آخر الأخبار
استحداثات البناء تهدد بخروج "صنعاء القديمة" من قائمة التراث العالمي
صنعاء القديمة
الخميس, 28 مايو, 2020 - 09:36 مساءً
يكشف مسؤول في المجال الهندسي عن عملية غش كبيرة تحدث البناء بمدينة "صنعاء القديمة"، في وقت يتجه عدد من أبنائها إلى استحداثات مخالفة للنمط الصنعاني والأبنية القديمة، باستخدام أنواع الأحجار الأبيض منها والياجور التي يُمنع استخدامها في بناء أو ترميم مدينة صنعاء القديمة كونها في قائمة التراث العالمي.
وأوضح أمين عام المهندسين اليمنيين فرع صنعاء، عبدالله الغيلي، أن ثلثي المنازل في صنعاء ستنتهي في أول زلزال حسب قوله.
وأضاف الغيلي، لـ"المهرية نت": أن المباني الحديثة في صنعاء اليوم تستخدم في عملية البناء "خرسانات" غير صالحة نتيجة الغش وعملية خلط للماء، وبذلك تعطي نصف عمرها الافتراضي المقدّر بنحو 100 سنة.
وأشار أن هذه الأسباب تعود إلى تعطيل القانون الذي يمنع البناء دون تصاميم من مهندس معترف به من نقابة المهندسين، ووزارة الأشغال العامة والطرق، بعكس ما هو حاصل اليوم عند انتهاء الطالب الجامعي من التخرج من كلية الهندسة يتم تسليمه مشروع يعمل عليه، وهو بذلك يتعلم على حساب إمكانية البلاد، ولذلك تبعات وخيمة.
وحذّر من عدم انضباط المعاير في البناء، قائلاً: نتيجة الغش الحاصل اليوم وخلط الماء مثل الخرسانة الجاهزة تعد أفضل لأن نسبة الخلط فيها أقوى، أما في عملية الخلط اليدوي العادية لا يستطيع العمال العاديون أن يزنوا نسبة الاسمنت والماء وبذلك تفتقر إلى الجودة.
وطالب الغيلي بضرورة إخضاع العمل لمهندسين حاصلين على التراخيص، مضيفاً: "عند ربط الرخصة بالمهندس وربط المهندس بالنقابة، فذلك يمنع المشرف أن يحمي العمل الذي يقوم به، بعد أن يقسم المهندس ألا ينفذ عملاً مخالفاً يعرض سلامة وأروح الناس للخطر.
واختتم حديثه قائلاً: المهندس اليمني اليوم يعيش أسوأ حالاته لأنه أكثر من تأثر من الحرب حيث توقفت الأعمال ليست على مستوى الدولة، بل على المستوى الفردي.
تشويه النمط الصنعاني
تزاحم كُتل الإسمنت والخرسانة المسلحة النمط المعماري التقليدي..في صنعاء القديمة تؤدي المخالفات لتشويه النمط الصنعاني، فقد بلغ عدد التجاوزات نحو ألفين؛ ما يهدد بقاء صنعاء في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
واتجه عددٌ من أبناء مدينة صنعاء إلى استحداثات مخالفة للنمط الصنعاني والأبنية القديمة واستخدام أنواع الأحجار البيضاء والياجور التي يمنع استخدامها في بناء أو ترميم مدينة صنعاء القديمة.
وتشير مصادر محلية إلى أن أبناء مدينة صنعاء القديمة يقومون حالياً بالتوسع في المدينة واستحداث أبنية وأدوار فوق الأبنية التراثية، ويرفضون إزالة المخالفات والاستحداثات المشوهة للمدينة ومبانيها الأثرية التي يزيد عمرها عن 2500 سنة.
ودعت جمعية حرفيي البناء التقليدي الصنعاني إلى الحد من التشوهات المعمارية المخالفة للنمط الصنعاني، حيث استنكر "أحمد نواس" رئيس الجمعية، حدوث تجاوزات في عملية البناء في مدينة صنعاء القديمة، داعياً إلى إيقاف الاستحداث المخالف للبناء المعماري في المدينة.
وقال نواس إن المخالفات قد تصل حتى الآن إلى أكثر من ألفين مخالفة في المدينة، وهذا يسهم في تشويه المعالم التاريخية في مدينة صنعاء القديمة، ويهدد استمرارها في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ودعا نواس كافة المعماريين الذين يقومون بالعمل في مدينة صنعاء القديمة، بالوقوف إلى جانب كل من يدعم ويحرص على الحفاظ على التراث المعماري الفريد للمدينة.
وفي عام 2013 أمهلت منظمة اليونسكو الحكومة اليمنية فرصة أخيرة لإبقاء صنعاء القديمة في قائمة التراث العالمي مقابل إزالة المخالفات والاستحداثات المشوهة للمدينة ومبانيها الأثرية.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة اليونسكو مدينة صنعاء ضمن قائمة مواقع التراث العالمي منذ عام 1986، لكنها تبدو اليوم على حافة الخطر بعد أن أطلقت المنظمة مؤخراً تهديداتها بشطبها من القائمة نتيجة تعرضها لتشوهات تتنافى مع نسقها المعماري.
ويعود تاريخ بناء صنعاء القديمة إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهي مدينة مسورة بسبعة أبواب أشهرها "باب اليمن"؛ كما أنها تعد إحدى أقدم المدن في العالم وتتميز بأسواقها الشعبية وطابعها المعماري الفريد.
المالك "حر" بماله
يقول عدد من ملاك البيوت في صنعاء القديمة، ممن قابلناهم، إنهم غير مجبرين بالالتزام بنمط معين لمنازلهم في المدينة التاريخية، طالما لا توجد جهة تقدم لهم خدمات الإصلاح والترميم والصيانة الدورية خاصة من الجانب الرسمي.
ويتحدث علي الكدس، أحد ساكني صنعاء القديمة لـ"المهرية نت": أنا اسكن في منزل أبي ونحن من الجيل الرابع من العائلة التي توارثت المنزل الأثري منذ 80 سنة، ولكن للأسف لا اهتمام بالمنازل الأثرية، فنذهب لزيارة هيئة الآثار فلا نجد من يستمع إلينا، وتأتي السيول والأمطار ولا أحد يسأل أين صنعاء القديمة، حتى أن المياه في كثير من الأحيان دخلت إلى منازلنا، ولذلك نصلحها بأنفسنا، ونقوم بالعديد من الإضافات.
وأضاف: كانت الإضافات والاستحداثات محرمة في مدينة صنعاء القديمة، أما اليوم فبإمكانك مشاهدة الأبنية العشوائية والمحلات التجارية التي افتتحت في المنازل.