية واغتيالات وغيرها". 

 

*مشاورات لا تخدم الشرعية 

 

من جانبه، يقول الصحفي " عامر دعكم " إن : " المشاورات التي ستعقد في الرياض في أواخر مارس الجاري ، لن تخدم الشرعية اليمنية ولا المشروع الوطني المتمثل باستعادة الدولة وهزيمة الانقلاب ، وعلى العكس من ذلك، فهي سترفع من شأن الكيانات الخارجة عن الشرعية ، مثل المجلس الانتقالي والمكتب السياسي الذي يتزعمه طارق صالح ."

 

وأضاف للمهرية نت " تبدو المشاورات نوعًا من المهازل ، لأنها مجرد تكرار لمحاولات محكومة بالفشل مسبقًا ؛ فالمليشيات الحوثية لا تعرف لغة السلام ولا العقل ولا الحوار . "

 

وتابع " لا يمكن أن تقبل المليشيا الحوثية بالحوار ، وإذا حصل وقبلت فلن يكون ذلك إلا لاستعادة الأنفاس، وإعادة ترتيب الصف المعادي للوطن والمشروع الوطني . "

 

وأردف " لم يعد اليمنيون يثقون كثيرًا بالسعودية، ولعل اتفاق الرياض الذي احتضنته ورعته الرياض سيستمر نقطة سوداء في جبين المملكة ، فلم يُنفذ منه إلا تلك البنود التي خدمت أدوات الإمارات ، في حين بقيت المليشيا الخارجة عن إطار الدولة على ذات وضعها . "

 

ومضى قائلا : " المشاورات ستكون صورة مكبّرة عن اتفاق الرياض ، الذي أضرّ الشرعية أكبر من نفعها . "

 

*تمديد الصراع 

 

بدوره ، يقول الصحفي " يحيى حمران " لموقع " المهرية نت " إن : " وقف الحرب في اليمن لا يمكن إلا بالحسم العسكري فقط لا غير ، أما غير ذلك يعتبر تمديدا لمليشيات الحوثي التي هي بأمس الحاجة إلى أخذ نفس عسكري عقب ، تكبدها خسائر جمة في جبهات القتال . "

 

 وأضاف " بغير الحسم العسكري الذي سيجبر المليشيات على التخلي عن نرجسيتها ستكون المعارك مؤجلة لسنين ومراحل قادمة ، وخصوصاً إذا تم التوقيع على هدنة أو مصالحة ، مع أن حدوث هذا مستحيل ، مالم تكن ضاربة في حسبانها أنها مجرد تكتيك للوصول إلى مكاسب جديدة لاحقاً ، كانت قد عجزت عن تحقيقها أو يئست عن الوصول عليها بالمعارك المستمرة ."

 

 

وأشار إلى أن " انتهاء الحرب بدون ضمانات وشروط وتنازلات يقدمها الطرف المعتدي على أمن وسكينة وتوافقات اليمنيين ، ممثلا بالحوثي الذي انقلب على مؤسسات الدولة ومرجعيات العملية السياسية لا معنى له في قاموس السلام . "

 

وأكد بأن " المليشيات لن تقبل إلا بما تراه فرصة كبرى لها للوصول إلى ما لم تستطع الوصول إليه بالحرب ، كون المليشيات تقاتل انطلاقاً من خلفية عقائدية متطرفة " لا تؤمن بالسلم " ، لتكون هي المسيطرة على كل شيء ."

 

 

 

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية