آخر الأخبار

تخادم مفضوح ... دعم عسكري ومالي وتنسيق مشترك (إماراتي - حوثي) لتدمير اليمن (تقرير خاص)

روابي سفينة إماراتية حملت للحوثيين أسلحة ثقيلة

روابي سفينة إماراتية حملت للحوثيين أسلحة ثقيلة

المهرية نت - تقرير خاص_ عبد السلام عبدالله
الاربعاء, 12 يناير, 2022 - 11:26 صباحاً

أعلنت جماعة الحوثي، في الثالث من يناير/كانون الثاني، احتجاز سفينة شحن إماراتية، وعلى متنها أسلحة ومعدات عسكرية، في المياه اليمنية في البحر الأحمر.

 

بعيدا عن الروايات الرسمية لكلا من التحالف والحوثيين، والاتهامات المتبادلة، فإن وصول السفينة إلى يد الحوثيين، وهي تحمل هذا الكم من المعدات العسكرية، وبهذه السهولة، أكد حقيقة التخادم الحوثي الإماراتي، خلال سنوات الحرب السبع في اليمن.

 

"المهرية نت" رصد حوادث عديدة، لدعم الإمارات عسكريا وماليا، لجماعة الحوثي، خلال مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وبعد إعلان خروجها من اليمن.

 

غارات خاطئة

 

في 22 مايو/أيار 2015 قتل وجرح ثمانية من أفراد المقاومة الشعبية في عدن بغارة جوية للتحالف صنّفت "خاطئة".

 

وفي 7 يوليو/تموز2015 قتل مستشار رئيس هيئة الأركان العامة العميد أحمد يحيى الأبارة، وقرابة 100 ضابط وجندي، وأصيب أكثر من 150 أخرين بجروح، في معسكر العبر بمحافظة حضرموت، خلال قصف لمقاتلات التحالف العربي، بثلاث غارات على مقر قيادة اللواء أثناء اجتماع لعدد من كبار الضباط الذين اجتمعوا لوضع خطة لتأسيس جيش وطني احترافي، بعد أسبوع من لقاء جمع الأبارة بعدد من الضباط السعوديين والإماراتيين والتحدث معهم عن رؤيته لتشكيل جيش وطني قوي وتأهيله وتطويره ليتمكن من القضاء على انقلاب ميليشيا الحوثيين ويحفظ استقرار الدولة.

 

في30 يناير/كانون الثاني 2016 قتل القيادي بالمقاومة الشعبية مبارك رقيب، في غارة جوية للتحالف العربي بالقرب من مفرق الجوف مأرب.

 

وقتل أكثر من عشرين شخصا من الجيش الوطني والمقاومة في 24 يونيو/حزيران 2016 بغارة "خاطئة" على منطقة المتون غرب الجوف بعد سيطرتهم على مركز المحافظة وطرد الحوثيين منه.

 

وتتهم مصادر عسكرية يمنية دولة الإمارات بالوقوف وراء حادثة مقتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، اللواء الركن عبد الرب الشدادي، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، عندما رفض توجيهات أبوظبي بعدم التقدم بقواته نحو صنعاء من اتجاه صرواح.

 

وفي 25 يونيو/حزيران 2017، قتلت غارة جوية للتحالف العربي 15 جنديا من الجيش الوطني في مديرية صرواح غرب مأرب.

 

كما قتلت غارة جوية أخرى في 30 يوليو/تموز2017 تسعة من عناصر الجيش الوطني بجبل الشبكة في محافظة صعدة.

 

في 26 فبراير/شباط 2018، استهدفت طائرات التحالف العربي، اجتماعا لقيادات اللواء 133 في الجيش الوطني بمديرية نهم بصنعاء، بغارة جوية أدت إلى مقتل سبعة من قيادات الجيش، وإصابة 16 آخرين.

 

وفي 19 أغسطس/آب 2018م، شن طيران الإمارات غارة جوية على منطقة تمركز قوات الجيش الوطني في جبهة سلبة بمديرية خب والشعف شرقي الجوف، وأسفرت عن مقتل 10 أشخاص، بينهم قياديين ميدانيين.

 

وفي 14مارس/ أذار 2019، سقط قرابة 30 بين قتيل وجريح، في الغارات التي شنتها طائرات الإمارات على مواقع الجيش الوطني في برط العنان بمحافظة الجوف.

 

وفي 6 مايو/أيار 2019، قتل جندي وأصيب آخرون في غارة لطيران الإمارات استهدفت تجمعا للجيش الوطني في نقيل الشيم في جبهة مريس، شمالي محافظة الضالع.

 

وفي 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، قُتِل وأصيب العشرات من منتسبي الجيش الوطني إثر قصف مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي موقعا للجيش في مديرية مرخة العليا بمحافظة شبوة، بعد خمسة أيام فقط من إقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو من منصبه، إثر ضغوط من الرياض وأبوظبي.

 

ويرى مراقبون أن استهداف الجيش الوطني من قِبل التحالف السعودي الاماراتي مقصودا لمنع قوات الجيش من التقدم وتحقيق أي انتصارات حاسمة ضد ميليشيا الحوثي، وأن الغارات الجوية جزء من الدعم العسكري المقدم للحوثيين.

 

وأكد القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني، إبرام دولة الامارات اتفاقيات شراكة مع ميليشيا الحوثي، للقضاء على مشروع الاسلام السياسي السني في اليمن.

 

وقال الحسني في حديث خاص لـ "المهرية نت" أن "الامارات أبرمت اتفاقيات مع الحوثيين، تنص على عدم قصفها بالصواريخ واستهداف أراضيها بالطيران المسير، مقابل تسليم أكثر من 100 كم للميليشيا في محافظة الحديدة"

 

وأضاف أن الامارات "تمد الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة بشرط قتال الاخوان المسلمين -يقصد الاصلاح- في مأرب"

 

ولفت القيادي الجنوبي إلى أن معركة بيحان شبوة لسيت سوى قربانا لإسقاط المحافظ السابق محمد صالح بن عديو من منصبه، وإزاحة الاصلاح عن المشهد في شبوة، مؤكدا أن الامارات ستوقف المعركة وتعود لحرب (الاخوان المسلمين) عدوها الأول في اليمن، وفق تعبيره.

 

وبحسب الحسني فإن "الامارات تلعب على المتناقضات في اليمن أو خارج اليمن وتبحث عن مصالحها فقط" مشيرا إلى أن علاقتها مع السعودية لا زالت وطيدة، وأن "مشاركتها في الحرب بهدف التوسع في سقطرى والمناطق النفطية كشبوة وحضرموت ولا تعني لها معركة الحوثي شيء".

 

شحنات فاشلة

 

في يونيو/ تموز 2019، أحبطت قوات الأمن في محافظة الجوف محاولة تهريب شحنة معدات مخصصة لصناعة الطائرات المسيرة كانت في طريقها إلى الحوثيين قادمة من إحدى المحافظات الجنوبية، على متن سيارة تملك تصريح مرور من النقاط التابعة للحزام الأمني الذي أسسته الإمارات، وموقع من القيادي في الحزام الأمني أبو اليمامة.

 

وفي سبتمبر/أيلول 2020، ضبطت قوات عسكرية موالية للحكومة الشرعية شحنة أجهزة وطائرات مسيرة، شمال لحج كانت في طريقها من عدن لمليشيات الحوثي جنوب تعز.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، ضبطت نقطة أمنية، في محافظة لحج، شحنة طائرات مسيرة وأجهزة اتصالات كانت في طريقها الى مليشيات الحوثي في البيضاء، وتحمل تصريح عبور من القيادي في ميليشيا الانتقالي صالح السيد.

 

في أغسطس/آب 2019، نشر الدبلوماسي السعودي السابق سلطان الطيار، عبر حسابه على تويتر، وثيقة خطيرة - جزءاً من تقرير مجلس الأمن - تكشف تورط دولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم المليشيات الحوثية بالطائرات المسيرة.

 

وبحسب الوثيقة فإن قوات الشرعية في مأرب اعترضت شحنة طائرات قادمة من دبي تم شراء مكوناتها عبر الإمارات (ذكرت اللجنة اسم البنك ورقم الحساب)، ثم تركّبها شركة إيرانية وترسلها إلى اليمن من خلال دبي.

 

 

أسلحة نوعية

 

ما سبق نماذج لحوادث أعيق فيها وصول الأسلحة إلى يد الحوثيين، وهي قليلة، غير أن هناك من يرجح أن الأسلحة التي وصلت وتصل إلى الميليشيا من الامارات، أو عن طريقها أو من خلال أذرعها في الشرعية، كثيرة جدا، وتساعدها بشكل كبير في شن حروبها بمختلف الجبهات.

 

وأكد مركز أبعاد للدراسات استخدام ميليشيا الحوثي في حربها الأخيرة بمأرب 30 مدرعة أمريكية، بعضها مسجلة باسم الجيش الاماراتي، وأخرى خاصة ببرنامج مكافحة الإرهاب.

 

ولفت المركز إلى أن الحوثيين استقطبوا منذ فبراير/شباط 2021، ثلاث دفع صغيرة من المجندين في الساحل الغربي الذين التحقوا بمعسكرات طارق صالح، بينهم خبراء عسكريين مهمين كانوا ضمن قوات (النخبة) للاستفادة منهم في تشغيل بعض الأسلحة المتطورة، بينها أسلحة متعلقة بمكافحة الإرهاب مثل النواظير الحرارية المتطورة وبعض أنواع الصواريخ الذكية وفك شفرات المدرعات وبرامج أمنية أخرى.

 

وبحسب المركز فإن القوات الإماراتية استخدمت الصواريخ الأمريكية (هيلفاير -- AGM-114 Hellfire) بشكل مباشر في بعض عمليات التحالف العربي بالساحل الغربي، وهي من الدول القليلة المسموح لها اقتنائها، ما يعني أن ضباطا يمنيين تدربوا هناك على التعامل مع هذا النوع من الصواريخ، واستقطاب بعضهم من قبل جماعة الحوثي قد يضع مخاوف من وصول مثل هذا النوع من السلاح بيد الميلشيات.

 

في يوليو/ تموز 2020، بثت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، كمية الأسلحة التي حصلت عليها ميليشيا الحوثي عقب دخولها منزل البرلماني والقيادي في المؤتمر ياسر العواضي، الموالي للإمارات، في مديرية ردمان بالبيضاء، بعد أقل من يوم فقط على اندلاع المواجهات، وانسحابه بتوجيهات من التحالف العربي، بحسب مصادر عسكرية.

 

كما أظهر الفيديو حصول الميليشيا على أطقم عسكرية جديدة بكامل عتادها وصواريخ مختلفة ومدافع متنوعة، وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وذخيرة لكل الأعيرة النارية وبكميات كبيرة.

 

وبحسب مراسل قناة المسيرة الحوثية فإن ما تم عرضه ليس إلا جزء يسير مما اكتسبه الحوثيون، كما أظهرت المشاهد بأن الأسلحة سعودية، وقد تم نقلها في وضح النهار على متن شاحنات وسيارات يسهل التعرف على حمولتها من قبل الطيران.

 

 

شاهد ماذا ترك ياسر العواضي للحوثي كيف اهان القبيلة بالنكف ثم اخذ المال وترك السلاح وهرب مع اول طلقة رصاص شاهدوا عندما كنت اتحدث بسخرية وكانت تنهال تعليقاتكم اني حوثي واخدم الحوثيين فمن الذي خدم الحوثي !؟ هناك قاعدة هامة في المجتمع اليمني اغسل يدك عشرين مرة بالتراب وعشرين مرة بالماء والصابون من اي دانق او مخزون الدنق خانوا الوطن والثورة والجمهورية والوحدة وخانوا زعيمهم ليس لهم هدف ولا مبدى ولا قضية تحياتي لكم

Posted by ‎انيس منصور‎ on Wednesday, June 24, 2020

 

وفي أخر هدية قدمت لها، أعلنت ميليشيا الحوثي حصولها على عربات عسكرية وآليات وزوارق وأسلحة، ضمن حمولة سفينة "روابي" الإماراتية، في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري.

 

 

يعلق الناشط السياسي منير المحجري على احتجاز الحوثيين للسفينة الإماراتية، قائلا عبر تويتر: "لا يمكن لاي سفينة أن تتحرك إلا وقد حددت وجهتها ويتم تتبعها بنظام GPS عبر الأقمار الصناعية، وسفينة كهذه محملة بسلاح سعودي وفي ظل حرب لا يمكن أن تترك بدون مراقبة وتتبع، لهذا فالمؤكد أن الامارات سلمتها للمليشيات ضمن الصفعات والمعارك الإنتقامية الخفية التي توجهها الامارات للسعودية".

 

 

وفي رؤية مغايرة يرى الكاتب الصحفي أحمد الزرقة أن السفينة كانت هدية من السعودية والامارات معا، مؤكدا على حسابه في تويتر "أن هناك تماهيا بين الرياض وابوظبي في كل ما يحدث وان الحديث عن عدم رضا المملكة على تصرفات الامارات في اليمن مجرد وهم واكاذيب".

 

 

ويتعقد الكاتب محمد المقبلي أن تسليم الامارات للسفينة جاء ضمن صفقة بين الطرفين في محافظتي شبوة والحديدة، مضيفا على تويتر " لا تتوقف عطايا ابن زايد للحوثيين والولي الفقيه، آخرها سفينة العتاد العسكري عرض البحر الأحمر والتي جاءت ضمن كرنفال اعادة التموضع  والاستلام والتسليم في كلا من الساحل وشبوه".


 

 

من جانبه يؤكد رئيس دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية سابقا، اللواء محسن خصروف أن "الامارات قد أهدت الحوثيين كمية هائلة من الأسلحة النوعية كخطوة لتسوية وضعها مع طهران".

 

وفي مداخلة تلفزيونية على قناة المهرية، لفت خصروف إلى أن التخادم الاماراتي الحوثي أصبح واضحا في كل العمليات العسكرية.


 

 

الدعم المالي

 

في تقرير نشره موقع " Middle East Eye" البريطاني، في أبريل/نيسان 2015، كشف الباحث الأمريكي والصحفي الاستقصائي، نفيز أحمد، عن أن دولة الإمارات دعمت الحوثيين في اليمن بمبلغ مليار دولار، عن طريق نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مؤكدا لعب الإمارات دوراً رئيسياً في تقدم الحوثيين باليمن، والانقلاب على الدولة من خلال تقديم تمويل العملية لـ"صالح" حليف الحوثيين حينها.

 

بدوره أكد الكاتب الصحفي أحمد الشلفي، في تغريدة على تويتر دفع الامارات مبالغ باهظة للحوثيين، بهدف إسقاط الدولة اليمنية، مضيفا "دفعت أبوظبي للحوثيين وصالح 2 مليار دولار لإسقاط هادي والإصلاح وحلفائه عام 2014م ثم اختبأت داخل عاصفة الحزم لاستكمال مشوار المؤامرة".


 

 

وأكد الجنرال السعودي أنور عشقي في حوار تلفزيوني مع قناة "روسيا اليوم"، في 2016، دعم الإمارات للحوثيين في اليمن بالمال مقابل ضرب "فئة معينة"، لم يسمها حينها، إلا أن مراقبين اعتبروا أن الفئة هي حزب التجمع اليمني للإصلاح.

 

وفضحت وزارة الخزانة الأميركية، في مارس/آذار 2020، العلاقة الوطيدة بين الامارات وميليشيا الحوثي، بفرضها عقوبات على شبكة تهريب تجمع ملايين الدولارات لصالح الحوثيين، من خلال كيانات تتمركز في دبي، وضمت شخصين من اليمن وواحدا من الإمارات وواحدا من الصومال وآخر يحمل الجنسية الهندية.

 

وجاء في بيان الوزارة أن "هذه الشبكة تجمع عشرات الملايين من الدولارات من عائدات بيع سلع مثل النفط الإيراني، يتم بعد ذلك توجيه كمية كبيرة منها عبر شبكات معقدة من الوسطاء ومراكز الصرافة في بلدان متعددة لصالح الحوثيين".

 

تنسيق مباشر ودعم ميداني

 

في يوليو/تموز 2019، كشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، عن وجود اتصالات وتنسيقات غير مباشرة بين الحوثيين والإمارات خصوصا فيما يتعلق بالانسحاب من الحديدة، وقال إن هناك تعاونا استخباراتيا ولقاءات دورية مع الجانب الإيراني أيضا.

 

وأعلن القيادي في ميليشيا الحوثي محمد البخيتي، في 2 أغسطس/آب 2019، في تصريحات إعلامية، إنهم قرروا تجميد الهجمات ضد الإمارات بعد تغيير وصفه بالملموس في موقف أبو ظبي السياسي والعسكري.

 

وقال القيادي في الميليشيا محمد علي الحوثي، عبر تويتر، في 18 مارس/آذار 2021، أن رسالة قائد الجماعة عبدالملك الحوثي، إلى الإمارات، التي نصحهم فيها بالتوقف، وصلت، مؤكدا توقف "الاستهداف لها" من قبل جماعته.


 

 

جدير ذكره أن الحوثيين رغم نجاحهم في إجراء تجربة صاروخية تصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، فإن ميليشيا الحوثي لم تشن سوى هجومين صاروخيين باتجاه الإمارات.

 

وبحسب مراقبون فإن أحاديث القيادات الحوثية عن انعدام الهجمات الصاروخية للإمارات، ومحاولة خلق مبررات لا منطقية لذلك يأتي بعد ضغوط إعلامية بشأن العلاقة الوطيدة بين الطرفين.

 

ووجهت الإمارات مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها، في يوليو/تموز 2021، بمنع قدوم أي تعزيزات إلى محافظة البيضاء دعما للجيش الوطني والمقاومة الشعبية هناك، إثر اشتداد المعارك، مما تسبب في سقوط كامل المحافظة بيد الحوثيين.

 

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، فاجأت القوات المشتركة المدعومة من الامارات، الجميع بانسحابها بصورة مفاجأة من مدينة الحديدة وعدد من المديريات، دون علم الحكومة اليمنية والأمم المتحدة والبعثة الأممية، وتقديمها على طبق من ذهب للحوثيين.

 

وقالت القوات أنها سحب ألويتها "حراس الجمهورية-عمالقة-مقاومة وطنية" من مواقعها في الخطوط الأمامية في جبهات الحديدة إلى مدينة الخوخة، على بعد نحو 170 كيلومتراً جنوب مركز المحافظة، ضمن ما أسمته "إعادة تموضع".

 

يقول الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أن القوات انسحبت من الساحل "بطريقة مسرحية مضحكة لا يفسرها سوى وجود تفاهمات ما"، مضيفا على حسابه في تويتر "ترجمت هذه التفاهمات في أكثر من شكل وملف، ولا استبعد أن يكون حادثة سفينة روابي واقعة ضمن مثل هذه التفاهمات وإلا فليفسروا لنا كيف تم اختطاف سفينة تمخر في بحر يتحكم به التحالف بحرا وجوا".

 

 

تمزيق اليمن

 

في تغريدة على حسابه في تويتر دعا مستشار ولي عهد أبو ظبي السابق، الكاتب الاماراتي عبدالخالق عبدالله، في8 يناير/كانون الثاني 2022، قوات ألوية العمالقة إلى التوقف عن المعارك ضد الحوثيين، خلال تعليقه على تقدم القوات، في المعارك الأخيرة بمديريات شبوة، محرضا بصورة وصفت بالـ "وقحة" ضد الوحدة اليمنية.

 

تغريدة الكاتب الاماراتي كشفت عن واحد من أهداف الامارات في اليمن، وأحد أسباب دعم الحوثي في شتى المجالات، حيث ترغب الامارات في تقسيم اليمن إلى شطرين، وتسليم الشمال للحوثي والجنوب للانتقالي.

 

 

ويعتقد الكاتب الصحفي عبدالله الحرازي أن المناكفات الداخلية لدول الخليج، تنتهي بشكل مباشر أو غير مباشر باستفادة الميليشيا الحوثية، وعلى رأسها دولة الامارات، مضيفا "وإن لم تتضح الأدلة القطعية لكن النتائج واضحة في التخادم الدائم بين الامارات والميليشيا الحوثية، والانحراف في مهام التحالف وأهدافه المعلنة إلى عكسها تماما".

 

في حديث خاص لـ "المهرية نت" يقول الحرازي أن "كل ما للإمارات دور فيه أو كانت فيه طرف موضع شك وريبة لدى اليمنيين، ولم يعد بالإمكان إحسان الطن فيه مطلقا، فقد أثبتت التجارب المريرة التي خاضوها طيلة السنوات السبع الماضية دورها التدميري والتخريبي والإرهابي في اليمن، وليس أقلها إنشاء وتمويل مليشيات مساندة للمليشيا الحوثية".

 

وبحسب الحرازي فإن السعودية هي الأخرى "التحقت مؤخراً بخانة الخيبة من دورها وهي التي ظل اليمنيون ينظرون إليها أنها تتعرض للخداع الإماراتي"، لافتا إلى أن "الحقائق على الأرض تؤكد أنها مجرد أدوار يتوزعونها لإطالة أمد الصراع في اليمن أملاً في تفتيته واغتنامه، تساعدهم قيادة يمنية منصاعة تماماً وخاضعة لكل إملاءاتهم".

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية