آخر الأخبار

النازحون في مديرية الشمايتين بتعز.. معاناة مستمرة في ظل غياب المنظمات الإغاثية (تقرير خاص)

مخيمات النزوح في مديرية الشمايتين بتعز

مخيمات النزوح في مديرية الشمايتين بتعز

المهرية نت - خاص
السبت, 12 فبراير, 2022 - 05:10 مساءً

 

مع حلول فصل الشتاء تتفاقم معاناة النازحين جراء البرد القارس، في عدد من المخيمات المنتشرة في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، فما إن تزورهم وتنظر في وجوههم حتى تقرأ في أعينهم ونبرة أصواتهم ما قاله الشاعر محمود درويش: "مشيا على الأقدام أو زحفا على الأيدي نعود".

 

فدرويش يصف حال الفلسطينيين وشوقهم لديارهم ولا يدرون ما الذي ينتظرهم في طريقهم حد وصفه، بيد أننا نرى ذلك ينطبق تماما على من نزحوا من ديارهم وقراهم بمناطق كثيرة في اليمن جراء الحرب العبثية التي بطشت بهم وما خلفته من دمار وتمزق.

 

ظل أولئك النازحون يترقبون انتهاء الحرب كي يعودوا لديارهم وقراهم وإن كانت بقايا أطلال، ولربما بذات الحماس غير آبهين بما قد يفتك بأرواحهم من مخلفات الحرب كبقايا متفجرات والغام واجسام غريبة، فما يلاقوه من ألم ومعانات في تلك المخيمات يجعلهم يتمنون لو يستطيعون العودة إلى ديارهم والموت فيها حسب تعبيراتهم.

 

 

 

 فقد أكدت الوحدة التنفيذية للنازحين في اليمن نزوح 1963 خلال يناير الماضي، كما أكد التقرير الشهري لحركة النزوح الصادر من الوحدة التنفيذية أن محافظات مارب وشبوه والحديدة وتعز تضم 85% من الأسر النازحو فيما توزع بقية النازحين على محافظة عدن وابين والظالع وحضرموت والمهرة وحجه، وتحديداً في تعز بلغ عدد النزوح 240 اسرة نزحت خلال يناير حيث بلغ عدد أفرادها 1263 لتصبح تعز ثاني محافظة للنزوح في الشهر الماضي بعد محافظة الحديدة.

 

 

 

وأشار أسام المشرقي مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مديرية الشمايتين؛ إلى أن عدد النازحين في المخيمات ووسط المجتمع المضيف منذ بدء الحرب بلغ 9300 نازح في الشمايتين فقط، مؤكدا عن مدى المعاناة التي تعصف بهم بلا هوادة.

 

بدوره حكى المواطن منتصر أحمد وهو نازح في مخيمات القرية الحمراء وأبٌ لعشرةِ أطفال، "للمهرية نت" عن مرارة العيش بعد نزوحه بسبب الحرب التي شنتها المليشيا الحوثية ،ما جعلته وغيره يعانون الأمرين جوعا وبردا، فلا هم قادرون على توفير ما يسد رمق أطفالهم، ولا هم قادرون على توفير مايقيهم شدة برد الشتاء وصقيعه

 

كما أشار النازح امين سلطان أن حياتهم وسط خيم متهالكة لا تقيهم حرارة صيف ولا برد الشتاء، ولا قطرات النداء التي تنهمر فوقهم من شدة البرد، وصفا حال يومه من الصباح الباكر وهو يعمل على تصليح خيمته بعد سقوطها، وصعوبة حياته في توفير فرصة عمل يقتات منها أطفاله.

 

 من جانبها أفادت النازحة أم أيمن أن شدة البرد أودت بحياة امرأتين في المخيم وعدد من الأطفال والرضع، إضافة إلى الأمراض التي ألمت بالكثيرين كالرومتيز والكلى لعدم توفر احتياجات البرد وتساقط قطرات النداء أثناء نومهم وكأنهم يعيشون في العراء بلا أمن ولاغذاء ولاعلاج ولاماء ولامأوى حد وصفها، متعجبة في الوقت ذاته من دور المنظمات التي لم يجعل منهم سوى مجرد سلعة تروجها لتسترزق منها.

 

 

 

ويرى الإعلامي والناشط الحقوقي هشام الشرجبي  أن معاناة النازحين بدت دون نهاية ولا موعد محدد، فهم ينامون ليحلمون بشيءٍ يطعمهم من جوع ويقيهم من برد، مؤكدا أن موقف المنظمات الانسانية باهت أمام احتياجاتهم، فقد غضت الطرف عن تقديم أبسط الخدمات لترتفع أصوات المعانات من هذه المخيمات يوم بعد آخر، فلا يجدون سوى وعود متكررة خاطئة كاذبة قاتلة من تلك المنظمات، وفي المقابل صمت كصمت القبور من السلطات المحليه بالمحافظة.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية