آخر الأخبار
النازحون في مارب.. احتياجات كبيرة واستجابة ضعيفة (تقرير خاص)
نارحون في مارب
السبت, 12 فبراير, 2022 - 04:00 مساءً
محافظة "مأرب" كانت الوجهة الأكثر استقبالاً للنازحين منذ انقلاب جماعة الحوثي، حيث لجأ إليها مئات الآلاف من شتى محافظات اليمن، ووصل عدد النازحين فيها إلى مليونين ونصف مليون نازح، يواجهون ظروفا انسانية بالغة الصعوبة مع شبه غياب لدور المنظمات الدولية والانسانية لتغطية احتياجاتهم، في الوقت الذي تتلقى تلك المنظمات الدولية والأممية عشرات المليارات خلال سنوات الحرب، لكن واقع النازحين وما يعانوه، يضع تساؤلات أمام تلك الأموال التي وكأنها تتبخر في الهواء فيما الوضع الإنساني يزداد سوءا.
قبل أيام دعت السلطات في محافظة مأرب، كافة منظمات وهيئات الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني لمضاعفة تدخلاتها الإنسانية وتلبية احتياجات النازحين المتزايدة والتخفيف من معاناتهم المتفاقمة.
وكان وكيل محافظة مأرب علي الفاطمي محافظة مأرب خلال لقاءه بمدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن "أوتشا" انتقد تدخلات المنظمات الدولية والانسانية واصف اياها بالتدخلات الضعيفة وانها لا تلبي احتياجات النازحين ولا تتناسب مع حجم أعداد المقيمين في المحافظة.
وتؤكد تقارير حكومية ضعف التدخلات الإنسانية والإغاثة الطارئة التي تقدمها المنظمات الدولية للنازحين في محافظة مأرب، إذ أنها لا تلبي احتياجاتهم المتزايدة في ظل استمرار حركة النزوح إلى المحافظة بشكل يومي.
وتوضح أن مستوى تدخلات المنظمات الدولية في محافظة مأرب لا تتناسب مع حجم وأعداد النازحين المقيمين في المحافظة، والذين تجاوزت أعدادهم أكثر من 2 مليون و 500 ألف نازح موزعين في (183) مخيما وتجمعا سكانيا، والذين باتوا يمثلون نسبة 63 بالمئة من إجمالي عدد النازحين في اليمن.
في غضون ذاك زار محافظة مأرب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن "أوتشا" سجاد محمد ، للاطلاع على أوضاع النازحين في المحافظة ومناقشة خطة الاستجابة الإنسانية الطارئة للعام الجاري 2022م.
ووصف مدير مكتب الأوتشا باليمن الوضع الإنساني في محافظة مأرب بالمأساوي، وأبدى استعداده لنقل الصورة الحقيقية عن هذا الوضع إلى جميع شركاء الأمم المتحدة والمانحين الدوليين بما يسهم في مضاعفة حجم تدخلاتهم وزيادة نسبة مشاريعهم وبرامجهم الإنسانية في المحافظة خلال الفترة القادمة.
وأعرب مدير مكتب الأوتشا، عن أسفه لما لمسه من قصور في أداء المنظمات والهيئات الدولية العاملة في المجال الإغاثي تجاه نازحي مأرب وضعف التواصل والتنسيق مع السلطة المحلية ومكاتبها لمعرفة احتياجاتهم الأساسية وتلبيتها وتقليص الفجوة الإنسانية القائمة في المحافظة في ظل ما تشهد من تطورات ومتغيرات إنسانية متسارعة بشكل مستمر.
أهم الاحتياجات
يشكوا النازحون من تدخلات المنظمات الغير نافعة ومجدية.. أم ايمن نازحة في مخيم السويداء قالت للمهرية نت: ان المنظمات تقدم لهم حبوب "العدس" وقليل من الرز والسكر.. مضيفة ما نشتي منهم اكل ما حد قد مات من الجوع، نشتي يسوا لنا سكن مع واولادنا الي قتلهم البرد والحمى.
مدير مخيم السويداء محسن الحرملي قال في تصريح للمهرية نت إن احتياجات تعليمية وإيوائية وصحية تغيب عن برامج المنظمات والذي يفترض أن توفرها المنظمات كأقل واجب تجاه النازحين، فيما تكتفي بتقديم مشاريع لا تغطي ولو جزء بسيط مما يحتاجه النازحون.
وحدة النازحين قالت في أخر تقرير لها: إن أزمـة النـزوح جـزء مـن أزمـات متداخلـة تسـتنزف قـدرات الدعـم المحلـي والإمكانـات المحـدودة للمنظمـات العاملـة فـي محافظـة مـأرب، وإزاء هـذا الاحتيـاج المتزايـد والـذي يتعـدى القـدرات المحـدودة لمقدمـي الخدمـات للاسـتجابة للوضـع الإنسـاني المتدهـور والمتفاقـم فـإن الوحـدة التنفيذيـة تضـع المجتمـع الدولـي والمنظمـات الأمميـة والدوليـة وجميـع شـركاء العمـل الانســاني أمــام هــذه المأســاة الإنســانية.
وأهابت وحدة النازحين في مأرب بالجميــع لتحمــل مســئوليتهم جــراء هــذه التطـورات والتـي تنـذر بكارثـة إنسـانية سـيئة تتعـرض لهـا هـذا الأسـر المشـردة.
ودعت الوحـدة التنفيذيـة إلـى تقديـم الدعـم بالمـأوى والمـواد غيـر الغذائيـة والأمـن الغذائـي وسـبل العيـش وكـذا تقديـم الرعايـة الصحيـة والوصـول إلـى الميـاه النظيفـة وخدمـات الصـرف الصحـي ودعـم إدارة المخيمـات وتنسـيق أنشـطتها وخدمـات الحمايـة وغيرهـا مـن المشـاريع والأنشـطة الأخرى المنقذة للحياة.
وأشارت إدارة النازحين أن الاحتياجات للنازحين الجدد تتضاعف وتزداد اثر غيابها معاناتهم، لفتة إلى أن المخيمات الجديدة تفتقر للخدمات الأساسية من وحدات صحية ومدارس ومياه صالحة للشرب وخيام وفرش وبطانيات.
وعود أممية
في الثاني من فبراير الجاري أصدر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ، مارتن غريفيث ، 20 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF) لدعم الاستجابة الإنسانية للنازحين الجدد في مأرب والجوف.
البرد والنازحين
يشكّل البرد تهديدا حقيقياً لآلاف الأطفال من النازحين إذ أصبح المئات من الأطفال هدفاً سهلاً لموجات الصقيع، والأمراض لاسيما حديثي الولادة، وتشتد الخطورة في ظل انعدام الخدمات، وتوقف بعض المنظمات الدولية عن تقديم الدعم للعيادات الحكومية المنتشرة في مديريات المحافظة.
ويواجه النازحون اليمنيون ظروفًا صعبة خلال فصل الشتاء مع اشتداد موجة البرد، في ظل افتقارهم لخدمات الايواء ووسائل التدفئة التي تحمي أجسادهم من الصقيع.
وفاقمت كارثة البرد معاناة النازحين، ففي شهر ديسمبر من العام 2021 أودى البرد بحياة ثلاثة أطفال لم تحتمل أجسادهم الصغيرة تبعات النزوح وزمهرير الشتاء المميت، وفقاً لتقرير أصدرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب.
وقالت الوحدة الحكومية أنهم توفوا نتيجة تدني درجات الحرارة وسوء الأحوال المعيشية التي يواجهها نازحو محافظة مأرب، في وقت تستمر فيه موجات النزوح في تزايد إلى مديريتي المدينة والوادي بالمحافظة.
ويزداد الوضع الإنساني سواء في ظل تردي ووضع الاستجابة وبطئها من قبل شركاء العمل الانساني، واتساع فجوة الاحتياجات الإنسانية في كافة المجالات الأساسية التي تحاول السلطة المحلية في محافظة مأرب بكامل قدراتها المحدودة لإنقاذ حياة الآلاف من النازحين مؤخرا والتخفيف من معاناتهم، أمام استجابة انسانية أممية ودولية محبطة للغاية.