آخر الأخبار

لماذا تراجع مستوى تعهدات المانحين للأمم المتحدة في اليمن ؟( تقرير خاص)

يعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم

يعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم

المهرية نت - خاص
الخميس, 17 مارس, 2022 - 10:14 صباحاً

أخفقت الأمم المتحدة مجدداً في تحصيل المبلغ المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية السنوية في اليمن بعد أن انتهى المؤتمر الذي عقدته في جنيڤ أمس الأربعاء بإجمالي تعهدات لم يتجاوز 1.3 مليار دولار من أصل 4.3 مليار دولار طالبت بها المنظمة الأممية . 

 

وكالات الإغاثة الأممية اعتبرت نتائج المؤتمر مخيبة للآمال ، وكان عدد من الوكالات قد أطلقت خلال الأيام الماضية تقريراً يتضمن تقديرات مفزعة عن الأزمة الإنسانية المرشحة للتفاقم خلال الأشهر القادمة في اليمن ، حيث أصبح أكثر من 23 مليون شخص في البلاد يواجهون الجوع والأمراض ، بينما يُتوقع أن يواجه 161 ألف شخص انعداماً كارثياً في الأمن الغذائي في الفترة القريبة القادمة .

 

وجاء المؤتمر وسط مخاوف أممية ومحلية من أن تحجب الحرب الروسية على أوكرانيا معاناة اليمنيين عن أنظار العالم ، إضافة إلى الصعوبات المبدئية التي تطرحها هذه الحرب في طريق حصول اليمنيين على الغذاء من خلال التأثر المتوقع لإمدادات القمح القادم من الدولتين المتواجدتين في صدارة موردي القمح عالمياً . 

 

وشكلت المساهمة الأميركية قرابة نصف المبلغ النهائي ب 584.60 مليون دولار ، وتبعها الاتحاد الأوروبي ب 173 مليون ثم ألمانيا والمملكة المتحدة ب 123 و 118 مليون دولار على التوالي بينما جاءات تعهدات الجهات المانحة الأخرى وعددها 32 خجولة ودون المستوى المأمول من قبل الأمم المتحدة . 

 

كما شهد المؤتمر غياباً لافتاً للمساهمات الخليجية ، وامتنعت كل من السعودية والإمارات عن التعهد بأي مبالغ رغم حضورهما في قلب الأسباب التي ساهمت في صناعة الأزمة الإنسانية الراهنة في اليمن بحسب اتهامات تقارير دولية ، حيث تشترك الدولتان في تحالف عسكري ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران منذ 2015 ، دون نوايا جادة لحسم الصراع وفتح المجال أمام اليمنيين للخلاص من التداعيات الكارثية للحرب الحاصلة .

 

الصحفي "محمد السامعي " فسر عزوف " الرياض" و " أبو ظبي" بأنه صادر عن شعور " بالملل من الحرب وتداعياتها ، مع استعداد الدولتين لقبول حل سياسي قريب يفضي لإنهاء الحرب ولو لم يتحقق هدفهما من التدخل العسكري " .

 

وفي حين بدا الامتناع عن المساهمة مستغرباً بالنسبة للسعودية التي اعتاد المتابعون حضورها بقوة في المؤتمرات السابقة ، فإن الإمارات إنما كررت موقفها الذي كانت قد اتخذته عام 2020 , عندما رفضت التعهد بشيء للمؤتمر الافتراضي الذي رعته "الرياض" بالشراكة مع الأمم المتحدة حينها .

 

وحول انخفاض مستوى التعهدات إجمالاً فقد وجد " السامعي" في ذلك إشارة إلى تراجع الثقة دولياً بأنشطة الأمم المتحدة وشعاراتها " المشددة على غوث الجوعى" ، وسبق أن ثار الكثير من الجدل في اليمن خلال السنوات السابقة حول نشاط المنظمات الإغاثية مع اتهامات بأن الجزء الأعظم من التعهدات يجري استهلاكه في الإنفاق الداخل لهذه المنظمات وموظفيها .

 

إلى ذلك فقد سبق أن وجهت الحكومة اليمنية اتهامات عدة لمنظمات الأمم المتحدة منها الخضوع لابتزاز المتمردين الحوثيين ومنحهم الفرصة لاستغلال هذه المساعدات في حربهم ضد القوات الحكومية ، بينما تكررت حوادث تلف كميات هائلة من المساعدات الغذائية في مخازن برنامج الغذاء العالمي على امتداد البلاد في الوقت الذي يتضور فيه الملايين من اليمنيي جوعاً . 

 

وفي هذا السياق رأى الناشط الإنساني " رياض الدبعي" أن التعهدات " لم تكن مخيبة للآمال ولم تكن سيئة " مستبعداً أن تبقى تعهدات المانحين بنفس المستوى في السنة الثامنة من الحرب ، وأضاف في تغريدة له على تويتر أن " وكالات الأمم المتحدة لم تقدم نموذج محترم في صرف التمويلات الدولية " .

 

وبدا من الواضح بالنسبة لكثيرين أن الأزمة الأوكرانية قد ألقت بظلالها بالفعل على الأزمة اليمنية على الرغم من التسويق الأممي الذي مهد للمؤتمر الخاص باليمن ، واستعانة الأمين العام للأمم المتحدة بالنجمة الأميركية " أنجلينا جولي" التي قدمت إلى اليمن بصفتها مبعوثة خاصة لمفوضية اللاجئين من أجل جذب الأنظار إلى الكارثة المحدقة باليمنيين .

 

وحول ذلك واصل " السامعي" تعليقه للمهرية نت أن " اليمن أصبح في هامش الاهتمام الدولي ، سياسياً واقتصادياً وحتى إعلامياً " معتقداً أن تركيز العالم قد انصب على ما يجري في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا المدعومة بقوة من الغرب . 

 

ونوه " السامعي" أيضاً إلى الوجه الآخر من تأثير الأزمة الأوكرانيا على اليمن ، والمتمثل في التداعيات الاقتصادية العالمية ، حيث أثرت هذه الأزمة على " قناعات العديد من الدول التي باتت حريصة على الادخار المالي تحسباً لأي انعكاسات اقتصادية سلبية عليها مستقبلاً جراء استمرار التوتر الدولي " .




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية